بعد الغارة الإسرائيلية على العاصمة القطرية الدوحة، أكّد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة أن بلاده لا "تتصرف دائماً وفقاً لما يخدم مصالح الولايات المتحدة"، في وقت يقوم فيه رئيس دولة الإمارات بأول زيارة رسمية إلى قطر منذ الهجوم، في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها لزعيم عربي بعد تصاعد التوتر الإقليمي.
من المقرر أن يصل الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، إلى مبنى رئاسة الوزراء البريطانية في وقت لاحق، لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر.
وكانت الزيارة مثيرة للجدل، حتى قبل الضربات الإسرائيلية على قطر يوم الثلاثاء، التي استهدفت أعضاء من حماس. واتُّهم الرئيس الإسرائيلي باستخدام لغة مهينة ضد الفلسطينيين في غزة.
وصرح متحدث باسم السير كير بأنه سيناقش الخطوات التي يتعين على إسرائيل اتخاذها لإنهاء ما وصفه بـ "المعاناة المروعة" في غزة.
وقد كتب نحو 60 عضواً في البرلمان إلى رئيس الوزراء متسائلين عما إذا كانت الزيارة متوافقة مع التزامات المملكة المتحدة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية.
لم تُفلح الجهود المتكررة في التواصل مع قيادات حركة حماس أو مرافقيهم، حيث لم يرد أي منهم على مكالمات الهاتف أو الرسائل النصية عبر تطبيقات التراسل الفوري منذ الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مقر اجتماعهم.
حاولت بي بي سي الاتصال بأربعة من القيادات ومرافقيهم الذين يُعتقد أنهم كانوا حاضرين في الاجتماع الذي انعقد في إحدى البنايات بحي كتارا في الدوحة، والذي استهدفتهم الغارات الإسرائيلية فيه.
وفي محاولة للتواصل، وجدنا أن بعض الهواتف يُسمع رنينها دون رد، بينما تُسجل هواتف أخرى رسائل تُفيد بأن الهاتف المطلوب خارج نطاق التغطية.
وكانت حركة حماس قد أعلنت في بيان رسمي أن قياداتها نجت من محاولة الاغتيال الإسرائيلية، لكنها لم تقدم تفاصيل حول حالتهم الصحية أو ما إذا كان أي منهم قد تعرض لإصابات.
وصل رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى العاصمة القطرية الدوحة في زيارة رسمية، حيث كان في استقباله أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لدى وصوله مطار الدوحة الدولي.
وحضر الاستقبال عدد من كبار المسؤولين القطريين، من بينهم الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، الممثل الشخصي للأمير، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى جانب عدد من الوزراء.
ويرافق الرئيس الإماراتي وفد رسمي يضم مسؤولين بارزين، من بينهم ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، ومستشار الأمن الوطني الشيخ طحنون بن زايد، ووزير الداخلية الشيخ سيف بن زايد، إضافة إلى مسؤولين في ديوان الرئاسة ومجلس الأمن الوطني، ووزراء في الحكومة الاتحادية.
ولم تُعلن تفاصيل رسمية بشأن جدول الزيارة أو الملفات المطروحة للنقاش.
وتُعد هذه أول زيارة لزعيم عربي إلى الدوحة بعد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة الذي استهدف قيادة حركة حماس السياسية، أمس الثلاثاء.
أعرب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن استيائه الشديد من كل جوانب الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة الذي استهدف أعضاء حماس، وذلك أثناء إيجاز للصحفيين في واشنطن.
وقد أصر ترامب، سابقاً، على أن إسرائيل لم تُعطِه إشعاراً كافياً قبل هجومها لتحذير قطر قبل فوات الأوان.
نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي، وصفته برفيع المستوى، القول إن تقييم نجاح العملية التي استهدفت قيادات حماس في قطر "لا يزال غير واضح حتى الآن".
وأضافت القناة أن المسؤول أشار إلى أن هناك تفاؤلاً في البداية بشأن نتائج العملية، إلا أن ذلك اُستبدل لاحقاً بحالة من عدم اليقين، معرباً عن قلق بلاده من طول فترة عدم التوصل إلى استنتاج واضح، خصوصاً في سياق التعامل مع دولة منظمة مثل قطر.
أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن إدانتهما الشديدة واستنكارهما ورفضهما البالغ "للعدوان الإسرائيلي على قطر"، باعتباره انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة عربية شقيقة، وتجاوزاً فاضحاً لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وفقاً لبيان الرئاسة المصرية.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه الرئيس المصري من العاهل الأردني مساء أمس، تناول خلاله الزعيمان، مستجدات الأوضاع الإقليمية في أعقاب الضربات الإسرائيلية على الدوحة.
وأضاف البيان، أن الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني شددا على خطورة التصعيد الإسرائيلي غير المبرر، لا سيّما في ظل استمرار دولة قطر في أداء دورها الحيوي في جهود الوساطة الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء المأساة الإنسانية التي خلّفتها الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ ما يقارب العامين.
كما جدّدا تضامنهما الكامل مع دولة قطر، مؤكدان الدعم لاستقرارها، وصون سيادتها، وسلامة ووحدة أراضيها في مواجهة هذا العدوان غير المقبول.
أفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن قادة حماس تلقوا، خلال الأسابيع التي سبقت الهجوم، "تحذيراً غامضاً بشكل صارم" بشأن تشديد الإجراءت الأمنية.
وقالت الصحيفة: "قال مسؤولون مصريون وأتراك (لقادة حماس)، شددوا الإجراءات الأمنية حول اجتماعاتكم".
دافع داني دانون، السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، الأربعاء، عن استهداف قادة حركة حماس في قطر، ووصفه بأنه القرار "الصحيح"، بعد أن أثارت الضربات على أراضي دولة حليفة للولايات المتحدة انتقاداً نادراً من الرئيس دونالد ترامب.
وبرر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، الأربعاء، القرار، قائلاً لمحطة إذاعة إسرائيلية: "نحن لا نتصرف دائماً وفقاً لما يخدم مصالح الولايات المتحدة".
وصرّح لإذاعة 103 إف إم: هذا الهجوم "لم يكن هجوماً على قطر، بل كان هجوماً على حماس. لسنا ضد قطر، ولا ضد أي دولة عربية، نحن نقف حالياً ضد منظمة إرهابية"، بجسب تعبيره.
وقال دانون "نحن ننسق دائماً مع الولايات المتحدة، وهي تقدم لنا دعماً هائلاً ونحن نقدر ذلك، ولكن في بعض الأحيان نتخذ قرارات ونبلغ الولايات المتحدة". وأضاف: "من المبكر للغاية التعليق على النتيجة، لكن القرار هو القرار الصحيح".
ماذا حدث؟
نفذت إسرائيل ضربة جوية استهدفت قادة من حركة حماس في الدوحة، قطر، بعد ظهر الثلاثاء.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الضربة نُفذت بواسطة 15 طائرة مقاتلة إسرائيلية، أطلقت 10 ذخائر على هدف واحد. وقال شهود عيان في الدوحة إنهم سمعوا ما يصل إلى ثمانية انفجارات متتالية.
وأعلنت حركة حماس مقتل خمسة من أعضائها، لكنها أكدت أن قيادتها العليا نجت من الهجوم.
ماذا قالت إسرائيل وقطر وحماس عن الهجوم؟
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الضربة كانت "مبرَّرة تماماً" لأنها استهدفت قيادات بارزة في حماس خططت لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ضد إسرائيل، وهو الهجوم الذي أشعل حرب غزة.
من جانبها، وصفت حماس الغارة بأنها "جريمة شنيعة، وعدوان سافر، وانتهاك صارخ لجميع الأعراف والقوانين الدولية".
أما قطر، فاعتبرت الهجوم "انتهاكاً صارخاً" للقوانين الدولية، و"تهديداً خطيراً" لكل من يعيش على أراضيها.
ردود الفعل الدولية
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "لسنا مسرورين بالطريقة التي جرت بها الأمور اليوم". وأوضح أنه علم بالهجوم من الجيش الأمريكي أثناء تنفيذه، مضيفاً أن القضاء على حماس "هدف يستحق السعي إليه".
كما أدان قادة بريطانيا وفرنسا والأمم المتحدة الهجوم.
تأتيكم هذه الصفحة المباشرة لمتابعة التطورات المتسارعة بعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة القطرية الدوحة يوم الثلاثاء، وأسفرت عن سقوط قتلى من حركة حماس ومن قوات الأمن القطرية. وتأتي هذه الضربة غير المسبوقة خارج غزة في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً متصاعداً منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وسنوافيكم هنا بآخر المستجدات والتصريحات الرسمية وردود الفعل الدولية على القصف، في ظل إدانات متتالية من قطر وبريطانيا وفرنسا والأمم المتحدة، وموقف أمريكي متحفظ عبّر عنه الرئيس دونالد ترامب بقوله إنه "غير مسرور" بالهجوم رغم اعتباره القضاء على حماس "هدفاً مشروعاً".