آخر الأخبار

“الإمبراطورية القاحلة” كيف وظّفت أميركا خبرات الصحارى لبناء نفوذها العالمي؟

شارك

لطالما اقترنت الصحراء في الوجدان العربي بصفاء القريحة ووهج الشعر، إذ كانت موطناً ومُلهماً لعدد غفير من الشعراء منذ غابر العصور. فساكن الصحراء يعيش متأملاً في الأفق البعيد، متجرداً وغارقاً في التصوف الفطري، مما يجعل حبات رملها بيئة تتمازج فيها قريحة الإبداع الإنساني. لكن هذه البيئة، من منظور استشراقي كولونيالي، سكنت المخيلة البشرية كأراضٍ متناقضة الدلالات؛ فتارة هي رمز للقفر والخواء، وتارة أخرى محطة للفضاءات الرومانسية.

خلف هذه التصورات الشائعة يكمن تاريخ استعماري معقد ومُهمَل يربط ضفافاً جغرافية متباعدة. وفي هذا السياق، يأتي كتاب "الإمبراطورية القاحلة.. المصائر المتشابكة لأريزونا وشبه الجزيرة العربية"، للدكتورة ناتالي كوتش، أستاذة الجغرافيا السياسية المتخصصة في دراسات شبه الجزيرة العربية ومشاريع التنمية التقنية.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 "المعرفة" في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد
* list 2 of 2 "العطر والدولة" لكمال القصير يبحث في تناقضات وتحولات الوعي العربي end of list

يكشف هذا العمل الذي أُدرج ضمن القائمة الطويلة لجائزة كونديل للتاريخ لعام 2023، عن شبكة غير متوقعة من الروابط التي أرست أساساً لنظام عالمي قوامه الاستغلال والهيمنة، وهو ما تُسميه "الإمبراطورية القاحلة".

تكشف كوتش في حوارها مع الجزيرة نت، أن استيطان الغرب الأميركي لم يكن ممكناً دون استقدام خبرات المتخصصين في البيئات الجافة من الشرق الأوسط. وتستدل على ذلك بوصول قافلة الجمال إلى تكساس عام 1856 بقيادة الجمّال السوري "هاي جولي" (حاج علي)، في محاولة من الجيش الأميركي لفرض سيطرته على الأراضي الجديدة.

وتؤكد أن فكرة استجلاب المعرفة والممارسات لم تتوقف، بل تطورت لتشمل تبادل التقنيات الاستعمارية على مدى قرنين من الزمن، من زراعة نخيل التمر والزراعة الصحراوية إلى أحلام الخيال العلمي الطوباوية (مثل"المحيط الحيوي 2″ ورواية كثيب). هذا التبادل ربط المنطقتين، معززاً استعمار الغرب الأميركي، ثم توسع النفوذ الأميركي لاحقاً نحو الشرق الأوسط.

إعلان

كما توضح كوتش في الحوار، أن مفهوم "الإمبراطورية القاحلة" يمثل نظاماً متكاملاً (سياسياً وعلمياً وثقافياً) نشأ عندما جهل المستوطنون الأميركيون التعامل مع الصحراء بعد ضم الأراضي المكسيكية، ما اضطرهم لاستجلاب خبرات "العالم القديم" لتنفيذ مشروعهم.

هذا المنطق الإمبريالي تطور لاحقاً ليصبح خبرة صحراوية أميركية تُسوَّق في الشرق الأوسط، والتي كان هدفها المبطن بناء علاقات عسكرية.

وترى أن هذا التاريخ الطويل يُبطل سردية "الضحية" التي يتبناها سكان أريزونا حالياً إزاء استزراع المراعي للبرسيم، مشددة على أن سوء الإدارة المحلية وقوانين المياه "السخيفة" هي من مهدت لذلك، مع إغفال تام لحقوق السكان الأصليين في المياه.

كما تحذر كوتش من أن المستقبل الكوكبي للإمبراطورية القاحلة هو الأكثر قلقاً، حيث يتكرر منطقها الاستخلاصي والاستغلالي ضمن "سباق المليارديرات نحو الفضاء" لاستعمار المريخ. وتشدد على أن هذا التوجه، المدفوع بالتشاؤم البيئي، يعيد صياغة الصحراء ككيان لا قيمة له (مما يبرر استغلالها كساحة للتجارب النووية)، ويُعدّ هذا المنطق الاستخلاصي أمراً غير مستدام لا يضمن مستقبلاً عادلاً.
وتدعو كوتش إلى ضرورة تجاوز منطق الإمبراطورية القاحلة والنظر إلى الصحراء، والكوكب بأسره، بمنظور الاحترام والتقديس، بدلاً من النهب قصير الأجل.

