في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، السبت، أن الجزائر تعمل بإرادة وعزم لأن تكون وجهة رائدة للابتكار والتكامل الاقتصادي في القارة الإفريقية، مؤكدا أن البلد عمل على بناء منظومة قانونية وتنظيمية متكاملة لدعم المؤسسات الناشئة.
وقال الرئيس تبون، في كلمة له بالطبعة الرابعة للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة، ألقاها نيابة عنه الوزير الأول سيفي غريب ، إن هذا الموعد القاري الذي تحتضن فيه الجزائر رواد الأعمال من مختلف أنحاء القارة في أكبر فضاء يجمع الشباب المبتكر يشكل فرصة متجددة لتبادل الخبرات والنهوض بقطاع ريادة الأعمال في إفريقيا الطموحة، إفريقيا المستقبل.
وأردف الرئيس تبون بالقول “لقد اخترتم لهذه الطبعة شعار “الاعتزاز برواد الأعمال في إفريقيا”، وهو ليس مجرد عنوان، بل رسالة واضحة تعبر عن قدرات شبابنا الذي يحول التحديات إلى فرص، والأفكار إلى مشاريع، والطموحات إلى واقع اقتصادي قائم على المعرفة والابتكار.
وأكد الرئيس أن هذا المؤتمر لرواد الأعمال والمؤسسات الناشئة يجسد روح إفريقيا الطموحة، ويهدف إلى إلهام جيل جديد من المقاولين القادرين على المنافسة عالميا، وتعزيز السيادة التكنولوجية والاقتصادية لقارتنا.
وأضاف أن الجزائر وهي تحتضن هذا الحدث الذي يترجم التزامها بتعزيز التعاون القاري على أسس الاستدامة والفعالية، مقتنعة أن إفريقيا تزخر بثروات بشرية قادرة على قيادة التحول الاقتصادي والتمكين للمبادرات الريادية.
وأشار الرئيس تبون، إلى أن المشاركة القياسية في هذه الطبعة، تعكس أهمية مؤتمركم هذا على المستويين القاري والدولي، إذ يشهد توافد أكثرٓ من 25 ألف مشارك، وما يفوق 40 وفدا وزاريا. إلى جانب 200 عارض و150 بين مستثمر وخبير دولي في الابتكاروريادة الأعمال، هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي دليل على أن هذا الحدث أصبح حاضنة للمؤسسات الناشئة، وأن رؤيتنا لبناء إفريقيا مبتكرة تلقى صدى واسعا لدى شركائنا في القارة وخارجها.
ورحب الرئيس، بجمهورية رواندا الشقيقة، ضيف الشرف والتي أصبحت نموذجا قاريا في التحول الرقمي والابتكار، بفضل رؤيتها الإستراتيجية وإرادتها السياسية.
وأضاف رئيس الجمهورية، أن انعقاد هذا المؤتمر بعد ثلاثة أشهر فقط من تنظيم الجزائر لمعرض التجارة البينية الإفريقية (IATF 2025)، يؤكد التزامنا العميق بخدمة إفريقيا، ويعكس إرادتنا في أن تكون الجزائر وجهة رائدة للابتكار، وللتكامل الاقتصادي في قارتنا.
وفي هذا المنظور عملت الجزائر خلال السنوات الأخيرة على بناء منظومة قانونية وتنظيمية متكاملة لدعم المؤسسات الناشئة. سمحت بتجاوز 13 ألف مؤسسة ناشئة مع نهاية السنة الحالية، وذلك من خلال إطار قانوني مرن ورقمي، ونظام ضريبي تحفيزي يخفف الأعباء ويعزز النمو، وإطار مفتوح للابتكار، يربط المؤسسات الناشئة بالجامعات ومراكز البحث والمؤسسات الاقتصادية، واستثمارات كبيرة في البنى التحتية التكنولوجية والبحثية.
واغتنم الرئيس هذه السانحة للتذكير بالتزامه الشخصي للوصول إلى 20 ألف مؤسسة ناشئة مع نهاية 2029، مشيرا إلى أن طموحنا يتجاوز حدودنا الوطنية. فقرار إنشاء صندوق قاري لتمويل المؤسسات الناشئة الإفريقية يمثل خطوة إستراتيجية نحو التمكين لشباب إفريقيا، ودعوة صريحة لكل الدول الشقيقة لاعتماد أفضل السياسات التي تعزز الابتكار وتوفر بيئة تنظيمية منسجمة تدعم التنافسية.
وأكد رئيس الجمهورية أهمية تمكين مؤسساتنا الناشئة من التوسع القاري، وبناء سوق إفريقية موحدة للتكنولوجيا، بما يتيح جذب استثمارات أكبر، ويبرز روادا أفارقة قادرين على المنافسة إقليميا ودوليا.
وأشار إلى أن الدورات السابقة أثبتت أهمية هذا المؤتمر، سواء من خلال تبني الاتحاد الإفريقي لمخرجات “إعلان الجزائر “، أو من خلال البرامج المشتركة لدعم المواهب الريادية والحد من هجرة الكفاءات. وكانت الدورة الماضية محطة بارزة لاعتماد ورقة طريق لتنفيذ الإستراتيجية الإفريقية للذكاء الاصطناعي، التي أرست أسس التحول الرقمي، وتطوير التكنولوجيات المتقدمة في القارة.
وواصل الرئيس بالقول، أن هذا المؤتمر يأتي اليوم لتعزيز ما تحقق وتوسيع آفاق العمل المشترك. ودعا الرئيس في هذه المناسبة، إلى نقاش معمق حول أفضل الطرق لبناء منظومة قارية قادرة على دعم وتوسع ريادة الأعمال عبر القارة. وشكر الجميع على مشاركتهم، مقدرا جهود كل من ساهم في تنظيم هذا الحدث القاري الهام.
كما شكر الدول الشقيقة والصديقة على حضورها ودعمها، مؤكدا أنه على يقين بأن أعمال هذه الطبعة ستتوج بنتائج ملموسة تدعم شبابنا وتدفع بمسيرة التنمية في قارتنا إلى آفاق أرحب.
المصدر:
الإخبارية