الجزائرالٱن _ تستعد العاصمة الأمريكية واشنطن لاستضافة أحد أهم الأحداث الرياضية العالمية يوم الجمعة 5 ديسمبر 2025، حين تشهد قاعة جون كينيدي للفنون المرموقة مراسم قرعة كأس العالم 2026، النسخة الأكثر استثنائية في تاريخ كرة القدم العالمية.

حدث تاريخي بنكهة جديدة

للمرة الأولى في تاريخ البطولة، يتسع المونديال ليستضيف 48 منتخباً بدلاً من 32، في خطوة تمثل ثورة حقيقية في تنظيم البطولة العالمية الأهم. هذا التوسع الكبير يعني فرصاً أكبر للمنتخبات من مختلف القارات، خاصة الإفريقية والآسيوية، لإثبات وجودها على الساحة الدولية.

ستوزع المنتخبات الـ48 على 12 مجموعة، تضم كل منها أربعة منتخبات، في نظام جديد يختلف تماماً عن النسخ السابقة.

مصدر الصورة

يتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني من كل مجموعة مباشرة إلى دور الـ32، بالإضافة لأفضل ثمانية منتخبات تحتل المركز الثالث، مما يجعل المنافسة أكثر إثارة وحدة.

تنطلق مراسم القرعة الساعة السادسة مساءً بتوقيت الجزائر، ومن المنتظر حضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحفل، إلى جانب نجوم من مختلف المجالات، في حدث يعكس الأهمية الاستثنائية لهذه النسخة التاريخية.

آلية القرعة والتحديات

تُقسم المنتخبات المتأهلة إلى أربعة أوعية بحسب تصنيف الفيفا لشهر نوفمبر 2025. الوعاء الأول يضم الدول المستضيفة الثلاث – الولايات المتحدة، المكسيك، وكندا – إلى جانب أقوى تسعة منتخبات في التصنيف العالمي، على رأسها إسبانيا البطلة الأوروبية والأرجنتين حاملة اللقب.

وضعت الفيفا قيوداً خاصة لضمان توازن المنافسة، حيث ستُوزع إسبانيا والأرجنتين على مسارين مختلفين لتجنب التقائهما قبل المباراة النهائية، وينطبق الأمر ذاته على فرنسا وإنجلترا.

مصدر الصورة

كما تمنع القواعد وجود أكثر من منتخب واحد من القارة نفسها في المجموعة الواحدة، باستثناء أوروبا التي يمكن أن تضم مجموعة واحدة منتخبين أوروبيين كحد أقصى.

الجزائر في قلب التحدي

جاء المنتخب الجزائري في التصنيف الثالث، مما يضعه في موقف دقيق قد يُقابل فيه عمالقة من التصنيفين الأول والثاني.

يشارك “الخضر” في هذا التصنيف منتخبات: مصر، تونس، السعودية، قطر، أسكتلندا، النرويج، الباراغواي، كوت ديفوار، جنوب إفريقيا، بنما، وأوزبكستان.

مصدر الصورة

هذا التصنيف يعني أن الجزائر قد تواجه سيناريوهات صعبة للغاية. يمكن أن تجد نفسها في مجموعة تضم عملاقاً من الوعاء الأول مثل البرازيل أو فرنسا أو إنجلترا، بالإضافة لمنتخب قوي من الوعاء الثاني ككولومبيا أو اليابان، مع إمكانية وجود منتخب أوروبي ثانٍ في نفس المجموعة.

قرعة افتراضية تنبئ بـ”مجموعة الموت”

أجرت مجلة “أونز مونديال” الفرنسية محاكاة للقرعة، وضعت فيها الجزائر في مواجهة الأرجنتين بطلة العالم، كرواتيا وصيفة بطل 2018 وصاحبة المركز الثالث 2022، بالإضافة للسعودية.

رغم أن هذا السيناريو يبقى مجرد احتمال من بين احتمالات عديدة، إلا أنه يعكس التحديات الكبيرة التي قد تواجه “محاربي الصحراء”.

مسيرة التأهل الواعدة

لم يأتِ يتأهل المنتخب الجزائري إلى المونديال بسهولة رغم فارق السبع نقاط عن أقرب منافسيه، بل عبر مسيرة قوية في التصفيات الإفريقية.

تصدر “الخضر” مجموعتهم التي ضمت موزمبيق، بوتسوانا، غينيا، أوغندا، والصومال. بعد إنهاء التصفيات بـ25 نقطة من عشر مقابلات، أكد المنتخب جديته في العودة للساحة العالمية بعد غياب دام 12 عاماً منذ مونديال البرازيل 2014.

بيتكوفيتش: المهندس الطموح

يقود المنتخب الجزائري المدرب البوسني فلاديمير بيتكوفيتش، الذي تولى المهمة بطموحات كبيرة لإعادة “الخضر” إلى الواجهة الدولية.

