آخر الأخبار

خبراء يشرحون أسباب الحملة المسعورة التي إستهدفت الجيش الوطني الشعبي

شارك
بواسطة بلقور محمد
:صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني والدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: بلقور محمد

● خبراء يشرحون أسباب الحملة المسعورة التي إستهدفت الجيش الوطني الشعبي

الجزائر الآن -يرى مختصون في الشأن الاستراتيجي أن النجاحات المتتالية التي حققتها الجزائر كفاعل دولي مؤثر ووازن، إقليميًا ودوليًا، دفعت جهات معادية ومتربصة إلى إطلاق حملات تشويه ممنهجة، تقودها وسائل إعلام مأجورة ومواقع إلكترونية معروفة بعدائها للجزائر، ولا تمتّ للممارسة الصحفية المهنية بأي صلة.

ويؤكد هؤلاء أن هذه المنابر باتت تروّج لروايات مفبركة وسيناريوهات واهية، سيئة الصياغة والإخراج، تزعم زورًا ضلوع الجزائر في إنشاء وحدات مرتزقة تنشط في منطقة الساحل لتنفيذ عمليات سرية، في ادعاءات تندرج ضمن محاولات يائسة للنيل من سمعة الجيش الوطني الشعبي وتشويه الصورة المشرفة للجزائر إقليميًا ودوليًا.

مصدر الصورة

● وزارة الدفاع الوطني: تكذيب قاطع ورفض مطلق للاتهامات الباطلة

أكدت وزارة الدفاع الوطني، في بيان صحفي صريح وحازم، التكذيب القاطع لهذه الادعاءات المضللة، ووصفتها بأنها افتراءات لا تستند إلى أي معطيات موضوعية أو دلائل واقعية.

وأوضحت الوزارة أن هذه الحملات الدعائية المأجورة تندرج ضمن أجندات خبيثة تخدم أطرافًا معادية للجزائر، تسعى لضرب استقرارها الداخلي، وتشويه مؤسساتها السيادية، ومحاولة التأثير على الرأي العام الوطني والدولي، الذي بات اليوم أكثر وعيًا وقدرة على التمييز بين المعلومة الصحيحة والدعاية المغرضة.

● إنتصارات الجزائر الدبلوماسية… وقود أبواق الفتنة

يرى مراقبون للشأن الدبلوماسي أن الانتصارات التي حققتها الجزائر على الساحة الدولية، ولا سيما في القارة الإفريقية، كانت دافعًا مباشرًا للجهات المتآمرة إلى فبركة ادعاءات مغلوطة، في سياق حملات إعلامية متكررة، تستهدف النيل من سمعة الجيش الوطني الشعبي وتشويه صورة الجزائر على المستويين الإقليمي والدولي.

وتعتمد هذه الحملات على ترويج روايات مختلقة وسيناريوهات واهية تفتقر إلى الحد الأدنى من المهنية والمصداقية، حيث لجأت بعض المنابر المعروفة بانحرافها عن أخلاقيات المهنة إلى اختلاق مزاعم كاذبة حول إنشاء الجزائر لوحدات مرتزقة في منطقة الساحل، دون أي أساس واقعي أو دليل موثوق.

● الجيش الوطني الشعبي… امتداد للشعب وسليل الثورة

أكد المحاضر بكلية علوم الإعلام والاتصال والمحلل السياسي، العيد زغلامي، في تصريح لصحيفة الجزائر الآن الإلكترونية، أن الجيش الوطني الشعبي يُعدّ جزءًا لا يتجزأ من النسيج المجتمعي الجزائري، وامتدادًا تاريخيًا لجيش التحرير الوطني المنبثق من رحم ثورة أول نوفمبر 1954، ما يجعله ملتزمًا التزامًا صارمًا بقيمها ومبادئها السيادية.

مصدر الصورة

وأوضح زغلامي أن هذه الخصوصية التاريخية جعلت من المؤسسة العسكرية ركيزة أساسية في بناء الدولة الوطنية وحماية وحدتها، باعتبارها جيشًا جمهوريًا يخضع لإرادة الشعب ويعمل وفق المصلحة العليا للوطن.

● غضبان ثامر: عقيدة الجيش ترفض منطق المرتزقة

وفي السياق ذاته، أكد رئيس المنظمة الوطنية لمتقاعدي الجيش الوطني الشعبي، الرائد المتقاعد غضبان ثامر، أن قراءته الاستراتيجية لبيان وزارة الدفاع الوطني تُبرز بوضوح أن العقيدة الراسخة للجيش الوطني الشعبي تنأى كليًا عن إنشاء وحدات مرتزقة أو الانخراط في أي مسعى يهدف إلى ترجيح كفة طرف على حساب آخر.

وأوضح أن هذه الادعاءات الباطلة تندرج ضمن حملات تستهدف المساس بصورة الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، خاصة في ظل الظروف الإقليمية والاستراتيجية الدقيقة التي تعرفها منطقة الساحل الإفريقي.

● عقيدة نوفمبر… رؤية استراتيجية دستورية متجددة

مصدر الصورة

من جهته، شدد زغلامي على أن العقيدة العسكرية للجيش الوطني الشعبي تستند إلى رؤية استراتيجية ثابتة الجذور، تعود إلى بيان أول نوفمبر، وقد جرى تحيينها وتكريسها دستوريًا بموجب دستور 2020، بما يضمن انسجامها مع التحولات الجيوسياسية دون المساس بالثوابت الوطنية.

وأكد أن هذه الحملات لا يمكن فصلها عن النجاحات المتواصلة للدبلوماسية الجزائرية، التي رسّخت مكانة الجزائر كفاعل دولي مؤثر، وكمناصر ثابت لحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، وهو ما حرّك أجندات أطراف تتربص بالجزائر وتسعى للنيل من مواقفها السيادية.

● الجزائر وسيط موثوق في الأزمات الإقليمية

مصدر الصورة

وفي هذا الإطار، أبرز غضبان ثامر الدور المحوري للجزائر في هندسة وقيادة “اتفاق الجزائر” في مالي، إلى جانب مساعيها المتواصلة لتقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة الليبية، معتبرًا أن هذه المقاربة الدبلوماسية الرصينة عززت ثقة المجتمع الدولي في الجزائر كوسيط موثوق.

● الاستهداف الإعلامي… أحد أوجه حروب الجيلين الرابع والخامس

وفي قراءة أوسع للمشهد الإقليمي والدولي، وصف زغلامي الجزائر بأنها قوة إقليمية فاعلة ومؤثرة، وهو ما جعلها محل انزعاج لبعض الأطراف ذات التاريخ العدائي إتجاهها.

معتبرًا أن الحملات الإعلامية والسيبرانية التي تستهدف الجزائر وجيشها كمؤسسة جمهورية تدخل في إطار حروب الجيلين الرابع والخامس، القائمة على التشويه وصناعة الأخبار الزائفة وضرب الثقة في المؤسسات السيادية.

● يقظة دائمة وجاهزية شاملة للجيش الوطني الشعبي

وأكد المتحدث أن الجيش الوطني الشعبي يوجد في حالة استعداد ويقظة دائمين، ويتعامل بوعي واحترافية مع مختلف أشكال الاستهداف، سواء تعلق الأمر بالحرب السيبرانية، أو التضليل الإعلامي، أو محاولات المساس بالعقيدة الدفاعية.

وأشار إلى أن المؤسسة العسكرية سبّاقة في استشراف هذه التهديدات، من خلال تنظيم محاضرات وورشات متخصصة، وتعزيز الجاهزية السياسية والاستراتيجية والإعلامية والسيبرانية، إلى جانب الجاهزية الدفاعية.

● منطقة الساحل… عمق استراتيجي لا ساحة صراع

وحول الأوضاع في منطقة الساحل الإفريقي، شدد زغلامي على أن هذه المنطقة تُعد امتدادًا طبيعيًا للبيئة الجيوسياسية الجزائرية، وأن الجزائر جزء لا يتجزأ من فضاء الساحل والقارة الإفريقية، تربطها بدوله علاقات تاريخية قائمة على الأخوة والمصير المشترك.

وأوضح أن الجزائر كانت دائمًا طرفًا مبادرًا في تعزيز الأمن الجماعي، من خلال آليات إقليمية كـلجنة الأركان العملياتية المشتركة (CEMOC)، وهيئات التنسيق الاستخباراتي، غير أن أطرافًا معادية تسعى لإفشال هذه المقاربات عبر تعكير الأجواء وزرع الفوضى.

● لا مرتزقة ولا تدخل… دبلوماسية جزائرية ثابتة

وفي ردّ صريح على الادعاءات المتداولة، نفى زغلامي بشكل قاطع أي مزاعم تتعلق بإنشاء وحدات عسكرية مرتزقة، مؤكدًا أنها تتعارض كليًا مع مبادئ الجزائر الدبلوماسية وقيمها السيادية.

وأوضح أن الجزائر تعتمد دبلوماسية الحلول السلمية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ودعم حق الشعوب في تقرير مصيرها، مشددًا على أن كل خطاب خارج هذا الإطار يهدف إلى الإساءة للجزائر وتشويه دورها الإقليمي.

● سيادة القرار ورفض القواعد الأجنبية

وأكد المحلل السياسي أن الجزائر ترفض بشكل قاطع إقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها أو إجراء مناورات تمسّ بسيادتها، انسجامًا مع مبادئ أول نوفمبر، مشيرًا إلى أن تعزيز ترسانتها العسكرية يندرج حصريًا في إطار الدفاع عن الوحدة الترابية وحماية الحدود الشاسعة.

● الجزائر قوة إقليمية… والاستهداف ثمن التأثير

وختم زغلامي تصريحه بالتأكيد على أن الاستهداف المتكرر للجيش الوطني الشعبي يعكس انزعاج بعض الدوائر من النجاحات المتتالية للدبلوماسية الجزائرية، سواء في إفريقيا أو داخل مجلس الأمن الدولي، ومن مواقفها الثابتة تجاه القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضيتان الصحراوية والفلسطينية.

وأكد أن هذه الحملات لن تزيد الجزائر إلا تمسكًا بثوابتها الديبلوماسية ، وإصرارًا على حماية مؤسساتها السيادية، وفي مقدمتها الجيش الوطني الشعبي، باعتباره صمام أمان الدولة ودرعها الاستراتيجي.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا