لا شكّ أنك ستكتب أو كتبت بالفعل أهدافك للعام الجديد أو وضعت لوحة الأهداف الخاصة بك المليئة بالصور التي تعبّر عن أمنياتك لعام 2026. ولكن أليس معظمها أو بعضها على أقل تقدير هي نفسها أهداف العام الماضي التي لم تحققها بعد؟
لا عجب في ذلك، فالحماس الذي تبدأ به العام الجديد يجعلك ترغب بتحقيق الكثير من الأهداف وتغيير حياتك للأفضل، ولكن الإنجاز الحقيقي ليس بكم الأهداف التي تضعها وإنما بتحقيقها، حتى لو كانت هدف واحد فقط.
إليك بعض النصائح والأفكار التي تساعدك على تحقيق أمنياتك وأهدافك لعام 2026 .
يقول ماريو شوستر، خبير علم النفس الرياضي والمهني: "أكبر خطأ يمكن أن ترتكبه هو القيام بالكثير من الأمور في وقت واحد"، فمثلاً لا يمكن بنفس الوقت أن تقلع عن التدخين وتمارس الرياضة وتغير نظامك الغذائي .
كثرة الأهداف وتداخلها سيجعل تحقيقها والالتزام بها أمراً صعباً وشبه مستحيل، ولهذا ينصح شوستر قائلاً: "للتخلص من العادات القديمة، نحتاج إلى قوة إرادة، والسعي وراء عدة أهداف في آن واحد يعني أن قوة إرادتنا يجب أن تتوزع على مسارات متعددة، وبالتالي تُستنزف بسرعة".
وبهذا الخصوص ينصح علم النفس بالتركيز على عادة واحدة في كل مرة، وبعد إتمام أول هدف انتقل إلى عادة أو هدف آخر.
عند وضع هدف ما، كن واقعياً، ولا تحمّل نفسك أكثر مما تستطيع، فمثلاً إذا أردت خسارة الوزن هذا العام، ضع خطة منطقية ووزناً منطقياً يمكنك الوصول إليه بالفعل.
وإذا أردت ممارسة الرياضة بعد فترات طويلة من الخمول عليك أن تبدأ بتمارين بسيطة وتتدرج بالصعوبة إلى أن تصل إلى هدفك، وهنا يقول شوستر: "الانتظام أهم من المدة والشدة".
وخلال ذلك لا تنسى أن يكون ذلك ممتعاً، فيقول شوستر: "يجب أن يكون الأمر ممتعاً. نحتاج إلى نظرة إيجابية للتغيير الذي نرغب في إحداثه".
من أهم الحيل النفسية التي تساعدك على الوفاء بوعودك وتحقيق أهدافك أن تقولها بصوت عالٍ، ليس هذا فحسب، بل يُنصح أيضاً أن تخبر أشخاص مقربين منك وتثق بهم بأهدافك؛ لأن ذلك يعزز الالتزام بها.
فالوعود التي نقطعها على أنفسنا سراً أسهل في النقض من الوعود والأهداف التي نخبر بها الآخرين، ونُعلن عنها بصوت عالٍ.
حتى مع تطبيق كل النصائح السابقة والعمل بجد وبخطوات محددة ومدروسة، فإن الفشل في تحقيق الهدف أو الانتكاس خلال الرحلة أمر طبيعي ويحدث.
يحذر شوستر قائلاً: "لا تلوم نفسك على هذا أبداً"، لأن ذلك سيؤدي سريعاً إلى التخلي عن المشروع برمته. الانتكاسات واردة دائماً، بل وربما مرجحة، ولا بأس بها !
وحتى عن الانتكاس أو الفشل ، ذكّر نفسك بالنجاحات الصغيرة التي حققتها خلال رحلتك، إنها مهمة وإيجابية مهما كانت بسيطة، تعزز ثقتك بنفسك، وقد تدفعك إلى المحاولة مجدداً بعزيمة أكبر.
أعدته للعربية: ميراي الجراح
المصدر:
DW