طور باحثون في ولاية بنسلفانيا تقنية مبتكرة للكشف المبكر عن الحفر الأرضية قبل أن تتشكل على السطح، باستخدام كابلات الألياف الضوئية الممتدة تحت الأرض لنقل الإنترنت عالي السرعة.
وتعتمد التقنية على أداة تعرف باسم "مستشعر الصوت الموزع"، الذي يسجل الموجات الصوتية المنعكسة من الكابلات، ثم يحللها لاكتشاف أي تغييرات في كثافة وحركة التربة قد تشير إلى وجود خطر وشيك.
وأوضح تايوان زو، أستاذ مشارك في الجيوفيزياء بجامعة ولاية بنسلفانيا: "غالبا ما نعتبر الضوضاء اليومية، مثل حركة المرور، مجرد إزعاج في البيانات، لكن بحثنا أظهر أن هذه الضوضاء تحمل معلومات قيّمة عن حركة الأرض وكثافتها".
وأضاف أن هذه التقنية الجديدة أكثر فعالية وأقل تكلفة من أجهزة قياس الزلازل التقليدية، على الرغم من أن تكلفة النظام لم تُكشف بعد.
وقد نجحت الأداة في تحديد مواقع محتملة للخطر داخل حرم جامعة ولاية بنسلفانيا، مع تأكيد الباحثين على عدم وجود تهديد وشيك للسكان هناك.
وتشير الدراسات إلى أن نحو 20% من أراضي الولايات المتحدة معرضة لخطر ظهور حفر، وأن هذه الظاهرة تتزايد بفعل التغيرات المناخية، التي تسبب تقلبات جوية متطرفة تتراوح بين الجفاف والأمطار الغزيرة، ما يجعل سلوك التربة غير متوقع.
وتسجّل بنسلفانيا نسبة عالية من هذه الظواهر، إذ تم رصد أكثر من 3600 حالة انهيار أرضي في عام واحد فقط. وتنتشر هذه الظاهرة غالبا في المناطق التي تحتوي على طبقات من الحجر الجيري القابل للذوبان بالمياه الجوفية، وهو ما يجعل بنسلفانيا وفلوريدا من أكثر الولايات عرضة لهذه المخاطر.
وقد شهدت ولايات أخرى مثل تكساس وألاباما وميزوري وكنتاكي وتينيسي انهيارات أرضية متكررة، فيما سجلت دول أخرى مثل تايلاند حوادث مدمرة، منها انهيار أرضي ضخم في بانكوك أدى إلى إجلاء السكان.
ويقدّر أن خسائر الانهيارات الأرضية في الولايات المتحدة تجاوزت 300 مليون دولار سنويا خلال الخمسة عشر عاما الماضية، وفقا للخدمة الجيولوجية الأمريكية.
المصدر: إندبندنت