فإلى الحوار:

مصدر الصورة الدكتورة ناتالي كوتش، أستاذة الجغرافيا السياسية المتخصصة في دراسات شبه الجزيرة العربية ومشاريع التنمية التقنية. (الجزيرة)
*

ما هي "الإمبراطورية القاحلة"؟

أعتقد أن هناك عدة طرق يمكن للمرء أن يعرّف بها "الإمبراطورية القاحلة" (Arid Empire)، وكجغرافية جيدة يجب أن أقول بالطبع إننا نرغب دائمًا في تحديد موقعنا في السرد.. هذه القصة تنبع من منظوري الخاص، وهذا يعني أنني سأفكر فيها من خلال هذه التجربة الخاصة التي مررت بها وأنا أنمو كأحد سلالة الإمبراطورية القاحلة في الجنوب الغربي للولايات المتحدة.

قبل الخوض في تفاصيل هذا المفهوم، أود التأكيد أنه -نظريًا- قد تتجسد الإمبراطوريات القاحلة في بقاع شتى من العالم، ويتوقف ذلك على طبيعة البيئة الصحراوية موضع النظر. فالأمر لا يقتصر على نموذج واحد، بل تتعدد صور الإمبراطوريات القاحلة وتتباين، سواء في جنوب آسيا أم في القارة الأفريقية.

أما فيما يتعلق بالإطار الذي أتبناه والمنظور الذي أنطلق منه، فإنني أتناول هذا المفهوم من زاوية كيف شرعت الولايات المتحدة في استعمار واستيطان الإقليم المعروف حاليًا باسم الجنوب الغربي الأميركي، بهدف بسط سيطرتها على تلك الأراضي التي كانت حكرًا على السكان الأصليين في سالف العهد.

أتناول مفهوم "الإمبراطورية القاحلة" من زاوية كيف شرعت الولايات المتحدة في استعمار واستيطان الإقليم المعروف حاليًا باسم الجنوب الغربي الأميركي، بهدف بسط سيطرتها على تلك الأراضي التي كانت حكرًا على السكان الأصليين في سالف العهد؛ فقد كان المستعمرون يفتقرون إلى دراية التعامل مع البيئات الصحراوية؛ إذ جاؤوا من الساحل الشرقي، ومن أجيال سبقت من المناطق المعتدلة في أوروبا، ومن ثم كان لزامًا عليهم ابتكار السبل الكفيلة بإنفاذ مشروعهم الإمبراطوري الرامي إلى الاستيلاء على غرب الولايات المتحدة

لقد طرحت الإمبراطورية القاحلة تحديًا مستعصيًا على أصعدة شتى، فقد كان المستعمرون يفتقرون إلى دراية التعامل مع البيئات الصحراوية؛ إذ جاؤوا من الساحل الشرقي، ومن أجيال سبقت من المناطق المعتدلة في أوروبا، ومن ثم كان لزامًا عليهم ابتكار السبل الكفيلة بإنفاذ مشروعهم الإمبراطوري الرامي إلى الاستيلاء على غرب الولايات المتحدة.

وقد تجلى ذلك في استجلابهم لأفكار وخبرات صحارى "العالم القديم" وتطبيقها على صحارى "العالم الجديد"، بهدف تحقيق "مهمة التمدين" التي تميز أغلب المشاريع الإمبراطورية. وقد تم ذلك الاستجلاب عبر تلك المعارف والخبرات الصحراوية، بالإضافة إلى ما شملته من أشياء ومنتجات وأشخاص وحيوانات، وهو ما أفصّله في طيات الكتاب.

إعلان

فبالإضافة إلى الوجه الداخلي (أو المحلي) للإمبراطورية في هذه السردية، هناك مسار أكبر وأثر لاحق يمتد إلى ما بعد ذلك، إذ بدأت تلك المكتسبات تُتداول وتُوظف في سياق بناء الإمبراطورية الأميركية على الصعيد الدولي، بما يشمل منطقة الشرق الأوسط.

فما أُخذ من أفكار وعناصر من الشرق الأوسط، خضع لاحقًا لإعادة التصور والصياغة والتصنيع، ليُشكل ما يُعرف بالخبرة الصحراوية الأميركية المتفردة والمستمدة من الجنوب الغربي، والتي جرى تصديرها وتغليفها لخدمة أهداف بناء الإمبراطورية الأميركية في العديد من المواقع حول العالم.

مصدر الصورة وصلت قافلة الجمال إلى تكساس عام 1856 بقيادة الجمّال السوري "هاي جولي" (حاج علي)، في محاولة من الجيش الأميركي لفرض سيطرته على الأراضي الجديدة (شترستوك)
*

تصفين في الكتاب كيف استقدمت الولايات المتحدة الجِمال من الشرق الأوسط في القرن 19، فما هو الحافز الجوهري الذي دفع إلى ذلك؟ وما ملابسات وقوع هذا الأمر؟

كانت الولايات المتحدة تتكبد مشقة بالغة في إحكام قبضتها على الأراضي الشاسعة التي آلت إليها حديثًا عقب الحرب المكسيكية الأميركية، وقد ضمت هذه الرقاع الهائلة ولاياتٍ مثل كاليفورنيا، وأريزونا، ونيو مكسيكو، وامتدت إلى مناطق أبعد شمالًا.

