دبي، الإمارات العربية المتحدة ( CNN )-- انتشر مقطع فيديو عبر الشبكات الاجتماعية، منسوب إلى لحظة توغل دبابات الجيش الإسرائيلي في بلدة سويسة بريف محافظة القنيطرة في جنوب سوريا.
وجاء انتشار المقطع، الذي حصد عشرات الآلاف من المشاهدات والتفاعلات على الأقل، وسط تقارير لوسائل إعلام سورية عن دخول الجيش الإسرائيلي إلى بلدة سويسة، الأربعاء.
وأظهر الفيديو تحرك دبابات ترفع العلم الإسرائيلي، بينما يوجه عدد من الأشخاص كاميرات هواتفهم في اتجاهها لتسجيل ما يجري.
ورافق الفيديو تعليق يقول: "الجيش الإسرائيلي يتوغل في بلدة سويسة وسط ترحيب الأهالي عفوًا وسط تصوير الأهالي"، وذكر آخر أنه "في الجنوب السوري يستقبلون الدبابات الإسرائيلية تتوغل بالصور والفيديوهات . شعوب فارغة من كل شيء".
عندما تحقق موقع CNN بالعربية من الفيديو، وجد أنه ليس من سوريا، وإنما تم تصويره في نطاق مدينة جنين بالضفة الغربية لدى وصول دبابات إسرائيلية إلى أطرافها في 23 فبراير/شباط الماضي.
إحدى نسخ الفيديو، الذي زُعم أنه من سوريا، كانت منشورة آنذاك في حساب الصحفي الفلسطيني ماهر أبو عرّام.
في بداية الفيديو، ظهرت لافتة مكتوبًا عليها "شركة ومحامص أبو عطية"، وهي شركة فلسطينية متخصصة في المكسرات والبهارات والقهوة. ويقع مقرها الرئيسي في مخيم جنين.
ويمكن ملاحظة اللافتة بشكل أوضح في خلفية صورة نشرتها وكالة غيتي للصور، في 23 فبراير/شباط الماضي.
وبالاستناد إلى الطوابع الجغرافية في المشاهد، مع لقطات مصورة لشبكة CNN ووسائل إعلام عربية، حدّد موقع CNN بالعربية مكان التقاط الفيديو المتداول. ويتيح فيديو CNN لمحات إضافية للمكان بداية من الدقيقة الأولى.
وكان ذلك في نطاق دوار الأحمدين المتقاطع معه شارع حيفا في جنين، كما نرى في الخريطة أدناه.
ونُشرت دبابات إسرائيلية في الضفة الغربية للمرة الأولى منذ عام 2002، عندما اندلعت "الانتفاضة الثانية". وارتبط ذلك بما تسميه إسرائيل عملية "الجدار الحديدي". وتركزت أنشطتها على مخيم جنين للاجئين. وتقول إسرائيل إن العملية ضرورية لاستئصال المسلحين المدعومين من إيران. وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس، إن إسرائيل تطبق استراتيجيات غزة على الضفة الغربية.
وأجبرت العملية الإسرائيلية أكثر من 40 ألف فلسطيني على ترك منازلهم في الضفة الغربية، وفقًا للأمم المتحدة. وقتل الجيش أكثر من 1000 فلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.