"الست" بالسينما في الجزائر.. فيلم مثير للجدل!

تستمر اهتمامات السينما العربية بتقديم سير أبرز الشخصيات الفنية، وفيلم “الست” الذي يعرض في الجزائر ومصر مثال على هذا التوجه، إذ حاول تقديم حياة كوكب الشرق أم كلثوم بطريقة روائية سينمائية تجمع بين الأداء التمثيلي والموسيقي.

من جهة، لاقى الفيلم إشادات حول الجهد المبذول في الإخراج والمؤثرات الصوتية والبصرية، وسعى إلى نقل أجواء مصر منتصف القرن العشرين، مع محاولة إظهار محطات مهمة في مسيرة أم كلثوم الفنية. وأشار بعض النقاد إلى أن العمل يقدم فرصة لجمهور جديد للتعرف على جوانب من حياة المطربة، خصوصًا فيما يتعلق بالعلاقات الفنية والمراحل المبكرة لمسيرتها.

مع ذلك، أبدى بعض المتابعين تحفظاتهم حول تركيز الفيلم على أبعاد معينة دون غيرها. فقد ذكرت الإعلامية الجزائرية صورية بوعمامة على حسابها بفيسبوك أن الفيلم ركز على المؤثرات البصرية وأحداث محددة، مع تغييب بعض الشخصيات المهمة في حياة أم كلثوم، مثل والدتها، ورياض السنباطي، وعبد الوهاب، مع إشارات مختصرة لدور الإعلاميين والمستشارين الفنيين في مسيرتها.

وأوضح الأديب الجزائري محي الدين عميمور أن أسلوب السرد الأقرب إلى المسلسل قد لا يخدم المقاربة السينمائية للفيلم، مشيرًا إلى أن طول بعض المشاهد أثر على تماسك الإيقاع العام للعمل.

في السياق نفسه، أعرب نقاد مصريون عن تحفظاتهم، مؤكدين أن بعض الأحداث التاريخية جرى تبسيطها أو إيضاحها بشكل قد لا يعكس الواقع بالكامل، مثل علاقة أم كلثوم بشخصيات فنية وسياسية مهمة، لكنهم أشاروا في الوقت نفسه إلى أن محاولة تقديم هذه السيرة الكبيرة على الشاشة ليست بالمهمة السهلة، وأن العمل يفتح الباب أمام جمهور جديد للتفاعل مع إرث فني خالد.

على الصعيد الفني، أثنى بعض النقاد على أداء منى زكي في إظهار الجانب الإنساني لشخصية أم كلثوم، رغم اعترافهم بصعوبة التوفيق بين الأداء التمثيلي والغنائي لشخصية ذات حضور أسطوري في التاريخ العربي. كما أشادوا بالاهتمام بالتصوير والموسيقى والمفردات البصرية التي حاولت نقل روح العصر.

ختامًا، يظل فيلم “الست” خطوة مهمة في استكشاف سيرة كوكب الشرق على الشاشة، مع مساحة للتحسين في جوانب البناء الدرامي وتوازن الشخصيات، وهو يقدم فرصة للنقاش الثقافي والفني حول كيفية تقديم أيقونات تاريخية بأسلوب يحافظ على المصداقية ويجذب جمهورًا متنوعًا دون الإفراط في التقديس أو التجاهل.

@ آلاء عمري