كانت هذه الكتلة الأرضية الشاسعة صحراء قاحلة في المقام الأول، ولم يكن لدى الجيش الدراية لكيفية السيطرة الفعالة عليها وإنشاء جميع المراكز العسكرية المتقدمة ونحوها عبر هذه التضاريس.

أولاً، كان انعدام الطرق المعبدة يمثل تحديًا عويصًا. علاوة على ذلك، كان الجيش يعتمد على أنواع شتى من دوابّ الحمول (Pack animals) أثناء محاولته إقامة هذه المواقع، غير أن هذه الحيوانات كانت تستنزف موارد باهظة، ولا سيما فيما يتعلق بتكاليف تغذيتها.

لذلك، تركزت فكرة استيراد الجمال حول المبدأ الآتي: "يمكننا استقدام الجمال كقوة حمولة، فهي تستطيع حمل أثقال تفوق بكثير ما يحمله البغل أو الحصان، كما أنها لا تستوجب التغذية، إذ يمكنها الاكتفاء بالرعي على ما يتوفر من نباتات على جانبي المسار".

وعليه، سادت القناعة بأن الجمال يمكن أن تضطلع بدور قوة نقل فائقة الكفاءة تُمكّن الجيش من التوسع والتوغل في أقصى الامتدادات الصحراوية للجنوب الغربي. وقد اختبروا أصنافًا متعددة من الجمال، إذ جابوا أرجاء الشرق الأوسط لاختيار الأنواع المناسبة.

كما جلب الجيش معه مجموعة من الجمّالة المهرة، وهم الرجال القادرون على تسيير شؤون الجمال. ولكن تبين أن غالبية هؤلاء الجمّالة كانوا يفتقرون إلى الخبرة اللازمة، وربما كان دافعهم الوحيد هو الحصول على "رحلة مجانية إلى ذلك القطر الغريب المسمى أميركا".

غير أنه كان هناك رجل واحد، هو "هاي جولي" (Hi Jolly) واسمه الحقيقي حاج علي (1828-1902)، عثماني من أصل سوري، وأصبح في عام 1856 من أوائل الجمّالة الذين استأجرهم الجيش الأميركي لقيادة تجربة استخدام الجمال في الجنوب الغربي للولايات المتحدة، وكانت له دراية تامة بكيفية التعامل مع الجمال، وكان أحد الرواد البارزين بين الجمّالة. ويُوجد له نصب تذكاري مهيب في موضع دفنه في بلدة كوارتزسايت بولاية أريزونا.

مصدر الصورة شهد قبر هاي جولي أو حاج علي، في ولاية أريزونا (شترستوك)
*

ما الدور المزدوج (العملياتي والنفسي) الذي تصوّره جيفرسون ديفيس وغيره من الداعمين لمشروع الجمال في الجنوب الغربي الأميركي؟ وكيف ارتبط هذا التصور بتجاربهم السابقة واستدلالهم بنماذج الاستخدام العثماني للجمال؟

جيفرسون ديفيس في تلك الحقبة، كان يشغل منصب وزير الحرب، ولو تمعّنت في الوثائق وتفحصت خطاب ديفيس وغيره من المدافعين عن مشروع الجمال -والحديث يطول عن الجمال ولست أرغب في الإطالة- لوجدت أن أحد الجوانب التي راقت لهم حقاً هو إيمانهم بأن هذه القوات ستؤدي إلى ترهيب السكان الأصليين، وأن هناك رهبة متأصلة في هذا المشهد الاستعراضي المهيب لقوة من الجمال وهي تزحف في طريقها.

إعلان

وقد كان استدلالهم هنا يقوم على الخبرة العثمانية في استخدام الجمال بالحرب في منطقة الشرق الأوسط، حيث كان للعديد من هؤلاء القادة دراية سابقة بتلك المناطق، وشاهدوا بأعينهم توظيف العثمانيين للجمال. فقد ساد الاعتقاد بأن دخول مفرزة عسكرية محملة بذلك الزخم الهائل من الجمال يمثل مشهد وصول باهرا ومثيرا للدهشة.

لقد أيقنوا أن هذا الحيوان، لكونه غريباً تماماً على الأميركيين الأصليين، سيعمل على بث الرعب الحقيقي في نفوسهم، وعليه، كان عنصر الاستعراض والمهابة هذا محل إغراء وجاذبية قصوى بالنسبة لهم. وهكذا، كان جيفرسون ديفيس، الذي لم يكن بطبيعة الحال نصيراً للسكان الأصليين، مقتنعاً تمام الاقتناع بهذه الرؤية.

مصدر الصورة جيفرسون ديفيس (1808-1889)، رئيس الولايات الكونفدرالية الأميركية (شترستوك)
*
*

كيف نشأ وتطور مفهوم "الإمبراطورية القاحلة" كنظام متكامل سياسياً وعلمياً وثقافياً في سياق الاستعمار الأميركي للجنوب الغربي؟ وما الآليات التي اعتمد عليها المستوطنون لاستيراد الخبرات من "صحارى العالم القديم"؟ وما أثر هذا التكوين على توسع النفوذ الإمبريالي الأميركي في الشرق الأوسط لاحقاً؟

عندما شرع المستوطنون الأميركيون والجيش الأميركي في استعمار الجنوب الغربي بعد إلحاق هذه الأراضي بالولايات المتحدة عام 1848 عقب الحرب المكسيكية الأميركية، كانوا يجهلون تماماً كيفية التعامل مع البيئة الصحراوية. ولهذا، اعتقد دعاة التوسع الأميركي، سواء داخل أروقة الحكومة أو خارجها، أن إتقان السيطرة على الصحراء أمر حيوي لفرض الهيمنة على هذا الإقليم الجديد، ليس فقط على حساب المكسيكيين والإسبان السابقين، بل أيضاً على حساب جماعات السكان الأصليين التي كانت الأرض ملكاً لهم في الأصل.

مصدر الصورة بستان من النخيل في مزرعة وسط مناخ جاف وتربة رملية قرب يوما أريزونا (شترستوك)
*

وبناءً عليه، يمكن النظر إلى "الإمبراطورية القاحلة" على أنها نظام متكامل سياسياً وعلمياً وعسكرياً وثقافياً، كان لازماً للمستوطنين الأميركيين كي يتمكنوا من بسط سيطرتهم على هذا الإقليم. فقد فرضت الصحارى إعادة نظر جذرية في الأنظمة الاستعمارية التي كانت سائدة في المناخات غير الصحراوية والتي خضعت سابقاً للبناء الإمبراطوري الداخلي للولايات المتحدة.

لذا توجهت أنظار المستوطنين في مجالات الحكومة والزراعة والتعليم والصناعة الخاصة نحو الشرق الأوسط لاستيراد الأفكار والمنهجيات والنباتات والحيوانات وغيرها. كل ذلك انطلاقاً من اعتقاد مفاده أن صحارى "العالم القديم"، التي أُحيطت بهالة من الرومانسية في السرديات التوراتية، يمكن أن تمد المستوطنين بالعون لغزو صحارى "العالم الجديد" الأميركية.

لكن السردية لم تتوقف عند هذا الحد، فمع بدء تمدد الإمبراطورية الأميركية خارج القارة، أدرك المستوطنون وورثتهم بسرعة أن بإمكانهم تسويق هذه الخبرة الصحراوية خارج الحدود، وشرعوا في تأسيس شبكات استعمارية جديدة في الشرق الأوسط تتمحور حول قصص تجاربهم المشتركة في الأراضي القاحلة. ولذلك وبهذا الفهم، فإن "الإمبراطورية القاحلة" لا تعني البناء الإمبراطوري الداخلي وحسب، بل تتناول أيضاً بناء الإمبراطورية الأميركية في الشرق الأوسط منذ منتصف القرن 20.

وفي المعنى الأشمل، تدور "الإمبراطورية القاحلة" حول كيفية تحويل فكرة "الصحراء" إلى مصدر للسرد والحكي، وكيف يبعث الأفراد الحياة في قصصهم عن الصحراء، وكيف يضعون هذه القصص موضع التنفيذ من خلال مجموعة متضافرة من الرغبات والمعتقدات التي اكتنفت المناظر الطبيعية الصحراوية.

صورة تعود لعام 1912 لمزارع البرسيم الحجازي في مزرعة فينيكس، حيث ركزت بعض الأبحاث الأولى على إيجاد أعلاف تكميلية، مثل البرسيم الحجازي والذرة الرفيعة، ليتمكن مربو الماشية من زراعتها وتغذية ماشيتهم خلال فترات الجفاف. وفي الأفق، يمكنك أيضا رؤية بستان نخيل التمر، المستوحى من الأبحاث المبكرة التي أجراها زملاء محطة التجارب في كاليفورنيا.
(المجموعات الخاصة لجامعة أريزونا)
*

كيف أسهمت مساعي جامعة أريزونا المبكرة لتزكية الزراعة الصحراوية في تشييد وتدعيم نفوذ "الإمبراطورية القاحلة"؟

ظلت جامعة أريزونا لسنوات عديدة مجرد كيان اسمي على الورق. فرغم طرح فكرة تأسيسها أول مرة على يد قادة الإقليم عام 1863، فإن المشروع تأرجح وتعثر لعقود متوالية، والسبب الرئيسي في ذلك يعود إلى عجز مجلس أمناء الجامعة عن تأمين المخصصات المالية اللازمة لتدشينها.

إعلان

لكن في عام 1889، أدرك الأمناء أن بإمكانهم الحصول على تمويل بموجب قانون هاتش (Hatch Act)، الذي كان بمثابة ملحق لقانون موريل لعام 1862 (المعروف باسم قانون كليات المنح على الأراضي). غير أن الحصول على أموال قانون هاتش اقتضى إلزامياً إنشاء محطة تجارب زراعية، وهو ما بادروا إلى تنفيذه بسرعة قياسية، وتمكنوا بموجبه من تأمين التمويل اللازم لإتمام أول صرح مبني للجامعة، وهو "المبنى الرئيسي القديم".

لقد نجحوا بالفعل في تفعيل محطة التجارب الزراعية، وكان المشرفون عليها يؤمنون إيماناً راسخاً بالمشروع الاستعماري الذي يتضمنه قانون موريل. وبالنسبة لإقليم أريزونا، كان هذا يعني الإسهام في استقطاب المزيد من المستوطنين البيض (وهو ما كانت تعُده واشنطن العاصمة شرطاً مسبقاً لتحقيق صفة الولاية)، وذلك من خلال الترويج للزراعة التجارية بهدف إغرائهم على الهجرة من الساحل الشرقي، وبالتالي تثبيت أركان سيطرة المستوطنين على الأرض.

لذا، اضطلع خبراء الزراعة في الجامعة، منذ فجر تأسيسها، بدور بالغ الأهمية في تجسيد هذه الرؤية المتعلقة بالاستعمار من خلال الزراعة. وفي مراحل لاحقة، تطور هذا الدور وتفرع إلى عدد من المشاريع الأخرى، بما فيها مشروع الزراعة الصحراوية الضخم في أبو ظبي (الإمارات العربية المتحدة حالياً) خلال الستينيات والسبعينيات، ومشاريع أخرى مرتبطة بزراعة التمور في عُمان، وبالطبع، مشروع "المحيط الحيوي 2" (Biosphere 2) الشهير.

مشروع "المحيط الحيوي 2" (Biosphere 2) الشهير (شترستوك)
*

كيف جسّد مشروع "المحيط الحيوي 2" التناقض الجوهري بين قلق التشاؤم البيئي والتوجه التكنو-تفاؤلي الذي قاده؟ وما الدوافع النهائية لتصميمه كنظام مغلق وما آلت إليه نتائجه "المدبّرة"؟ وكيف يُمثّل اليوم نموذجاً لتمهيد الطريق لاستعمار المريخ؟

كان مشروع "المحيط الحيوي 2" عبارة عن صرح معماري ضخم يقع على أطراف مدينة توسان، ولقد كان الهدف المعلن منه محاكاة ظروف "المحيط الحيوي 1" (أي كوكب الأرض) كنظام بيئي مغلق ومكتفٍ ذاتياً. كان في جوهره بيتاً زجاجياً فائق الحجم يمثل بيئات أحيائية متعددة، وقد صُمم لإجراء طيف واسع من التجارب.

وشملت أبرز هذه التجارب "التجارب البشرية" التي جرت في تسعينيات القرن الماضي، والتي قامت على عزل فريق مؤلف من 8 أشخاص داخله لسنوات عدة، من أجل اختبار مدى قدرتهم على صيانة النظم البيئية المصممة هندسياً.

أما الرجل المحرك للمشروع، جون ألين، فكان ينتمي إلى حركة ثقافة مضادة تتسم بالتشاؤم البيئي خلال السبعينيات والثمانينيات، والتي كانت تدفع بحجة مفادها أن الأرض ستستنفد عما قريب مواردها اللازمة للاستدامة الطبيعية للحياة. ومع ذلك، كان ألين أيضاً "مبشراً للتقنية" (Tech evangelist) ورأى أن على البشر اقتراح حلول هندسية لتمكينهم من "الارتقاء والتحرر" من كوكب الأرض.

وبالتالي، كان من المفترض أن يكون "المحيط الحيوي 2" بمثابة إعلان دعائي براق لهذه الرؤية التكنو-تفاؤلية.

رغم كل ذلك، كان المشروع بأكمله في الحقيقة عملية مدبّرة لم تخلُ من الخداع، إذ لم يكن الأفراد معزولين بالفعل في نظام مغلق (حيث تم ضخ الأكسجين إليهم وتخزين الأغذية في مخابئ سرية). ومع ذلك، فقد تم الاحتفاء به كاستعراض مذهل لدفع حدود المعرفة العلمية في صحراء أريزونا. تُستخدم هذه المنشأة حالياً لإجراء مشاريع علمية متنوعة، لكنها استُغلت مؤخراً لإجراء تدريبات ومحاكاة محدودة لوضع أشخاص في نظام مغلق، وذلك تحضيراً وتمهيداً لجهود استعمار كوكب المريخ.

أسهمت رواية "كثيب" لفرانك هربرت إسهاماً كبيراً في تعميم هذه الرؤية الكارثية للصحراء، وتصوير الصحراء كأيقونة لدمار العالم (الجزيرة)
*

بالنظر إلى الصحارى التي تتجاوز النطاق الكوكبي، كيف أسهمت رواية "كثيب" لفرانك هربرت، إلى جانب سلاسل الخيال العلمي الشهيرة الأخرى، في تشكيل مفاهيم الإمبراطورية القاحلة؟

لقد أمعنتُ النظر في رواية "كثيب" (Dune) بعدما اطلعت على مقابلة أُجريت عام 1975 مع كارل هودجز، وهو العقل المدبر في جامعة أريزونا الذي أشرف على مشروع الزراعة المُتحكم بها في الإمارات العربية المتحدة في عقد الستينيات. في تلك المقابلة، راح هودجز يتحدث عن مدى الطرافة والتخيّل الذي يجب أن يبدو عليه مشروع المزرعة الإماراتية، مؤكداً أنه لا بد وأن يكون "استحضاراً لرواية "كثيب"، ثم استطرد قائلاً إن "المتحمسين للبيئة روّجوا له بفرط حماس وكأنه سِفْرُ رؤيا جديد".

لقد كنتُ على دراية بأن الخيال العلمي لطالما اضطلع بمكانة محورية في حشد الوعي العام تجاه القضايا البيئية، لكنني لم أعهد قط الإشارة إلى رواية "كثيب" بهذا النحو. ومع ذلك فإن الكتاب والصيغة التي تداولها الناس بها في عقود الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، كانت ذات أهمية بالغة في بلورة الرؤية التي ترى أن الخراب البيئي (Environmental Apocalypse) يتجلى في المناظر الطبيعية الصحراوية.

لذلك أسهمت رواية "كثيب" -وبلا شك كوكب تاتوين في سلسلة حرب النجوم المستوحى منها- إسهاماً كبيراً في تعميم هذه الرؤية الكارثية للصحراء، وتصوير الصحراء كأيقونة لدمار العالم. ومن هنا، يتبدّى لنا هذا التشابك بين "التشاؤم البيئي" (Eco-catastrophism) و"التفاؤل التكنولوجي" (Techno-optimism).


*

هل يمكنكم توضيح طبيعة العلاقة بين التشاؤم البيئي والتفاؤل التقني؟

إن المشاريع مثل "المحيط الحيوي 2″، والرؤى المستقاة من الخيال العلمي كرواية "كثيب" وسلسلة "حرب النجوم"، تقوم على سرديات مزدوجة تجمع بين صورة مستقبلية بائسة وأخرى طوباوية مزدهرة.

فمن جهة، يُستغل هاجس التشاؤم البيئي لغرس شعور مُلح بالضرورة لدى الأفراد، ومن جهة أخرى، تُعرض القصة البهيجة للتفاؤل التقني، وهي في حقيقتها المنتج الذي يُسوَّق ومفادهُ أن بمقدورنا جميعاً أن ننعم بحياة سعيدة دائمة إذا ما استطعنا هندسة حلول ناجعة لإنقاذ أنفسنا من وطأة الأزمة البيئية المحدقة.

يُشكل مشروع "المحيط الحيوي 2" تذكرة بالغة الأهمية بأن جذور التشاؤم البيئي الراهن حول أزمة المناخ ليست حديثة العهد. ولأجل الوضوح، فإن التهديدات واقعية، إلا أن القلق من استنزاف موارد الأرض يعود إلى عقود خلت. وكذلك الأمر بالنسبة للطريقة التي يسارع بها بعض الأشخاص إلى اغتنام الفرص التجارية التي تتيحها سردية الأزمة، كما يحدث اليوم أيضاً، حيث يكتنف عالمنا فيضٌ من ممارسات "الغسيل الأخضر".

كوتش ترى أن المشروع الإمبريالي لا يعمل فقط عبر العنف المباشر، بل أيضا عبر إغراءات "الحضارة" و"الإنتاج" (شترستوك)
*

كيف تساهم "المشاريع الإيجابية ظاهرياً" (كالزراعة وأعمال المياه والعلوم) التي نفذتها مؤسسات مثل جامعة أريزونا، في ترسيخ "الإمبراطورية القاحلة"؟ وما الدور الذي تلعبه هذه السرديات "التمدينية" والإنتاجية في التغطية على الطبيعة "الاستخلاصية والتجارية" والعنف الأساسي الكامن وراء التوسع الإمبريالي؟

إن أي مشروع من مشاريع التمدد الإمبراطوري أو النظم السلطوية لا يقتصر عمله على الجانب العنيف التقليدي الذي نعهده ونستحضره غالباً، بل يمتد ليشمل أيضاً جانب الإغواء والجاذبية الإيجابية. وهذا التناوب بين القوة والإغراء هو طابع يسود جميع هذه المشاريع.

عندما نتأمل التوسع الغربي للولايات المتحدة واستعمار أي أراضٍ، يسهل علينا فوراً أن نستبين العنف الملازم لذلك التوسع، أي الوحشية الغاشمة لعمليات الإبادة الجماعية والمهاجمة وتهجير السكان. هذا يمثل جزءاً من عملية محو هوية المكان (Blank-slating) التي تُعد بمثابة إجراء جوهري للإزالة والمحو لا غنى عنه لأي مشروع إمبريالي.

ولكن على الطرف المقابل، نجد السردية التمدينية أو الرواية التقدمية التي تزعم الارتقاء بالمكان، وتعمل على إضفاء الشرعية التامة على فعل السيطرة: "صحيح أننا مررنا بذلك الماضي العنيف وأزلنا كل تلك المظاهر السلبية السابقة، ولكننا اليوم أرسينا نظاماً جديداً عظيماً ومزدهراً".

هذا التناقض هو ما نراه جلياً في العديد من المشاريع التي تعمدتُ تتبعها والتركيز عليها في مؤلفي، لأنني أردتُ أن أبرهن أن الأمر لا يتعلق بالجوانب السلبية فحسب، بل يمتد ليشمل هذه الأنماط الإيجابية المزعومة من المشاريع. فبالنسبة لجامعة أريزونا والمؤسسات الأخرى التي كانت جزءاً من هذه "الإمبراطورية القاحلة" في استعمار الجنوب الغربي للولايات المتحدة، تم تنفيذ هذا الاستعمار عبر الزراعة، ومشاريع المياه، والعلوم، وعبر جميع أنواع المساعي الإيجابية في ظاهرها، التي تتمحور حول إعادة صياغة السرد وإعادة تصور مفهوم الحداثة في هذا الحيز الجغرافي بالذات، وتحديد ما هو مُقدَّر وذو قيمة في مثل هذه البيئة.

أعتقد أن النقطة الأخرى البالغة الأهمية التي يجدر التنويه إليها هنا، هي أن هذا المشروع غالباً ما يتسم بكونه استخلاصياً (Extractivist) ذا نزعة تجارية طاغية. وأرى أن هذا النهج -أي الصور الوردية المبهجة التي ترسم الحضارة والإنتاجية والرفاهية في الصحراء- هو بمثابة طلاء برّاق يُخفي الكيفية الدقيقة التي يتم بها تجسيد ذلك العنف من خلال هذا المشروع الاستخلاصي.

كوتش: نشهد اليوم العديد من الاستعارات والرؤى ذاتها للإمبراطورية القاحلة بين أبطال ما يسمى "سباق المليارديرات نحو الفضاء"، مثل إيلون ماسك، وريتشارد برانسون، وجيف بيزوس (غيتي إيميجز)
*

كيف يُظهر التركيز الحالي "لسباق المليارديرات نحو الفضاء" على استعمار المريخ استمراراً "لدائرية التاريخ" والمنطق الاستخلاصي المأساوي الذي بدأت به "الإمبراطورية القاحلة" في الغرب الأميركي؟ ولماذا تُعد هذه الرؤية الكوكبية الخارجية، القائمة على تبرير تدمير الأرض، بمثابة إهدار للموارد يجب تجاوزه لصالح منطق الاستدامة والعدالة على كوكبنا؟

تنطوي "الإمبراطورية القاحلة" على عناصر مأساوية جمة، بدءاً من عنف الاستعمار الاستيطاني، وما رافقه من إبادة جماعية واغتصاب للأراضي التي انطلقت منها في الغرب الأميركي، وصولاً إلى الواقع الاستيطاني الحالي حيث يُصار إلى تطبيع وتمجيد هذا العنف في سرديات "الغرب المتوحش" التي ترعرعتُ عليها في طفولتي بأريزونا.

ولكن المستقبل هو ما يُقلقني أكثر، فخلال بحثي لهذا الكتاب، لم تكفّ دائرية هذا التاريخ عن إدهاشي. ونحن نشهد اليوم العديد من الاستعارات والرؤى ذاتها للإمبراطورية القاحلة بين أبطال ما يسمى "سباق المليارديرات نحو الفضاء"، مثل: إيلون ماسك، وريتشارد برانسون، وجيف بيزوس. فجميع هؤلاء والكثيرون غيرهم داخل وكالة ناسا وغيرها من وكالات الفضاء، بما يشمل الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص، يركزون باهتمام بالغ على استعمار المريخ.

يصف هؤلاء المليارديرات المريخ كنوع من الحدود الجديدة المثيرة، ولكن هذا الوصف غالباً ما يكون مدعوماً بالفكرة القائلة بأننا سندمّر الأرض على أي حال، لذا يجب على البشر أن يجدوا موطناً جديداً. وكما أشار العديد من النقاد، فإن مأساة هذه الرؤية الكوكبية الخارجية للإمبراطورية القاحلة تكمن في أنها تبرر إهدار مليارات الدولارات على مشروع لن يتحقق أبداً، وفي الوقت ذاته، تُحوّل الموارد بعيداً عن الدمار الحقيقي الذي يواجه العديدَ من المجتمعات هنا والآن.

المنحى العام لكثير من الأبحاث يذهبُ في الطرح الرامي إلى أن الصحراء تُعتبر خلفية كامنة سلبية؛ إنها سلبية لأنها لا تتجاوز كونها أيقونة أو مؤشراً دالاً على حالة بعينها. وغالباً ما تشير هذه الحالة إلى الانهيار البيئي أو نهاية العالم الإيكولوجية. وقد صيغت هذه السردية الكارثية البيئية بطرق مختلفة ومتعددة على مدى سنوات طويلة، من الستينيات وحتى يومنا هذا. وفي ظل هذا السياق، تتحول الصحراء إلى مجرد مرجع سلبي للانهيار البيئي، وهذا بدوره يوحي فوراً بأن الصحراء في كينونتها لا تحمل قيمة ذاتية. أنا ترعرعت في الصحراء وأحبّها وأدرك قيمتها، وكم أتمنى أن يكفّ الناس عن العبث بالصحارى وأن يقدّروها لكونها متروكة على سجيتها، إنها نعمة عظيمة.

لكن ربط الصحارى بمجرد الدمار أو الخراب يعني ضمناً أن هناك شيئاً منحرفاً أو ناقصاً فيها، فتغدو الصحراء مكاناً يساعد على تحفيز وتبرير سير الأحداث الروائية، وهذه الأحداث في الغالب تكون تكراراً أو إعادة تمثيل لنفس رؤية "الإمبراطورية القاحلة" القائمة على الاستخلاص والاستعمار، والرؤية الاستغلالية للموارد الطبيعية.

تصوير الصحراء بلا قيمة يبرر الاستغلال والاستخلاص، ويجب احترامها لضمان استدامة الحياة وكسر منطق الإمبراطورية القاحلة (شترستوك)
*

كيف يؤدي التناول السلبي المستمر للصحراء باعتبارها "مكانا لا قيمة له" إلى ترسيخ منطق الاستخلاص الاستغلالي؟ ولماذا يُعدّ هذا التصور الخاطئ بمثابة تأكيد ذاتي للنبوءة الكارثية؟ وكيف يمكن تجاوز منطق "الإمبراطورية القاحلة"؟

من وجهة نظري هذه هي المعضلة الحقيقية، عند النظر إلى جميع الأوساط الإعلامية في كيفية استمرار التعامل مع الصحراء ككيان سلبي، وفي الوقت ذاته، كمكان يجوز -بل يجب- استغلاله والتعامل معه بتهور غير مسؤول. لم أتمكن من الخوض في هذا الجانب في الكتاب، رغم رغبتي الشديدة في ذلك بسبب أبحاثي السابقة في آسيا الوسطى، إلا أن الصحراء هي ساحة لتجارب الأسلحة النووية. وهذا موضوع كان دائماً بالغ الأهمية بالنسبة لي، فقد أجرى الاتحاد السوفياتي جميع تجاربه النووية تقريباً في كازاخستان. إن أوجه التماثل والصلات بين آسيا الوسطى ومواقع التجارب في نيفادا ونيو مكسيكو هي حقاً فصل تاريخي محوري لا ينبغي إغفاله.

عندما نتصور أن الصحراء مجرد مكان لا قيمة له، أو أنها مجرد نذير بالكارثة، فإن هذا يصبح تأكيداً ذاتياً للنبوءة، إذ نجيز لأنفسنا حينها تفجير الأسلحة النووية هناك، أو نعتقد أنه من المستساغ تركها ملوثة بشكل كامل بطرق لا يليق بها إطلاقاً.

إن جميع أشكال الإمبراطورية هذه، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، مبنية على منطق الاستخلاص الاستغلالي. ومن المؤكد أن الاستخلاص لا يمكن أن يكون مستداماً أبداً، ولا يمكنه أن يضمن مستقبلاً عادلاً. وهنا تحديداً، أعتقد أنه يجب أن تكون نقطة انطلاقنا إذا أردنا تجاوز منطق الإمبراطورية القاحلة مستقبلاً.

فالصحراء، مثل بقية الكوكب، لا ينبغي أن يُنظر إليها أبداً كمكان يُنهب لتحقيق أرباح قصيرة الأجل، بل يجب أن تُحترم وتُقدَّس لجمالها وقدرتها على استدامة الحياة.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار