آخر الأخبار

بوجدرة يفتح النار في كل الاتجاهات: "نجيب محفوظ لا يستحق جائزة نوبل وصنصال قد يفوز بها يوما!"

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

بوجدرة يفتح النار في كل الاتجاهات: “نجيب محفوظ لا يستحق جائزة نوبل وصنصال قد يفوز بها يوما!”

الجزائرالٱن _ في حوار صريح ومثير للجدل على قناة “الخبر تي في”، لم يتردد الروائي الجزائري الكبير رشيد بوجدرة في طرح تساؤلات جريئة حول مصداقية أرفع الجوائز الأدبية العالمية، وفي مقدمتها جائزة نوبل للآداب، متوقعا في الوقت ذاته فوز بوعلام صنصال بهذه الجائزة مستقبلا.

● نوبل .. جائزة سياسية بامتياز

يرى بوجدرة أن جائزة نوبل للآداب ليست محايدة كما يُعتقد، بل هي جائزة ذات خلفية سياسية وإيديولوجية واضحة. ووفقا لرؤيته، فإن الجائزة لا تُمنح بناء على القيمة الأدبية وحدها، بل على اعتبارات سياسية في المقام الأول.

وشدد على أن نوبل جائزة غربية بامتياز، تُمنح لمن ينسجم مع المنظومة الغربية أو يقدم خدمات تتوافق معها.

● صنصال والطريق إلى ستوكهولم

في سياق هذا التحليل، توقع بوجدرة أن بوعلام صنصال يمكن جدا أن يفوز بجائزة نوبل، وأرجع ذلك إلى ما وصفه بالخدمات التي قدمها الكاتب.

وأشار إلى أن الخلاف بينهما إيديولوجي بالأساس، حيث قال إنه يساري بينما صنصال وغيره يمينيون، مؤكدا أنه يقول الحقيقة كما يراها.

ولفت بوجدرة إلى أن سجن صنصال مؤخرا في الجزائر بسبب تصريحات اعتبرت مساسا بالوحدة الوطنية، أعطاه حضورا أكبر في الخارج وأغدقت عليه الجوائز.

واعتبر أن العفو الرئاسي الذي حظي به صنصال كان قرارا موفقا لنزع الذرائع التي يستعملها الإعلام الفرنسي والساسة هناك لمهاجمة الجزائر وتصويرها كبلد معاد للحريات.

● نجيب محفوظ .. حالة نوبل المثيرة للجدل

ولتعزيز أطروحته حول الطابع السياسي لجائزة نوبل، عاد بوجدرة إلى حالة الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ، معتبرا أنه لم يكن يستحق الجائزة من الناحية الأدبية. ووصف محفوظ بأنه كاتب بسيط ومتوسط وشعبي، بل ذهب إلى حد القول إنه كاتب للمراهقين.

وانتقد بوجدرة أعمال محفوظ قائلا إنها تفتقر إلى التجديد التقني أو النفسي في الرواية، وإلى العمق الذي يدعي أنه أدخله هو نفسه على الرواية من خلال التحليل النفسي وتناول مواضيع الجنس والتحديث التقني في الكتابة.

وربط بوجدرة حصول نجيب محفوظ على نوبل بالسياق السياسي، معتبرا أن الجائزة جاءت بعد اتفاقيات “كامب ديفيد” في إطار ما وصفه بالتزكية السياسية. ورغم أن هذه الفرضية تثار منذ مدة طويلة، إلا أن كثيرين يرون أن التباعد الزمني بين الاتفاقية ومنح الجائزة يجعل هذا الادعاء غير مؤسس.

● مسيرة بدون جوائز فرنسية كبرى

في السياق ذاته، كشف بوجدرة أنه لم يحصل طيلة مسيرته الأدبية على أي جائزة فرنسية كبرى مثل غونكور أو رونودو.

واعتبر الكاتب أن ذلك يعود إلى مواقفه الفكرية الواضحة وإيديولوجيته اليسارية الصلبة التي تتعارض مع التوجهات السائدة لدى المؤسسات الثقافية الغربية.

وأقر بأن مواقفه السياسية، خاصة من القضية الفلسطينية، قد تعقد حظوظه في نيل الجوائز العالمية، لكنه شدد على أنه لا يساوم على قناعاته، مؤكدا أنه حقق عيشا مريحا نسبيا من خلال مبيعات كتبه وترجمتها الواسعة.

● كمال داود وجائزة غونكور المثيرة للجدل

لم يكتف بوجدرة بنقد نوبل، بل امتد نقده إلى جائزة غونكور الفرنسية التي حصل عليها مواطنه كمال داود العام الماضي عن روايته “حوريات”.

واعتبر بوجدرة أن الرواية لا تستحق الجائزة، متهما داود بأنه موظف من دوائر فرنسية للإساءة للجزائر، وواصفا إياه بأنه يعاني من عقدة المستعمر بسبب كتاباته الغارقة في جلد الذات.

● ياسمينة خضرا .. نجاح تجاري بوطنية

أما عن الكاتب الجزائري ياسمينة خضرا، أحد أكثر الكتاب ترجمة وانتشارا، فقد اعترف بوجدرة بنجاحه التجاري الكبير، واصفا إياه بالكاتب الذي يعرف كيف يلعب في علاقته مع الغرب.

لكنه في الوقت نفسه وطني وغيور على بلده، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع فرنسا والغرب عموما.

● مواجهة مع دور النشر الفرنسية

وفي جانب آخر من الحوار، انتقد بوجدرة ممارسات بعض دور النشر الفرنسية، مشيرا إلى أن دار غراسي التي يتعامل معها امتنعت عن نشر كتابه “زناة التاريخ” بسبب ما أورده عن الكاتب الفرنسي ألبير كامو الحاصل على جائزة نوبل والذي كان من المعمرين في فترة الاستعمار الفرنسي.

وهاجم بوجدرة ما وصفه بازدواجية المعايير لدى دور النشر الفرنسية، معتبرا أنها تتعامل بمكاييل مختلفة، ولا تخلو ممارساتها من العنصرية والاحتقار.

إلى جانب استغلال الكتاب عندما يخدمون توجهاتها والامتناع عن نشر أعمالهم عندما يخرجون عن الخط المرسوم.

● موقف جريء أم جدل عقيم؟

يطرح حوار رشيد بوجدرة تساؤلات مهمة حول معايير منح الجوائز الأدبية الكبرى، وعلاقة الأدب بالسياسة، ودور المؤسسات الثقافية الغربية في تشكيل الخريطة الأدبية العالمية.

وبينما قد يرى البعض في تصريحاته جرأة في كشف الحقائق، يرى آخرون أنها تحمل الكثير من الذاتية والتعميم، خاصة فيما يتعلق بتقييمه لأعمال نجيب محفوظ وكتاب آخرين.

وسواء اتفق المرء مع بوجدرة أم اختلف معه، فإن تصريحاته تفتح نقاشا ضروريا حول استقلالية الإبداع الأدبي ومدى تأثير الإيديولوجيا والسياسة على تقييم الأعمال الأدبية ومكافأتها.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا