آخر الأخبار

مع أداء الركن الأعظم في يوم عرفة.. لحظات بارزة من موسم الحج 2025

شارك
مصدر الصورة

توافد أكثر من 1.6 مليون مسلم على صعيد عرفات تغمرهم المشاعر الإيمانية لأداء الركن الأعظم لفريضة الحج، الخميس، وسط درجات حرارة مرتفعة والتحذير من التعرض لأشعة الشمس المباشرة خلال ساعات الذروة.

ووزّعت السلطات السعودية أكياس ثلج على الحجّاج وهم يسيرون نحو الجبل عند الظهر، ووضع بعضهم الأكياس الصغيرة على رؤوسهم، فيما حمل غالبيتهم مظلات ملوّنة.

وحذّرت وزارة الصحة في بيان نقلته وسائل إعلام سعودية، من "تسلّق الجبال أو المرتفعات في يوم عرفة" لما يسبّبه ذلك من "إجهاد بدني شديد يزيد من احتمال التعرض للإجهاد الحراري".

ورُصد بالفعل عدد من حالات الإجهاد الحراري بين الحجاج في يوم عرفة بحسب وزارة الصحة، التي دعت إلى تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، مع الإكثار من شرب المياه واستخدام المظلات في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

وقالت الوزارة إن استخدام المظلات يقلل من خطر الإجهاد الحراري بنسبة تصل إلى 60 في المئة.

وكالة الأنباء السعودية أشارت إلى أن "الحالة الصحية لضيوف الرحمن مطمئنة، ولا توجد أي حالات وبائية مؤثرة في الصحة العامة، بفضل الإجراءات الوقائية والتنظيمية للمنظومة الصحية".

ويشهد موسم الحج هذا العام تعزيز الإجراءات الوقائية من الحرّ، لتفادي كارثة العام الماضي عندما توفي 1301 شخص، عندما بلغت درجات الحرارة 51.8 درجة مئوية، وفق السلطات السعودية.

وأعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية "نجاح خطة التفويج إلى مشعر عرفات التي انطلقت مع فجر اليوم" الخميس، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، التي قالت إنه خلال عملية انتقال جموع الحجيج من منى إلى عرفات "اتسمت الحركة المرورية بالانسيابية".

وتراقب السلطات السعودية، هذا العام، حركة الحج، عبر تقنيات متقدمة مستعينة بالطائرات المسيرة لتأمين الحجاج والتدخل السريع عند أي طارئ.

ولجعل الحج أكثر سلاسة وأمانا، طوّرت السلطات البنى التحتية وحشدت آلاف الموظفين الإضافيين.

وأعلنت السلطات حشد أكثر من 250 ألف موظف، والتنسيق بين أكثر من 40 جهة حكومية، لمواجهة موجات الحرّ المحتملة، وفق ما أفاد وزير الحج توفيق الربيعة لوكالة فرانس برس، الأسبوع الماضي.

ومن بين الإجراءات أيضاً، زيادة المساحات المظلّلة بـ 50 ألف متر مربع، ونشر آلاف الطواقم الطبية، وتوفير أكثر من 400 وحدة تبريد.

وقبيل بزوغ الفجر، تجمّع الحجّاج عند صعيد عرفات الذي يبعد عن الحرم المكي قرابة 23 كيلومتراً.

وهناك، سيمضون نهارهم في تأدية العبادات، من الصلاة والدعاء وتلاوة القرآن، حتى غروب الشمس.

مسجد نمرة

مصدر الصورة

وقبل ذلك، أدى جموع الحجاج صلاة الظهر والعصر، جمعاً وقصراً عملاً بسنة النبي محمد، في مسجد نمرة، واستمعوا إلى خطبة عرفة في درجة حرارة تتجاوز 41 درجة، أحد أهم الأركان التي يؤديها الحجاج في يوم الوقوف بعرفة، ركن الحج الأعظم.

وألقى الشيخ صالح بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، خطبة عرفة من مسجد نمرة، يوم الخميس التاسع مع ذي الحجة، ليصبح الخطيب الـ 16 من خطباء "عرفة " فى العهد السعودي.

وخصص بن حميد الخطبة للحديث عن "الإيمان والصبر عند البلاء والشكر عند النعماء والتوبة والندم بعد المعصية والجفاء، ومن الإيمان صلة الأرحام وبر الوالدين وقول الصدق وطيب اللفظ والوفاء بالعقود والعهود وحسن الأخلاق."

كما دعا لأهل فلسطين، الذي يواجهون حربا في قطاع غزة، ودعا لهم قائلا:"اللهم كن لإخواننا في فلسطين، اللهم تولى شأنهم، اللهم أطعم جائعهم، واكسي عاريهم، وآوي طريدهم، واجبر كسرهم، وآمن خائفهم، واكفهم شر أعدائهم."

يُعد مسجد نمرة من أبرز المعالم في مشعر عرفات، حيث يُلقى منه خطاب الحج سنوياً وتُقام فيه شعيرة عظيمة تُعدّ من ركائز الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام.

يستوعب مسجد نمرة حاليا نحو 400 ألف مصلّ، وبناه العباسيون في القرن الثاني الهجري في موضع قدم النبي محمد، الذي وقف فيه وخطب في المسلمين في المرة الوحيدة التي أدى فيها الحج، والتي عرفت بأنها "حجة الوداع."

ويقع المسجد إلى الغرب من المشعر وجزء من غرب المسجد في وادي عرنة، وهو وادٍ من أودية مكة.

ونهى الرسول محمد، عن الوقوف في هذا الوادي، وقال: "وقفت هاهنا وعرفات كلها موقف إلا بطن عرنة"، وبطن وادي عرنة ليس من عرفة، ولكنه قريب منه.

أمطار عرفة

وأعلن المركز الوطني للأرصاد الجوية بالمملكة العربية السعودية أن حالة الطقس يوم عرفة قد تشهد أمطاراً رعدية في معظم المناطق مع الأصحاب بالرياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار.

مع احتمالية وجود رياح نشطة على أجزاء مناطق قد تمتد إلى الأجزاء الجنوبية من مرتفعات مكة المكرمة مع استمرار الرياح النشطة المثيرة للأتربة في العديد من المناطق.

وأعلنت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، استقبال 1.5 مليون حاج، وأن جميعهم صعدوا إلى عرفات واستمعوا إلى خطبة عرفة التى تُنقل بحوالي 34 لغة مختلفة.

كما أعلنت عن وجود متابعة أمنية وصحية دقيقة للحجاج في مشعر عرفات من خلال أفراد مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم.

كما وفرت السلطات في "مختلف أنحاء المشعر الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية، وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة."

ومع غروب شمس هذا اليوم تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة، ويُصلّون فيها المغرب والعشاء، ويبيتون فيها حتى فجر غد العاشر من شهر ذي الحجة، تأسياً بسنة الرسول محمد، حيث بات فيها وصلى الفجر.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا