آخر الأخبار

لهذه الأسباب خبراء أميركيون يشككون بجدوى خطة ترامب

شارك





واشنطن- بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطته بشأن قطاع غزة عقب لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة-، نشر البيت الأبيض تفاصيل الخطة التي جاءت في 20 نقطة.

ووصف ترامب حدث إطلاق الخطة، التي سميت "مبادئ السلام"، بأنه "يوم تاريخي للسلام"، وكان قد تعهد لقادة عرب ومسلمين التقاهم في مدينة نيويورك يوم 23 سبتمبر/أيلول المنصرم، بأنه لن يسمح لإسرائيل بضم أي جزء من الضفة الغربية، ووعدهم بالقيام بكل جهد ممكن لإحلال السلام في المنطقة.

وفي السياق، أشار بيان للبيت الأبيض أن الخطة لن تجبر سكان القطاع على المغادرة، وأن الجيش الإسرائيلي سينسحب تدريجيا لصالح قوة استقرار دولية مؤقتة، ترك البيان العديد من الأسئلة الهامة دون إجابات، مما دفع عددا من كبار الخبراء الأميركيين المهتمين بقضايا المنطقة للتشكيك في جدوى الخطة وإمكانيات تطبيقها على أرض الواقع.

خطة غير مستدامة

وقالت المسؤولة السابقة بوزارة الخارجية الأميركية أنيل شيلاين: إن خطة ترامب حول قطاع غزة غير مستدامة سياسيا وعسكريا، إذ لا تعالج الخطة القضية الأساسية في قلب الصراع، وهي مطلب الفلسطينيين غير المُلبى تقرير المصير والعدالة.

وأضافت في حديثها للجزيرة نت أن أي خطة تفشل في تحقيق العدالة للفلسطينيين تحمل بذور تدميرها بداخلها، لأنها لن تؤدي إلا إلى مزيد من الصراع.

وفي نفس السياق، تحدث كريستيان كوتس أولريتشسن خبير الشؤون الدولية بمعهد بيكر في جامعة رايس بولاية تكساس، وقال إنه من الصعب أن نرى كيف ستمضي الخطة قدما في غياب إرادة سياسية حقيقية من جميع أصحاب المصلحة الرئيسيين.

وقصد أولريتشسن غياب التمثيل الفلسطيني، بأي صورة من الصور في وضع مسودة الخطة التي أعدها الجانب الأميركي، وأدخل عليها الجانب الإسرائيلي تعديلات.

استبعاد السلطة

وعن استبعاد السلطة الفلسطينية من لعب أي دور مستقبلي في إدارة قطاع غزة، قال أولريتشسن في حديثه للجزيرة نت إنه كي يكون لدى أي خطة فرصة للنجاح، يجب أن تكون محلية وليست مفروضة من الخارج.

إعلان

من جهتها، اعتبرت الخبيرة شيلاين -التي تعمل حاليا باحثة في معهد كوينسي بواشنطن- أن استبعاد السلطة الفلسطينية من لعب أي دور في حكم غزة في المستقبل القريب أو البعيد هو ترجمة لما صرح به نتنياهو بوضوح في الماضي من أنه لا يفضل أن يمثل الفلسطينيون حكومة شرعية ملتزمة بالعمل مع إسرائيل.

وقالت إنه على الرغم من أن "تنسيق" السلطة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي كلفها أي شرعية كانت تتمتع بها من قبل، فإن نتنياهو لا يزال ينظر إليها على أنها تهديد، لأن المجتمع الدولي والولايات المتحدة قد يرون أن السلطة الفلسطينية قادرة على إدارة شؤون الفلسطينيين، حسب كلامها.

وأضافت أنه ليس من المستغرب أن ترفض إسرائيل أي دور للسلطة الفلسطينية، لكن يجب على الأميركيين أن يفهموا أن رفض الإسرائيليين العمل مع السلطة الفلسطينية يدل على رفضهم حل الصراع على الإطلاق.

أما السفير ديفيد ماك مساعد وزير الخارجية الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، فقد اعتبر أن استبعاد السلطة الفلسطينية من لعب أي دور في حكم غزة في المستقبل القريب أو في المستقبل، يعد انتكاسة كبيرة ولا يبشر بنجاح الخطة على المدى الطويل.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أنه على المدى القريب، تتحمل الولايات المتحدة والعديد من شركائها العرب بعض اللوم لعدم استخدام نفوذهم لإصلاح السلطة الفلسطينية "ونقل قيادتها إلى من هو أصغر سنا".

دور يفتقد الشرعية

وعن طرح ترامب لدور أميركي يتمثل في تولي سلطة الأمر الواقع على غزة بصورة مؤقتة، قالت شيلاين إنه لا يوجد أساس قانوني لتولي الولايات المتحدة سلطة الأمر الواقع في غزة، وهو دليل على تجاهل للقانون الدولي تماما وعدم مواجهة أي عواقب عليه.

كما أشارت شيلاين إلى أن الخطة تفتقر إلى أي آليات إنفاذ لتحفيز إسرائيل على الامتثال للشروط، وقالت إن الأمر في هذا الصدد، يشبه اتفاق أوسلو، حيث لم تكن هناك عقوبات عندما فشلت إسرائيل في الالتزام بالخطوات التي وافقت على اتخاذها، مثل سحب جيشها من مناطق معينة. ونتيجة لذلك، حتى في حالة بدء إسرائيل و حماس في تنفيذ هذه الخطة، وهو أمر غير مرجح، فلا يوجد سبب يدعو الإسرائيليين إلى التمسك بها.

وشددت على أنه إذا كان ترامب جادا بشأن نجاح هذه الخطة، فسيحتاج إلى فرض عقوبات على إسرائيل لعدم الامتثال.

من جانبه، أكد الخبير أولريتشسن أنه لا يحق للولايات المتحدة تولي سلطة الأمر الواقع على غزة، ولو مؤقتا، ومن الصعب معرفة ما هي السلطة التي يمكن أن تكون موجودة بموجب القانون الدولي لدعم أي خطوة من هذا القبيل.

وأضاف أولريتشسن أنه لا يمكن تصور نجاح أي خطة في ظل غياب وجود آلية شرعية تؤول إليها مهام تنفيذ بنود الخطة، "وهذه هي مجرد نقطة واحدة من العديد من أوجه عدم اليقين التي تجعل من الصعب تقييم كيفية عمل هذه الخطة على أرض الواقع".

بدوره، اعتبر السفير ماك، الذي يعمل حاليا خبيرا بالمجلس الأطلسي، أن الولايات المتحدة لا تملك حق تولي سلطة الأمر الواقع على قطاع غزة، ولو مؤقتا. "من هنا، فإن فرص نجاح الخطة غير مؤكد، لدرجة أن الدعم قصير المدى الذي رأيناه لدور ترامب البارز رئيسا للجنة الحاكمة من المرجح أن يختفي قبل أن يبدأ".

إعلان

وأضاف ماك أنه من الناحية المثالية، يجب استبدال مجلس إدارة القوة الدولية المقترح لتحقيق الاستقرار بممثلين عن الدول العربية والإسلامية المستعدة للمساهمة بقوات أمنية وموارد مالية، لدعم إعمار قطاع غزة حتى يستطيع الوقوف على قدمه من جديد.

وقال "أنا أوافق على ألا يكون لحركة حماس أي دور، لكن الدول العربية والقادة الأوروبيين ووكالات الأمم المتحدة لديهم أدوار مهمة يلعبونها في تعبئة الموارد لتطبيق الأجزاء الجيدة من خطة ترامب على الأرض".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا