في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
بيروت- أحيا اللاجئون الفلسطينيون في لبنان ، اليوم الخميس، الذكرى الـ77 لنكبة فلسطين عبر سلسلة فعاليات وطنية وثقافية نظمت في مختلف المخيمات والتجمعات، جسدوا من خلالها تمسّكهم بالهوية الفلسطينية وحق عودتهم إلى ديارهم، وسط غضب عارم إزاء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ، والمطالبة بوقفه فورا.
وتنوعت الفعاليات بين عروض فنية وأمسيات ثقافية ومعارض تراثية، شهدت مشاركة واسعة من أبناء المخيمات إلى جانب ممثلين عن الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية.
وقالت اللاجئة الفلسطينية أم علي داوود -في حديثها للجزيرة نت- إن "النكبة ليست مجرد حدث تاريخي، بل جرح مفتوح يرافقنا جيلا بعد جيل". وأضافت "فلسطين تعيش فينا، لا تغيب عن الذاكرة ولا عن القلب، وكل عام نُحيي ذكراها لنجدد العهد بأن لا ننسى، ولن نتنازل عن حق العودة مهما طال الزمن".
بدورها، شددت اللاجئة سعاد حليحل على أن إحياء الذكرى سنويا دليل على أن "الذاكرة لا تموت، والرواية الفلسطينية تنتقل من جيل إلى جيل" حسب قولها. واعتبرت أن تمسك الشباب بحق العودة يُفنِّد مقولة "الكبار يموتون والصغار ينسون"، وتابعت "الفعاليات التي أُقيمت اليوم في مخيم عين الحلوة تثبت أن اللاجئين رغم الألم والشتات لا يزالون يحتضنون قضيتهم ويتمسكون بأمل العودة".
وفي العاصمة بيروت ، وتحت إطار فعاليات الحملة الدولية للحفاظ على الهوية الفلسطينية "انتماء"، نظمت منظمة "ثابت لحق العودة" بالتعاون مع جمعية الدعم الاجتماعي "دار الشيخوخة النشطة" وجمعية "أغاريد" نشاطا توثيقيا بعنوان "ديوانية العودة" في مركز "دار الشيخوخة النشطة" داخل مخيم برج البراجنة.
وركز النشاط على كبار السن من اللاجئين بهدف تعزيز الذاكرة الجمعية واستحضار الرواية الشفوية للنكبة، من خلال مشاركة تجارب اللجوء الأولى. وقد تحول الحدث إلى محطة تأكيد جديدة على التمسك بحق العودة في مواجهة محاولات الطمس والتهميش.
وفي مخيم شاتيلا، نظمت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية بالتعاون مع حركة التحرير الوطني " فتح " واللجنة الشعبية، وقفة جماهيرية إحياء للذكرى، وتنديدا بما وصفوه بـ"حرب الإبادة المتواصلة في غزة"، بحضور شخصيات سياسية وممثلين عن الفصائل والمؤسسات إلى جانب حشد من أبناء المخيم.
أما في مخيم عين الحلوة جنوب مدينة صيدا، فقد نظم الإطار التنسيقي للمؤسسات مسيرة تضامنية جابت أحياء المخيم، وحملت شعار "النكبة ليست ذكرى.. إنها جرح مفتوح ومسيرة نضال مستمرة".
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات تكرس الحق في العودة، كتب على بعضها "77 عاما.. النكبة نكبتان، والوجع اليوم وجعان"، و "لن أبقى لاجئا، سأعود"، و "المخيم محطة انتظار حتى العودة".
وفي مخيم "المية ومية" شرق صيدا ، نُظمت وقفة جماهيرية رفع خلالها المشاركون الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات ترفض مشاريع التوطين وتؤكد على التمسك بحق العودة.
ومن هناك، قال اللاجئ إسماعيل كعوش للجزيرة نت إن "إحياء هذه الذكرى الأليمة واجب، فهي تجسد المأساة التي شتتت شعبنا خارج وطنه، وتركتنا نعيش في مخيمات مؤقتة نحلم فيها بالعودة، ونورث أبناءنا وأحفادنا الحكايات التي لا تموت".
وشهد مخيم نهر البارد شمال لبنان، إضرابا عاما طال المدارس ورياض الأطفال والمؤسسات التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا "، إضافة إلى الجمعيات والمراكز المجتمعية، استجابة لدعوة الفصائل الفلسطينية واللجنة الشعبية والحركات الوطنية في الشمال إحياء لذكرى النكبة.
وجاء هذا الإضراب ضمن "يوم غضب" أكدت خلاله الفصائل في بيان مشترك أن "النكبة لا تزال حاضرة في الوعي الفلسطيني، وأن حق العودة إلى أرض الآباء والأجداد حقٌّ ثابت لا يسقط بالتقادم ولا يقبل المساومة".