آخر الأخبار

البكاء بسهولة في علم النفس: قوة أم ضعف؟

شارك

ينظر كثيرون إلى البكاء على أنه علامة ضعف، غير أن دراسات علم النفس الحديثة، تؤكد أن البكاء بسهولة يعكس غالبًا حساسية عاطفية عالية وقدرة صحية على تنظيم المشاعر. فهذه الدموع ليست مجرد رد فعل عابر، بل آلية نفسية وبيولوجية معقدة تساعد الإنسان على التوازن الداخلي والتكيف مع الضغوط.

بداية، يشير علماء النفس إلى أن الأشخاص الذين يبكون بسهولة يمتلكون حساسية عاطفية مرتفعة، تجعلهم أكثر تفاعلًا مع المواقف اليومية، سواء كانت حزنًا أو فرحًا أو توترًا. هذه الحساسية لا تعني الهشاشة، بل تدل على وعي عاطفي عميق وقدرة على استشعار المشاعر والتعبير عنها دون كبت.

ووفقًا لموقع piecesautogreen.fr ، فإن البكاء يمثل وسيلة طبيعية لمعالجة الفائض العاطفي وتفريغ التوتر.

ومن هذا المنطلق، يرتبط البكاء السريع بحد أدنى أقل لتحمل الضغط النفسي. فالجهاز العصبي لدى هؤلاء الأشخاص يستجيب بسرعة للمواقف المكثفة، ما يجعل الدموع وسيلة فورية للتهدئة الذاتية.

واللافت أن البكاء لا يقتصر على لحظات الحزن، بل قد يظهر أيضًا عند الفرح الشديد أو التأثر الجمالي، وهو ما يعكس استجابة عصبية مرنة وليست مرضية.

في السياق نفسه، تلعب العوامل البيولوجية دورًا مهمًا في هذه الظاهرة. فالتغيرات الهرمونية، خاصة هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر، تؤثر بشكل مباشر على سهولة البكاء.

كما أن الإرهاق وقلة النوم يضعفان التحكم الانفعالي، ما يجعل الدموع أقرب وسيلة لتخفيف الضغط. علميًا، يساعد البكاء على خفض هرمونات التوتر وتحفيز إفراز الإندورفين، ما يفسر الشعور بالراحة بعده.

غير أن الأمر، لا يخلو من استثناءات. فبينما يعد البكاء المتكرر في أغلب الحالات سمة صحية، قد يتحول أحيانًا إلى إشارة إنذار. فإذا كان مفرطًا، دون سبب واضح، ومصحوبًا بحزن دائم، وفقدان للطاقة، واضطرابات في النوم أو الشهية، فقد يكون مؤشرًا على اضطراب نفسي مثل الاكتئاب . وهنا ينصح المختصون بعدم تجاهل الأعراض واللجوء إلى مختص في الصحة النفسية.

وفي المقابل، يؤكد خبراء علم النفس أن الأشخاص الذين يبكون بسهولة يتمتعون بقوة داخلية حقيقية. فهم لا يقمعون مشاعرهم، بل يواجهونها بصدق، ما يمنحهم قدرة أفضل على التكيف والتعاطف وبناء علاقات إنسانية أعمق. فالبكاء، في هذه الحالة، يصبح أداة وعي وليس علامة ضعف.

ختامًا، ينصح المختصون من يتمتعون بحساسية عاطفية عالية بتقبل هذه السمة وتطوير أدوات إضافية لتنظيم المشاعر، مثل الكتابة، والتأمل، والنشاط البدني، والتواصل مع الآخرين. فالتوازن لا يعني التوقف عن البكاء، بل فهمه واستخدامه كقوة داعمة للصحة النفسية.

@ آلاء عمري

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا