في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في تصريح يعكس رؤيته السياسية، أكد أحمد الشرع، قائد الإدارة السورية الجديدة، أن "عقلية الثورة لا تبني دولة"، ما يعكس إدراكا بأن مرحلة ما بعد الثورة تحتاج إلى عقلية بنائية تتجاوز أفكار الانتفاضة إلى تأسيس نظام حكم مستدام.
الشرع حدد أولويات إدارته في بناء دستور جديد وعقد انتخابات ضمن عملية سياسية قد تستغرق ما يصل إلى 4 سنوات، مشددا على أهمية تمثيل جميع الأطياف في النظام السياسي المقبل.
مسار بناء الدولة.. تحديات وإمكانات
الإدارة الجديدة تسعى لتأسيس دولة مدنية قائمة على العدالة الانتقالية والمواطنة، وهو ما يتطلب وضع القوانين والتشريعات اللازمة.
وصف الكاتب الصحفي عبد الكريم العمر هذه المرحلة خلال حديثه لسكاي نيوز عربية بأنها بداية لعهد جديد يهدف إلى إنشاء مؤسسات فعالة تلبي تطلعات السوريين، مشيرا إلى أن الثورة قد وضعت الأسس لتلك المطالب دون أن تكون قادرة على تحويلها إلى واقع.
إلا أن التحديات ضخمة، حيث يعاني السوريون من ظروف معيشية متردية وانتشار الفقر والجوع، إضافة إلى وجود أكثر من 15 مليون لاجئ ونازح.
العمر أوضح أن "الوضع في سوريا اليوم صعب للغاية، ولا يمكن تحسينه بسرعة"، مشددا على أن تحسين الوضع يتطلب مؤتمرات وطنية شاملة وجهودًا تحضيرية مكثفة.
المطالب الإقليمية والدولية: بين الدعم والاشتراطات
الدعم العربي والدولي لسوريا الجديدة يأتي مشروطا. دول عربية كالسعودية وقطر تطالب بعملية سياسية جامعة خالية من الإرهاب، فيما تركز تركيا على الأمن والدفاع في المرحلة الانتقالية. على الجانب الغربي، تشترط واشنطن والاتحاد الأوروبي حكما غير طائفي وحماية الأقليات.
وفي هذا الإطار، أشار العمر إلى أن الدول العربية زارت سوريا وعاينت الكارثة بنفسها، معربا عن أمله في رفع العقوبات المفروضة على سوريا بعد سقوط النظام بدعم عربي فعّال. لكنه أكد أن بناء الثقة يتطلب دستورا وانتخابات، وهي عملية طويلة ومعقدة في ظل وجود أكثر من مليوني نازح في 1800 مخيم.
محطة المؤتمر الوطني رؤية وآفاق
الإدارة السورية ترى في مؤتمر الحوار الوطني محطة فاصلة لبناء الدولة، إلا أن العمر أكد أن "المؤتمر الوطني الجامع يحتاج إلى وقت وجهود تحضيرية".
واقترح عقد المؤتمر بعد عامين من النقاشات السياسية بين مختلف الأطياف للوصول إلى صيغة توافقية. هذه الصيغة، بحسب العمر، يجب أن تكون الأساس لدولة جديدة "تختلف جذريا عن النظام السابق الذي كان يعاني من الفساد وغياب المؤسسات".
عقلية جديدة.. ولكن
على الرغم من التوجه المعلن للإدارة السورية الجديدة، يبقى السؤال: هل تنجح في تجاوز إرث الماضي؟ العقلية الجديدة التي يدعو إليها الشرع تتطلب التخلي عن عقلية الثأر والتركيز على بناء مؤسسات الدولة. وكما قال العمر، "الثورة وأفكارها لا تبني دولة، ولكن أهدافها تعكس تطلعات السوريين".
سوريا الجديدة تقف أمام مفترق طرق: بين طموح بناء دولة مدنية شاملة وتحديات داخلية وخارجية معقدة. عقلية الإدارة الجديدة قد تشكل مفتاحا لتغيير مسار البلاد، لكن تحقيق ذلك يتطلب توافقًا سياسيًا داخليًا ودعمًا إقليميًا ودوليًا حقيقيا.