مصدر الصورة

المدرب الستيني، الذي سبق له قيادة سويسرا في مونديال 2018 وحقق نتائج مشرفة، يعمل على بناء تشكيلة متوازنة قادرة على منافسة الكبار.

يعتمد بيتكوفيتش على نواة من اللاعبين المخضرمين على رأسهم النجم رياض محرز، إلى جانب جيل واعد من الشباب.

يضع المدرب البوسني ثقته في ثلاثي خط الوسط المكون من إسماعيل بن ناصر لاعب ميلان الإيطالي، هشام بوداوي، وحسام عوار، الذين يراهم “ثلاثي الأحلام” بفضل تنوعهم وتكاملهم.

برنامج إعداد استثنائي

كشفت مصادر مطلعة أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم يحضر برنامجاً طموحاً للإعداد للمونديال، يتضمن مواجهة أربعة منتخبات عملاقة من أوروبا وأمريكا اللاتينية خلال نافذتي التوقف الدولي في مارس وجوان 2026.

هذه الوديات المعيارية تهدف لوضع “الخضر” في أفضل الظروف ومواجهة مدارس كروية مختلفة استعداداً للحدث الكبير.

حرص بيتكوفيتش على التنويع في خصومه الوديين، حيث واجه المنتخب الجزائري سابقاً منتخب السويد الأوروبية، ثم منتخب السعودية الآسيوي، قبل مواجهة عمالقة أمريكا اللاتينية العام المقبل. هذا التنوع يعكس رؤية استراتيجية واضحة لإعداد الفريق لمختلف الأساليب التكتيكية.

الوفد الجزائري في واشنطن

سيقود وزير الرياضة ورئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم وليد صادي، وفداً رسمياً واسعاً يضم سبعة أعضاء إلى العاصمة الأمريكية.

يرافقه الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، والمكلف بالمنتخب الوطني إبراهيم بن ياسين، والأمين العام للفاف نذير بوزناد، وسكرتير المنتخب كمال غرين، في دلالة على أهمية الحدث بالنسبة للجزائر.

مشاركة عربية تاريخية

يشهد مونديال 2026 مشاركة قياسية للمنتخبات العربية، حيث تأهلت سبعة منتخبات حتى الآن: الأردن (أول مشاركة تاريخية)، المغرب (المشاركة السابعة)، مصر (المشاركة الرابعة)، تونس (المشاركة السابعة)، الجزائر (المشاركة الخامسة)، السعودية (المشاركة السابعة)، وقطر (المشاركة الثانية)

تطلعات وآمال

تحمل هذه القرعة آمالاً كبيرة للجزائر في استعادة مكانتها على الساحة العالمية. آخر مشاركة مونديالية للخضر كانت في البرازيل 2014، حين خرجوا من دور الـ16 أمام ألمانيا بعد مباراة مثيرة في الوقت الإضافي.

منذ ذلك الحين، غاب المنتخب الجزائري عن نسختي 2018 و2022، مما جعل الجماهير متعطشة لرؤية العلم الجزائري يرفرف من جديد في المحفل العالمي.

التوسع في عدد المنتخبات المشاركة يمنح الجزائر فرصة ذهبية، لكنه لا يلغي التحديات الكبيرة. المنافسة ستكون شرسة، والقرعة قد تضع “الخضر” أمام اختبارات صعبة منذ دور المجموعات.

ما بعد القرعة

فور انتهاء القرعة، سيُعلن عن الجدول التفصيلي لمباريات مرحلة المجموعات يوم السبت 6 ديسمبر، متضمناً مواعيد المباريات والملاعب المستضيفة.

ستنطلق البطولة في 11 جوان 2026 بالمباراة الافتتاحية على ملعب أزتيكا التاريخي في مكسيكو سيتي، لتستمر حتى 19 جويلية في نهائي سيُحدد موقعه لاحقاً.

حصلت قنوات بي إن سبورت على حقوق النقل الحصري للقرعة في الشرق الأوسط وشمال غفريقيا، وسيبث الحفل عبر قناة beIN Sports NEWS HD المجانية، مما يتيح لملايين المشجعين العرب متابعة هذا الحدث التاريخي.

الأكيد أنّ قرعة يوم الجمعة ليست مجرد سحب كرات، بل هي بداية رحلة الأحلام نحو أكبر نسخة في تاريخ كأس العالم. بالنسبة للجزائر، هي فرصة لإثبات أن الغياب الطويل لم يُضعف العزيمة، وأن “محاربي الصحراء” عادوا بقوة للمنافسة على أعلى المستويات.

سيترقب الملايين من الجزائريين وحول العالم العربي لحظة سحب اسم منتخبهم، آملين في قرعة متوازنة تمنحهم فرصة حقيقية للتأهل من دور المجموعات، ولمَ لا تحقيق إنجاز تاريخي يُضاف لسجلات كرة القدم الجزائرية.

المونديال على الأبواب، والقرعة هي الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي