في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أثيرت الكثير من الأسئلة بشأن إعلان وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني في الحكومة المؤقتة التي يرأسها محمد البشير، عن زيارةٍ إلى تركيا، حيث سيزورها يوم غد الأربعاء، فما هي الملفات التي سيناقشها مع الجانب التركي عقب جولةٍ عربية شملت عدّة عواصم في الأسبوعين الماضيين؟
ومن المقرر أن يلتقي الشيباني نظيره التركي هاكان فيدان يوم غد في العاصمة التركية أنقرة. وكشفت مصادر تركية مطلعة لـ"العربية.نت" أن الجانبين سيبحثان التطوّرات الأمنية في سوريا خاصة فيما يتعلق بالمواجهات المسلّحة المستمرة بين الفصائل السورية المدعومة من أنقرة وبين قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وإلى جانب ملف "قسد"، من المرجّح أن يناقش الشيباني وفيدان ملف العقوبات الدولية المفروضة على دمشق، بالإضافة إلى ملفي الطاقة والتعاون الأمني، إذ أبدت تركيا استعدادها لمساعدة الإدارة السورية الجديدة في تدريب عناصر "الجيش" الذي تحاول دمشق تشكيله بعد توحيد الفصائل العسكرية التي تقودها "هيئة تحرير الشام" والتي شاركت في عملية ردع العدوان التي أطاحت بنظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وبحسب المصادر التركية، ستمهّد زيارة الشيباني إلى أنقرة غداً الأربعاء، لزيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى دمشق، حيث من المتوقع أن يقوم أردوغان بزيارة العاصمة السورية قبل قيام الشرع بزيارة أنقرة.
وتعليقاً على ذلك، قال سركيس قصارجيان، الباحث في الشؤون التركية، إن زيارة الشيباني إلى أنقرة تأخرت، وهذا التأخّر كان مقصوداً أو متفقاً عليه من قبل الجانبين لأن دمشق وأنقرة تدركان ضرورة عدم إثارة حساسية الدول التي تخشى امتداد النفوذ التركي إلى المنطقة عبر البوابة السورية".
وأضاف لـ"العربية.نت: "لقد تقصّد الشيباني أن يقوم بأولى زياراته الخارجية إلى الدول العربية، ومن ثم الآن جاء موعد زيارة تركيا التي ستمهّد لزيارة أردوغان إلى دمشق والصلاة في المسجد الأموي".
وبحسب قصارجيان، "قد تكون زيارة أردوغان إلى العاصمة السورية بعد وصول الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، وريثما تتضح رؤيته تجاه المنطقة والإدارة السورية الجديدة".
ومن المتوقع أيضاً أن يناقش الشيباني مع تركيا، ملف اللاجئين السوريين في البلاد والبالغ عددهم نحو 3 ملايين.
وكان الشيباني قال، اليوم الثلاثاء، إنه سيزور تركيا غداً الأربعاء.
وكتب في حسابه على منصة "إكس": "سنمثل سوريا الجديدة غدا في أول زيارة رسمية إلى الجمهورية التركية، التي لم تتخل عن الشعب السوري منذ 14 عاما". وتلا ذلك تغريدة أخرى كتبها الشيباني باللغة التركية على حسابه في منصة إكس.
وزار الشيباني السعودية والإمارات وقطر والأردن مطلع الشهر الجاري. كما تشهد دمشق حركة دبلوماسية نشطة مع وصول وزراء خارجية إيطاليا وفرنسا وألمانيا إليها.
وتعد تركيا، الداعم الرئيسي لفصائل في المعارضة السورية منذ أن بدأ النزاع في سوريا في العام 2011. وهي تتمتع بعلاقات وطيدة مع السلطات السورية الجديدة وكانت من أول الدول التي أوفدت وزير خارجيتها إلى دمشق وفتحت سفارتها هناك بعد أيامٍ من سقوط نظام الأسد.
وكانت تركيا قد شنّت 3 عمليات عسكرية داخل الأراضي السورية بين عامي 2016 و2019 ضد "وحدات حماية الشعب" الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، ونجحت بفرض سيطرتها على 3 مناطق ذات غالبية كردية داخل سوريا.
وتعتبر أنقرة، وحدات حماية الشعب امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يشنّ تمرداً على أراضيها منذ العام 1984، وتصنّفه أنقرة تنظيماً "إرهابياً".