الجزائر تحتل المرتبة الثالثة عربيًا والرابعة عشرة إفريقيًا في إنتاج الفحم النباتي

الجزائر تحتل المرتبة الثالثة عربيًا والرابعة عشرة إفريقيًا في إنتاج الفحم النباتي

الجزائرالٱن _ تُظهر بيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أن الجزائر أنتجت 775,918 طنًا من الفحم النباتي خلال سنة واحدة، ما يضعها في المرتبة 19 عالميًا و14 إفريقيًا والثالثة عربيًا.

الرقم يعكس حجم الطلب المحلي المستمر على الفحم النباتي، خصوصًا في المناطق التي لم تتوفر فيها شبكات الغاز والكهرباء الحديثة بعد.

الخريطة العربية لإنتاج الفحم النباتي

عربيًا، تأتي الجزائر في المرتبة الثالثة في قائمة الدول المنتجة للفحم النباتي بعد مصر (1,489,051 طن) والصومال (1,465,421 طن)، متقدمة بفارق كبير على السودان (588,000 طن).

وهذا يعكس ثقل السوق الجزائرية داخل الحيز المغاربي والدور الكبير للفحم النباتي في تلبية الاحتياجات المحلية، خاصة في المناطق الريفية والأقاليم الجبلية.

الترتيب الإفريقي وأهمية الإنتاج

إفريقيًا، تحتل الجزائر المرتبة 14 بين الدول المنتجة للفحم النباتي، ضمن مجموعة الدول متوسطة الإنتاج.

هذا الموقع يضعها بعد دول مثل إثيوبيا ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغانا وتنزانيا ومدغشقر ومصر والصومال.

رغم محدودية الغطاء الغابي مقارنة بالدول الإفريقية الاستوائية، يوضح الإنتاج القائم أن هناك طلبًا مستمرًا على الفحم النباتي في شمال وداخل البلاد، وأنه يشكل جزءًا من منظومة الطاقة التقليدية.

الإنتاج المحلي وأهميته الاقتصادية

يعتمد إنتاج الفحم النباتي في الجزائر على أنشطة محلية تشمل ورشًا صغيرة وأفرانًا تقليدية، إضافة إلى ممارسات زراعية مثل تقليم الأشجار وتنظيف البساتين.

هذا النشاط ليس فقط مصدرًا للطاقة، بل يخلق فرص عمل ويولد دخلًا اقتصاديًا موازٍ في العديد من المناطق الريفية والجبلية، ويشكل جزءًا من الاقتصاد غير الرسمي.

الجزائر بين التطور الحديث والحاجة التقليدية

البيانات توضح أن الجزائر ليست من الدول التي تعتمد بشكل كامل على الفحم النباتي، لكنها أيضًا لم تتخلَ عنه نهائيًا.

إنتاجها المستمر يشير إلى استمرار الطلب في المناطق التي لم تصلها شبكات الغاز الطبيعي بعد، ويجعلها حالة وسطى بين الدول النامية الأكثر اعتمادًا على الفحم والدول التي وفرت طاقات حديثة ومتنوعة.

بذلك، يُعد ترتيبها الثالث عربيًا، والرابع عشر إفريقيًا، والتاسع عشر عالميًا مؤشراً مركبًا يعكس واقعها الطاقوي والاجتماعي، لا مجرد رقم إحصائي.

البنية الجغرافية وعوامل الاستمرارية

تركز إنتاج الفحم النباتي في الجزائر على مناطق الشمال الغابية، ضمن سلاسل جبلية تمتد من الشمال الغربي حتى الشرق.

الأفران التقليدية تنتشر في هذه المناطق سواء ضمن نشاط منظّم أو نشاط غير رسمي، ويعتمد جزء كبير من الإنتاج على عمليات تقليم موسمية للأشجار، ما يضمن استمرار المورد دون قطع غابات واسع، لكنه يظل نشاطًا يحتاج مراقبة وتنظيمًا للحفاظ على البيئة.