في رحلة تمتد لأكثر من ربع قرن بين سوريا وكندا، توثق الشاعرة والكاتبة السورية الكندية جاكلين سلام خطواتها الأولى في المهجر، وتجاربها الإنسانية والإبداعية، في كتابها الجديد "دليل الهجرة.. خطوات امرأة بين سوريا وكندا".
يصدر هذا العمل، وهو الكتاب الثامن في مسيرة الكاتبة، عن "منشورات الضفدعة المجنحة" في مصر و"منشورات إنخيدوانا" في كندا، ليقدم للقارئ العربي رحلة بانورامية متعددة الألوان، تسلط فيها المؤلفة الضوء على أولى خطواتها من مطار بيرسون في تورنتو عام 1997، وصولًا إلى آخر محطاتها بين الكتب والمهرجانات والبيوت، بما حملته هذه الرحلة من عثرات ومسرات.
لا يتردد الكتاب، الذي يقع في 390 صفحة، في كشف بعض محطات تجربة سلام العملية والمهنية مترجمة في الحقل الاجتماعي والقانوني الكندي، وعلاقتها الشائكة والحميمة باللغتين العربية والإنجليزية. ومن خلال فصوله الخمسة، يعكس طبيعة الخليط البشري الكندي والمهاجرين العرب الذي اختبرته الكاتبة وهي تعيش التجربة مهنيا وإبداعيا كامرأة وأم وناقدة في الحقل الثقافي والاجتماعي.
وفي مقدمة الكتاب، يكتب الفنان والناقد ياسر عبد القوي "هذا الكتاب هو بشكل ما رحلة جاكلين سلام في المهجر، ليس لاستكشاف المهجر، بقدر استكشاف نفسها. أعتقد أن سؤالها لم يكن: ما هو هذا المكان؟ بل بالأحرى كان: من أنا في هذا المكان؟".
ويضيف أن الكتاب هو "نوع من سيرة ذاتية، لكنه ليس سيرة ذاتية اعتيادية، فالكاتبة تحكي سيرتها من خلال كيفية رؤيتها للعالم.. إنه فعلا دليل على كيف يمكنك اكتشاف العالم في مكان جديد، في وطن جديد، وكيف تتجنب الوقوع في فخ الانشطار بين من كنتَ في وطنك الأصلي ومن ستكون في وطنك الجديد".
ينقسم الكتاب إلى خمسة فصول متنوعة، تبدأ بفصل بعنوان "مارغريت أتوود كما عرفتها"، يقدم مقالات عن عوالم الأديبة الكندية المرشحة الدائمة لجائزة نوبل. يليه فصل "أفكار ملونة" الذي يتناول العلاقة الشائكة بين المثقف والدكتاتور ومأزق الحريات. وفي فصل "أضواء على الكتابة"، تغوص الكاتبة في قضايا الكتابة والهوية الثقافية.
أما الفصل الرابع "أيقونات الفكر والأدب العالمي"، فيوثق لقاءات الكاتبة مع عمالقة الفكر والأدب أمثال أمبرتو إيكو، وألبرتو مانغويل، وول سوينكا، وأليس مونرو. ويختتم الكتاب بفصل "أسرار المحبرة"، وهو الفصل الأكثر قربا إلى السيرة الذاتية، حيث تقدم شهادات شخصية عن تجربتها كامرأة مهاجرة من سوريا إلى كندا.
يُذكر أن جاكلين سلام هي شاعرة ومترجمة وكاتبة صحفية سورية كندية، هاجرت إلى كندا عام 1997. وهي عضو في اتحاد كتاب كندا ومنظمة "القلم" الدولية. حازت على جائزة الإبداع الأدبي، واختيرت شخصية العام الثقافية في كندا عام 2013. صدر لها سبع مجموعات شعرية، بالإضافة إلى كتاب "حوارات على مرايا الهجرة".