آخر الأخبار

بنت جبيل: مقتل أب وأطفاله الثلاثة في غارة إسرائيلية جنوبي لبنان يثير إدانات واسعة

شارك
مصدر الصورة

قالت وزارة الصحة اللبنانية إن غارة نفذتها طائرة مسيّرة إسرائيلية أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة، بينهم ثلاثة أطفال، في بلدة بنت جبيل بجنوب لبنان بعد ظهر الأحد.

ووفقاً للمصادر، استهدفت الغارة دراجة نارية كانت تسير بالقرب من سيارة العائلة، فأصاب أحد الصواريخ السيارة مباشرة، ما أدى إلى مقتل الأب صبحي شرارة وثلاثة من أطفاله على الفور، فيما أصيبت الأم أماني بزي، وابنتها الكبرى بجروح خطيرة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن الغارة استهدفت عنصراً من حزب الله "كان ينشط في منطقة مدنية"، مضيفاً أن الجيش "يأسف لسقوط مدنيين" وأن الحادث قيد التحقيق.

وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور من مكان الغارة، أظهرت فردة حذاء تعود لأحد الأطفال القتلى، وما بدا أنه بقايا لعبة.

وجاءت الغارة في وقت يتواجد فيه الرئيس اللبناني جوزاف عون في نيويورك للمشاركة في اجتماعات دولية تتناول قضايا السلام وحقوق الإنسان.

وأدان عون من نيويورك الهجوم، واصفاً إيّاه بـ"المجزرة"، ودعا المجتمع الدولي، "الذي يتواجد قادته في أروقة الأمم المتحدة"، إلى بذل كل الجهود لوقف "الانتهاكات للقرارات الدولية"، ولا سيما من قبل الدول الراعية لإعلان 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، والضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية والالتزام ببنود الإعلان.

ويُشار إلى أن إعلان 27 تشرين الثاني/نوفمبر هو اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل دخل حيّز التنفيذ فجر ذلك اليوم، لكنه تعرض منذ ذلك الحين لخروقات متكررة.

وختم الرئيس اللبناني بالقول: "لا سلام فوق دماء أطفالنا".

من جهته، قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، إن ما حصل "جريمة موصوفة ضد المدنيين، ورسالة ترهيب تستهدف أهلنا العائدين إلى قراهم في الجنوب"، مطالباً المجتمع الدولي "إدانة اسرائيل بأشد العبارات لانتهاكها المتكرر للقرارات الدولية وللقانون الدولي". كما طالب إسرائيل "وقف اعتداءاتها فوراً، والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، وإطلاق سراح الأسرى."

وقال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، في بيان، إنّ المستهدفين يحملون الجنسية الأمريكية.

لكن وزارة الخارجية الأمريكية ذكرت في بيان أن "الموقف لا يزال غامضاً، لكن الدلائل حتى الآن تشير إلى أن القتلى الخمسة ليسوا مواطنين أمريكيين. وفي حقيقة الأمر، كان لدى أحدهم في السابق طلب تأشيرة هجرة لم يُستخدم".

من جهتها، أدانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) "بشدّة" مقتل ثلاثة أطفال من عائلة واحدة في الغارة الجوية جنوب لبنان، ووصفت في منشور على منصة "إكس" استهداف الأطفال بأنه "أمر غير مقبول ولا يمكن تبريره".

وأضافت المنظمة: "لا يجوز أبداً أن يدفع أي طفل حياته ثمناً للنزاع".

وعلّق عدد من النوّاب في البرلمان اللبناني على الغارة، وقالت النائبة بولا يعقوبيان: "مجزرة بنت جبيل فصلٌ جديد في سجلّ دمويّ لا يعرف سوى القتل والخراب".

من جهته، اعتبر النائب طوني فرنجية أنّ "لا كلام يعلو أو يعبّر عن الجراح. كفى صمتاً أمام جرائم نتنياهو وإسرائيل. العالم كلّه مجتمع في نيويورك، فليسمع المجتمعون صوت صراخ الأطفال علّه يوقظ الضمائر! إن السكوت عن هذه الجرائم مؤشر خطير حول مستقبل الإنسانية والبشر أجمعين."

وفيما أدان النائب اللبناني فؤاد مخزومي الغارة الإسرائيلية، قال إنّه "آن الأوان لوقف نزيف الدم والخسائر، بالوقوف خلف الدولة وتجاوز أوهام السلاح والردع"، في انتقاد لتمسك حزب الله بالاحتفاظ بسلاحه.

وانضمّ عدد من الإعلاميين المحليين إلى السياسيين في التعبير عن حزنهم على الحادثة. وقال مقدم البرامج اللبناني المعروف نيشان، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "مجزرة جديدة تُنافي العقل والمنطق! جريمة لا دين يقبلها ولا ضمير يبرّرها!".

ومن جهته كتب الإعلامي المعروف في قناة "المؤسسة اللبنانية للإرسال" يزبك وهبة: "رحم الله شهداء مجزرة بنت جبيل، هذه العائلة البريئة التي دفعت ثمن تمسّكها بأرضها وجنوبها. على المجتمع الدولي رفع الصوت وإدانة اسرائيل على عمالها المشينة".

وعبرت مقدمة البرامج كارين سلامة عن حزنها على الخبر قائلة: " صدقاً قلبي ما بقى يحمل...".

لوم متبادل

مصدر الصورة

فيما رأى بعض المعلقين أن مقتل المدنيين كان نتيجة غير مباشرة لوجود سلاح حزب الله، حمّل آخرون الدولة اللبنانية المسؤولية بسبب عجزها عن حماية مواطنيها.

وقال المخرج ناصر فقيه منتقداً مؤسسات الدولة: "ما تخافوا… الدولة بتحميكن."

ومن جهتها، ناشدت دعاء المسؤولين اللبنانيين بالاستقالة قائلة: "حذاء الطفل الشهيد الذي يشهد على وحشية العدو وتخاذل السلطة أكثر قيمة من بياناتكم واستنكاركم. لو بقي لديكم ذرّة كرامة، استقيلوا".

وعلى المقلب الآخر، كتب محمد بركات: "نظرية السلاح سقطت. وهذه نتائجها: موتٌ عميمٌ ويوميٌّ... على الشيخ نعيم قاسم أن يسلّم الدولة مسؤولية الأمن، وبعدها يمكن أن نحاسب الدولة إذا قصّرت. أما منطق اللاحرب واللاسلم، فنتيجته هذا الألم الذي في الصورة".

وكتب حساب آخر باسم "علي القائد" منتقداً حزب الله وما اعتبره عجزاً عن حماية عناصره، قائلاً:

"الدولة اللبنانية، المكوّنة من رئاسة الجمهورية والحكومة ومجلس النواب، لا تستطيع أن تحدّد ما هو دورك في الحزب، ولا ما إذا كنت مكلّفاً بمهمة عسكرية أو مدنية أو أي دور آخر. وبكل بساطة، لن تحميك وأنت تؤدّي واجبك الحزبي. في المقابل، فإنّ الموساد - عبر الأجهزة التي اخترقها من أصغر عنصر حزبي لديك إلى أكبر مسؤول - قادر على معرفة موقعك وتحركاتك وفق تسلسل الأحداث حتى الآن. لكنك ماضٍ في تبنّي رواية أنّ الدولة غير قادرة على حمايتنا، فقط لتبرّر هزيمتك وفشلك."

وظهرت أصوات أخرى اتسمت بالوسطية، ودعا ماهر أبو شقرا الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم قائلاً: "بنت جبيل تنزف، ولبنان حزين من أقصاه إلى أقصاه. الإدانة لا تكفي، والمطلوب هو العمل الجدّي والحاسم من أجل وضع حدّ للعربدة الإسرائيلية المستمرّة ضدّ لبنان. آن الأوان لكي يتحمّل جميع المعنيين مسؤولياتهم الوطنيّة، حتى تتمكّن الدولة من اتخاذ موقف موحّد، والقيام بما يلزم لوقف المذبحة المتواصلة بحقّ قرى وبلدات جبل عامل".

لفتة تيم حسن

كان لافتًا لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أن يخصّ الممثل السوري تيم حسن حادثة بنت جبيل بلفتة خلال استلامه جائزة في حفل "موريكس دور" في بيروت، بعد ساعات قليلة من الغارة الإسرائيلية.

وكتبت الصحافية إيمان ابراهيم: "النجم تيم حسن الوحيد الذي ذكر مجزرة بنت جبيل اليوم. شكراً للنجم الكبير، شكراً لأنك منّا وفينا، تحبّنا ونحبّك من قلب القلب، ومبروك التكريم المستحق".

وقال حسن في كلمته: "تحية أخيرة إلى غزة وفلسطين، ورحم الله شهداء بنت جبيل اليوم. منّا نسيانين، لكن هذا شكل من أشكال المقاومة".

وكتب حساب باسم "رادار": "منيح في حدا عايش على أرض الواقع من المشاهير اللي بحفل الموريكس دور".

وكتب أحمد طه: "عار كل كل فنان وممثل ومؤثر لبناني شارك في الموريكس دور وطلع الفنان السوري تيم حسن لبناني أكثر منهم."

ويُذكر أنّ عدد الغارات الإسرائيلية على مركبات ودراجات نارية في جنوب لبنان ارتفع خلال الأيام القليلة الماضية، كما استُهدفت شقة سكنية في مدينة النبطية الأسبوع الماضي، في ما يُعدّ مؤشراً على تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا