آخر الأخبار

هل التحدث مع النفس أمر خطير!

شارك

نرى كثيرًا من الأشخاص يتحدثون مع أنفسهم في عدة أماكن ونحسبهم من المجانين، فقد تصادف امرأة في المترو مثلًا تهمس وتتحدث بانفعال وتقول مثلًا: “أولًا البريد الإلكتروني، ثم الاجتماع، وبعدها الاتصال بأمي”. وفي مكان آخر، يسمع شخص يتحدث مع نفسه وهو يخرج من السوق: “نسيت الملف مرة أخرى”. هذه المشاهد، رغم بساطتها، تحمل معان نفسية عميقة، حسب تقرير موقع Fémini Styl’ .

فعليًا، التحدث مع النفس عند الوحدة ليس غريبًا كما كان يعتقد، بل هو ما يسميه علماء النفس “الخطاب الداخلي المعبر”. أي أن دماغ الإنسان يحتاج أحيانًا إلى تحويل الأفكار إلى كلمات مسموعة لترتيبها وتنظيمها.

ووفق دراسة أجرتها جامعة ويسكونسن، الأشخاص الذين يتحدثون مع أنفسهم أثناء البحث عن شيء ما، مثل زجاجة حليب في الثلاجة، يتمكنون من إنجاز المهمة أسرع من الآخرين الذين يظلون صامتين، لأن الكلمات تساعد الدماغ على تصفية المعلومات غير الضرورية.

وحسب دراسة أخرى في إسبانيا، الطلاب الذين يوجهون تعليمات لأنفسهم بصوت عال قبل الامتحانات يتمكنون من التحكم بالوقت وتقليل التوتر، ما يعكس أن هذه العادة قد تشبه تقنيات الرياضيين في تحسين الأداء.

ويشير خبراء علم النفس إلى أن الأشخاص الذين يتحدثون مع أنفسهم يمكن تقسيمهم إلى ثلاثة أنواع:

الاستراتيجيون: يستخدمون الحديث الداخلي لتنظيم المهام وتحويل الفوضى إلى خطوات واضحة.

العاطفيون: يعبرون عن مخاوفهم وغضبهم وقلقهم لتخفيف الضغط الداخلي.

المبدعون: يجربون أفكارًا جديدة أو يحاكون محادثات خيالية، مما يعزز قدراتهم الإبداعية.

ولتفعيل هذه العادة بشكل إيجابي، ينصح الخبراء بتغيير أسلوب الحديث مع النفس، مثل استخدام الضمير “أنت” بدلًا من “أنا”، أو تحويل الانتقاد إلى تشجيع. كما يمكن تخصيص لحظات يومية للحديث مع النفس قبل مهمة مهمة أو بعد يوم شاق، ما يساعد على تنظيم الأفكار وتقليل التوتر.

مع ذلك، يجب الانتباه، لأن الصوت الداخلي يمكن أن يصبح مؤذيًا إذا تحول إلى نقد دائم وقاس. وأشار التقرير إلى أن مراقبة العبارات التي نقولها لأنفسنا وكتابتها ثم مراجعتها تساعد على إدراك أن معظم الناس لن يتحدثوا مع أصدقائهم بنفس طريقة الانتقاد الذاتي المستمر.

وفي النهاية، التحدث مع النفس ليس علامة على الجنون، بل على قدرة عقلية متقدمة على التركيز والتحليل والتنظيم، وقد يكون مفتاحًا لاكتشاف مهارات خفية وإدارة الضغوط اليومية.

@ آلاء عمري

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا