قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الجمعة، إن بلاده "مندهشة" من استمرار تركيا في تزويد كييف بالأسلحة، بينما تحاول القيام بدور وساطة في الصراع بين البلدين، مضيفاً في مقابلة مع صحيفة "حريت" التركية، إن "القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم الأسلحة التركية لقتل العسكريين والمدنيين الروس"، بحسب ما ذكرته وكالة "رويترز".
وأشار وزير الخارجية الروسي في المقابلة التي نشرت قبل ساعات، إلى أن "هذا الوضع لا يمكن إلا أن يثير الدهشة، في ضوء تصريحات بأنها مستعدة للقيام بمهام وساطة"، بين موسكو وكييف على خلفية العملية العسكرية الروسية المتواصلة في الأراضي الأوكرانية منذ أواخر شباط/فبراير من العام 2022.
وتعليقاً على ذلك قال الأكاديمي والمحلل السياسي التركي حيدر تشاكماك إن "تركيا تتخذ سياسة التوازن بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)".
وأضاف تشاكماك لـ "العربية.نت" أن "التعاون العسكري التقني التركي الأوكراني كان موجوداً قبل الحرب الروسية الأوكرانية وفي الوقت نفسه كانت هناك علاقات عسكرية مماثلة بين تركيا وروسيا. على سبيل المثال، صفقة إس-400، فتركيا تتصرف كعضو في حلف شمال الأطلسي ولا تزعج حلفاء الناتو ولا روسيا".
وتابع: "باعتقادي أنه لم يعد ممكناً بالنسبة لتركيا الاستمرار في سياسة التوازن هذه لفترة طويلة. لأن الولايات المتحدة وحلفاء أوروبا غير مرتاحين لسياسة التوازن ويتوقعون من تركيا دعم أوكرانيا كما يفعلون".
ورغم أن وزير الخارجية الروسي انتقد استخدام الجانب الأوكراني لأسلحة تركيّة الصنع، لكن للمحل السياسي التركي رأيٌ آخر في هذه المسألة.
وقال تشاكماك وهو أيضاً خبير في العلاقات الدولية في هذا الصدد إن "شركة بيرقدار التركية للصناعات الدفاعية لا تنتج أسلحة في أوكرانيا، بمعنى ليس لديها معامل هناك رغم نية مالكها في ذلك وفق إعلانه العام الماضي".
وأضاف أن "لدى الشركة دراسات تكنولوجية مشتركة مع الجانب الأوكراني وهذا تعاوني بحثي ولا أعتقد أنه يزعج روسيا"، لافتاً إلى أن "بيرقدار هي شركة خاصة تعود ملكيتها لصهر الرئيس رجب طيب أردوغان".
كما أردف أن "اتفاق هذه الشركة مع أوكرانيا هو في مجال تصنيع محركات الدبابات والمروحيات. وحتى اليوم، لم يتم التوصل إلى اتفاق شامل بين الجانبين وربما يتطلب الوصول لمثل هذا الاتفاق عدّة سنوات".
وكان لافروف قد سخر، أخيراً، من الخطط والمبادرات التي تطرحها أوكرانيا، ووصفها بـ"الحمق والفصام"، على حد تعبيره.
وأشار في كلمة أمام مؤتمر مينسك الدولي الثاني للأمن الأوراسي، إلى "خطة النصر" التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقال إنها "تتسم بالفصام شأنها في ذلك شأن مبادراته الأخرى".
وبيّن الوزير لافروف أن الغرب "يستمر في الترويج لطريق زيلينسكي المسدود، بل وإلى صيغة السلام الحمقاء، التي تدعو إلى استسلام روسيا".
وأكد أنه "لا الصيغة (صيغة السلام)، ولا الخطة (خطة النصر)، ولا خيالات نظام كييف بشأن عضوية أوكرانيا في الناتو أو الاتحاد الأوروبي ستجعل السلام أقرب إلى أوروبا".
وأضح الوزير الروسي أنه لن يتحقق الاستقرار في هذا الجزء من القارة الأوراسية إلا إذا تم توفير "ضمانات موثوقة وطويلة الأجل في مجال الأمن بالشكل الذي حددته روسيا في مبادرتها، في ديسمبر/ كانون الأول 2021، على سبيل المثال، التي رفضها الغرب".