آخر الأخبار

صحيفة عبرية: تل أبيب قلقة من تزايد تقارب مصر مع الجزائر

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

صحيفة عبرية: تل أبيب قلقة من تزايد تقارب مصر مع الجزائر

الجزائرالٱن _ كشفت صحيفة “يسرائيل هايوم” العبرية، في تقرير تحليلي حديث، عن قلق متزايد في الأوساط الأمنية والاستراتيجية الصهيونية من التحركات المصرية المتصاعدة على الساحتين العربية والإفريقية، خاصة التقارب المتنامي بين القاهرة والجزائر، والذي يُنظر إليه في تل أبيب كتهديد محتمل للنفوذ الصهيوني في المنطقة.

ورصدت الصحيفة تعزيز الوجود العسكري المصري في ليبيا والسودان، إلى جانب التنسيق الأمني المتعمق مع دول مثل الجزائر والعراق، معتبرة أن هذه التحركات تعكس طموحات استراتيجية أوسع للقاهرة قد تُعيد رسم التوازنات الإقليمية بطريقة لا تخدم المصالح الصهيونية.

● مصر تتجاوز دورها التقليدي كوسيط محايد

أشار التقرير الذي نشرته “يسرائيل هايوم” إلى أن التقديرات السائدة داخل المؤسسة الأمنية الصهيونية ترى أن مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم تعد تكتفي بدورها التقليدي كوسيط محايد في النزاعات الإقليمية، بل باتت تسعى إلى لعب دور قيادي أكثر فاعلية، مستفيدة من الفراغ السياسي والأمني الذي تركته بعض القوى الإقليمية في السنوات الأخيرة.

هذا التحول في الدور المصري يثير مخاوف حقيقية لدى صناع القرار الصهاينة، الذين اعتادوا على مصر كشريك أمني يمكن التنبؤ بسياساته ومحدودية طموحاته الإقليمية. لكن السيسي، وفق ما تراه تل أبيب، يقود مصر نحو استعادة دورها التاريخي كقوة إقليمية مؤثرة، وهو ما يتقاطع في كثير من الأحيان مع المصالح الإسرائيلية.

● التقارب المصري-الجزائري يثير القلق الأكبر

يشكل التنسيق الأمني والسياسي المتنامي بين مصر والجزائر أحد أبرز مصادر القلق الصهيوني، وفق ما كشفته “يسرائيل هايوم”. فالجزائر، التي تعتبر من أشد الدول العربية رفضاً للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وتحتفظ بخطاب سياسي صلب تجاه القضية الفلسطينية ورفض الوجود الصهيوني في المنطقة، تمثل نموذجاً معادياً لتل ابيب بامتياز.

تقارب القاهرة مع الجزائر في المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية، يعني من وجهة النظر العبرية إمكانية بناء محور عربي جديد لا يأخذ في الاعتبار المصالح الصهيونية، بل قد يعمل على تحجيمها. هذا المحور المحتمل بين أكبر دولتين عربيتين من حيث المساحة والنفوذ الإقليمي، يمكن أن يشكل قوة موازنة حقيقية للنفوذ الصهيوني المتنامي في المنطقة، خاصة بعد اتفاقيات التطبيع مع بعض الدول العربية.

الجزائر التي تملك جيشاً قوياً وموارد طاقة هائلة ونفوذاً كبيراً في إفريقيا وفي منطقة الساحل، تشكل حليفاً استراتيجياً مهماً لمصر في مواجهة التحديات الإقليمية. هذا التحالف المحتمل يقلق تل أبيب التي ترى فيه تهديداً لمحاولاتها اختراق القارة الإفريقية وتعزيز علاقاتها مع الدول العربية.

● التمدد المصري في ليبيا يتقاطع مع المصالح الصهيونية

لفتت “يسرائيل هايوم” إلى أن التمدّد المصري يتقاطع أحيانًا مع المصالح الصهيونية، خصوصًا في الملف الليبي، حيث تدعم القاهرة قوات شرق ليبيا المتمركزة في طبرق تحت قيادة المشير خليفة حفتر، في حين أن تل ابيب، رغم عدم اعترافها العلني، تقدم دعماً غير مباشر لجهات مناوئة، ما يُعقّد الجهود الرامية إلى تسوية سياسية مستقرة في هذا البلد المقسم.

الملف الليبي يمثل نقطة احتكاك واضحة بين القاهرة وتل أبيب، رغم اتفاقية السلام الموقعة بينهما منذ عقود. مصر ترى في استقرار ليبيا تحت قيادة حليفة لها أولوية أمنية قصوى لحماية حدودها الغربية الطويلة ومنع تسلل الجماعات المسلحة والإرهابية.

الكيان الصهيوني من جهته يسعى لمنع صعود محور إقليمي قوي قد يحد من نفوذه، حتى لو كان ذلك يعني دعم أطراف تتعارض مع الحليف المصري.

هذا التناقض في المصالح يكشف هشاشة العلاقة المصرية-الصهيونية، وأنها لا تتجاوز كونها علاقة سلام بارد تحكمها المصالح الأمنية المباشرة أكثر من كونها شراكة استراتيجية حقيقية.

● التواجد المصري في السودان ومخاوف صهيونية إضافية

بالإضافة إلى ليبيا، رصدت الصحيفة العبرية تعزيز الوجود العسكري المصري في السودان، البلد الذي يشهد صراعاً داخلياً معقداً. القاهرة تسعى لحماية مصالحها الحيوية في السودان، خاصة فيما يتعلق بملف المياه ونهر النيل، وكذلك منع تحول السودان إلى ساحة لقوى إقليمية منافسة.

لكن تل أبيب تنظر بعين القلق إلى هذا التواجد المصري المتنامي، خاصة أنه يأتي في إطار تنسيق أوسع مع دول مثل الجزائر التي تملك نفوذاً في إفريقيا. هذا التنسيق يمكن أن يحد من محاولات الكيان الصهيوني التوسع في القارة السمراء، حيث تسعى منذ سنوات لبناء شراكات أمنية واقتصادية مع دول إفريقية عديدة.

● التنسيق مع العراق يزيد من المخاوف العبرية

أشارت “يسرائيل هايوم” أيضاً إلى التنسيق الأمني المتعمق بين مصر والعراق، وهو ملف آخر يثير قلق تل أبيب. العراق، الذي يشهد محاولات لإعادة بناء مؤسساته وجيشه بعد عقود من الحروب والاحتلال، يمكن أن يشكل قوة إقليمية مهمة إذا استقر داخلياً وعزز علاقاته مع دول عربية كبرى مثل مصر.

التقارب المصري-العراقي يأتي في سياق محاولات بغداد استعادة دورها العربي والإقليمي، وهو ما يتعارض مع رغبة تل ابيب في إبقاء العراق ضعيفاً ومنقسماً وغير قادر على لعب دور فاعل في المعادلة الإقليمية.

● شبكة تحالفات عربية تحد من النفوذ الصهيوني

خلصت “يسرائيل هايوم” إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجهه الكيان الصهيوني لا يقتصر فقط على التطورات العسكرية المصرية، بل يتمثل في قدرة القاهرة على بناء شبكة تحالفات إقليمية قد تحد من النفوذ الصهيوني في الساحة العربية.

هذه الشبكة المحتملة، التي تضم الجزائر والعراق وربما دولاً عربية أخرى، تمثل كابوساً استراتيجياً لتل أبيب التي نجحت خلال العقود الماضية في الاستفادة من الانقسامات العربية لتعزيز نفوذها وفرض سياساتها.

محور عربي موحد أو شبه موحد، تقوده مصر وتدعمه الجزائر، يمكن أن يغير قواعد اللعبة في المنطقة بشكل جذري.

● غياب التطبيع يفاقم المخاوف الصهيونية

أكدت الصحيفة العبرية أن هذا التحدي يصبح أكثر إلحاحًا في ظل غياب تقدّم ملموس في عملية السلام أو فرص جديدة للتطبيع مع دول عربية لم تبرم اتفاقات بعد. فشل تل أبيب في تحقيق اختراقات جديدة في التطبيع مع دول عربية كبرى، يعني أن المجال يبقى مفتوحاً لبناء تحالفات عربية لا تأخذ الكيان الصهيوني في الاعتبار، بل قد تعمل على مواجهة سياساتها.

مصدر الصورة

الجزائر، التي ترفض بشكل قاطع التطبيع مع دولة الاحتلال وتعتبره خيانة للقضية الفلسطينية، تمثل نموذجاً يمكن أن ينتشر إذا نجحت في بناء تحالفات قوية مع دول عربية مؤثرة مثل مصر.

هذا النموذج يهدد استراتيجية تل ابيب القائمة على التطبيع التدريجي مع الدول العربية وتحويلها إلى شركاء أمنيين واقتصاديين.

● التمدد المصري وعلاقة القاهرة بالجزائر لا يخدم تل ابيب

كشف تقرير “يسرائيل هايوم” عن قلق صهيوني حقيقي من التحركات المصرية المتزايدة على الساحتين العربية والإفريقية، وخاصة التقارب المتنامي مع الجزائر.

مصدر الصورة

هذا التقارب يمثل تهديداً استراتيجياً للنفوذ الصهيوني في المنطقة، ويفتح الباب أمام بناء محور عربي جديد قد يعيد رسم التوازنات الإقليمية بطريقة لا تخدم المصالح العبرية.

التمدد المصري في ليبيا والسودان، والتنسيق الأمني مع الجزائر والعراق، والسعي لبناء شبكة تحالفات إقليمية، كلها عوامل تثير مخاوف تل أبيب من أن مصر السيسي لم تعد الشريك الأمني المتوقع الذي يمكن السيطرة عليه، بل باتت قوة إقليمية طموحة تسعى لاستعادة دورها التاريخي، حتى لو تعارض ذلك مع المصالح الصهيونية.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا