آخر الأخبار

"إعلان الجزائر” تحت مجهر الخبراء: محطة مفصلية لإعادة كتابة الذاكرة الإفريقية

شارك
بواسطة محمد بلقور
مصدر الصورة
الكاتب: محمد بلقور

. “إعلان الجزائر” تحت مجهر الخبراء: محطة مفصلية لإعادة كتابة الذاكرة الإفريقية

الجزائرالٱن _ يرى العديد من المتابعين للشأن الدبلوماسي بأن إعلان الجزائر الذي توج مخرجات المؤتمر الدولي حول جرائم الاستعمار والعدالة للإفريقيين والمنحدرين من أصل إفريقي، قد أبرز الدور الحيوي والمحوري الرائد للجزائر كفاعل دولي وإقليمي مؤثر تقود القارة الإفريقية نحو استرداد حقوقها الضائعة من مستعمر الأمس والتعويض لضحاياه اليوم.

كما يؤكد المؤرخون، بأن المساعي الدبلوماسية الثابتة للجزائر في دعم الشعوب التي ما تزال تُناضل من أجل تقرير مصيرها، قد تُوِّجت باعتماد “إعلان الجزائر”، في خطوة تحمل رسائل سياسية ودلالات واضحة على عودة الجزائر، بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، إلى موقعها الطبيعي كقاطرّة لإفريقيا الجديدة.

مصدر الصورة

الجزائر تعيد صياغة السردية الإفريقية: برؤية استراتيجية في مؤتمر العدالة التاريخية

أكدت وزيرة الدولة المكلفة بالشؤون الإفريقية، سلمى بختة منصوري، خلال اختتام المؤتمر الدولي حول جرائم الاستعمار والعدالة للإفريقيين، أن اجتماع الوفود والخبراء في الجزائر لم يكن مجرد فعالية أكاديمية أو بروتوكولية، بل خطوة استراتيجية.

وذلك لإعادة إفريقيا إلى مركز سرديتها التاريخية وتمكينها من استعادة موقعها الطبيعي في التاريخ والنظام الدولي.

ومشيدة وأمام الوفود الإفريقية رفيعة المستوى، بالاختيار الاستراتيجي لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في رعاية المؤتمر وإطلاق مساره، معتبرة أن هذا القرار يؤسس لمرحلة تتعامل فيها الجزائر مع العدالة التاريخية باعتبارها ورقة قوة ومسارًا لبناء إفريقيا الجديدة.

قراءة زغيدي: مؤتمر الجزائر الدولي محطة مفصلية لإعادة كتابة التاريخ الإفريقي بوعي جديد

كشف المؤرخ الجزائري والمكلّف بملف الذاكرة الوطنية لدى رئاسة الجمهورية، الدكتور محمد لحسن زغيدي، في قراءته التاريخية لمخرجات مؤتمر الجزائر لصحيفة “الجزائر الآن” الإلكترونية، أن انعقاد أشغال المؤتمر الدولي في أرض الجزائر قد حمل في طيّاته رسائل عميقة من حيث المكان والزمان والمحتوى و دلالات قوية.

مصدر الصورة

فمن حيث المكان فالجزائر ليست بلدًا عابرًا في مسار التحرر الإفريقي، بل جزائر الحضارة، وقلعة الثورة، وملاذ القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وكفاح الشعب الصحراوي.

أما من حيث المرحلة التاريخية، فقد جاء المؤتمر في شهر نوفمبر، الشهر الذي يرمز لتحرّر الشعب الجزائري من الاستعمار الفرنسي، وهو ما يمنح الحدث بعدًا رمزيًا إضافيًا.

كما يجعل منه امتدادًا طبيعيًا لمسار نضالي طويل في مواجهة الظلم الاستعماري لشعوب القارة الإفريقية.

أو على مستوى الحضور الرفيع الذي جمع قانونيين ومؤرخين وسياسيين ودبلوماسيين ووزراء أفارقة ورؤساء برلمان عموم إفريقيا والاتحاد الإفريقي، إلى جانب ضيوف شرف من دول الكاريبي التي تتقاسم مع إفريقيا ذات الذاكرة الجريحة بفعل الاستعمار ووحشيته.

الرئيس تبون يقود إفريقيا نحو العدالة التاريخية وترسيخ السيادة والقوة القانونية للقارة

أكدت سلمى بختة منصوري أن المؤتمر يشكّل منصة سياسية وفكرية تعزّز حضور إفريقيا في دوائر القرار الدولي، وتبرز دور الجزائر في قيادة مسار تجريم الاستعمار وصون ذاكرة الشعوب.

مصدر الصورة

وشددت على أن الذاكرة التاريخية قضية سيادية تحدد من خلالها القارة إطارها الأخلاقي والقانوني في مواجهة محاولات طمس الحقائق وضمان حق الأفارقة في العدالة والإنصاف

أبرز الدكتور زغيدي بأن هذا الحضور المتنوع قد منح المؤتمر بُعدًا عالميًا ورسّخ تضامنًا واسعًا يعزز صداه في المنتديات والمنابر الدولية،مثمنا ومشيدا بالمجهودات الاستراتيجية للرئيس عبد المجيد تبون، الذي — بحسبه — قاد القارة نحو رؤية جديدة للعدالة التاريخية.

مستندًا إلى دبلوماسية حكيمة ورشيدة عززت قيم التضامن الإنساني وبنت مسارًا إفريقيًا أكثر قدرة على مواجهة الإرث الاستعماري وآثاره العميقة.

زغيدي: إعلان الجزائر قلب الثورة الإفريقية وملاذ العدالة التاريخية: مؤتمر نوفمبر رمز السيادة والدفاع عن حقوق الشعوب

أكد المؤرخ الدكتور محمد لحسن زغيدي أن “إعلان الجزائر” يشكّل محطة مفصلية في إعادة تدوين التاريخ الإفريقي بأيدي أفريقية واعية، ومرجعية تأسيسية لمسار جديد يهدف إلى تجريم الاستعمار والممارسات الإمبريالية عبر تحركات قانونية منسقة على الصعيد الدولي، استنادًا إلى مبدأ عدم سقوط الجرائم ضد الإنسانية بالتقادم.

وأشار زغيدي إلى أن الإعلان يمثل انتقالًا نوعيًا نحو تثبيت الذاكرة الجماعية كأداة استراتيجية لتنمية إفريقيا وتعزيز حضورها في النظام الدولي، مؤكدًا أن الجزائر تقود القارة نحو قوة قانونية وسياسية للدفاع عن سيادتها وحقوق شعوبها.

وأضاف أن المؤتمر كشف عن مرحلة جديدة من التماسك الإفريقي، تتماشى مع التوجه السياسي والدبلوماسي للجزائر، فيما أعطت مشاركة دول الكاريبي بُعدًا عالميًا أضاف وزنًا وتأثيرًا أكبر لمخرجاته.

جبري محمد: إعلان الجزائر: خطوة استراتيجية لترسيخ الذاكرة الإفريقية وتعزيز السيادة القارية”

كشف البروفيسورالمحاضر بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة البليدة 2، جبري محمد، في تصريح لصحيفة الجزائر الآن الإلكترونية، أن الجزائر نجحت في قيادة القارة الإفريقية نحو استرداد حقوقها التاريخية الضائعة، من خلال دبلوماسية متوازنة تقوم على المعاملة بالمثل والندية في التعامل الدولي، مما يعكس دورها الفاعل في صناعة القرار الدولي.

ومبرزا إلى أن فعاليات المؤتمر الدولي حول جرائم الاستعمار في إفريقيا، والتي استمرت يومين وتضمّنت ورشات قانونية متخصصة في القانون الدولي والاتفاقيات الدولية، توجت بإصدار إعلان الجزائر، الذي يمثل مرجعية استراتيجية وقانونية للقارة لتعزيز العدالة التاريخية وإحقاق الحق للضحايا، وتمكين إفريقيا من صياغة سياساتها التاريخية والسياسية بيد أبنائها.

مؤكدا على أن المؤتمر كرّس التضامن الإفريقي وأطلق مرحلة جديدة نحو تجريم الاستعمار وبناء تاريخ القارة بوعي وقيادة إفريقية مستقلة.

من جانبها، أكدت ، سلمى بختة منصوري، أن مخرجات المؤتمر برهنت على رفض إفريقيا أن يُكتب تاريخها خارج مؤسساتها، مشيرة إلى التضامن المتنامي مع دول الكاريبي في مواجهة الإرث الاستعماري، بما يعزز تحالفًا عالميًا قادرًا على إعادة تشكيل الخطاب داخل الأمم المتحدة والمحاكم الدولية والمؤسسات المالية العالمية.

وثمن الدكتور جبري محمد البعد الاستراتيجي لإعلان الجزائر، مشيرًا إلى أنه قد وفّر للقارة أدوات عملية لتعزيز سيادتها، منها إنشاء أرشيف رقمي إفريقي، ومراجعة المناهج، وإقامة فضاءات للذاكرة، وتشكيل لجان الحقيقة والتعويضات، بما يحوّل الذاكرة الجماعية إلى قوة قانونية وسياسية فاعلة.

وأكد الخبراء أن إعلان الجزائر يمهّد لمرجع قاري يُعرض على قمة الاتحاد الإفريقي، ويضع أسسًا موحدة للعدالة التاريخية والتعويضات، ويعزز مكانة إفريقيا في النظام الدولي.

وأوضحوا أن الديناميكية الفكرية للمؤتمر يجب أن تتحول إلى مؤسسات دائمة تصوغ سردية إفريقية مستقلة وتواجه الإرث الاستعماري، لافتين إلى أن القارة تستعد لمرحلة جديدة من الوعي والسيادة، مستندة إلى إعلان الجزائر كإطار شامل لدعم الشعوب المستعمَرة وتكريس القوة القانونية والسياسية بقيادة الجزائر.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا