أكدت وزيرة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية، أمال عبد اللطيف، على عمق العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وبيلاروسيا، مشيرة إلى أن المنتدى الاقتصادي الجزائري البيلاروسي يشكل منصة محورية لإطلاق شراكات استراتيجية تعكس متانة الروابط السياسية والتاريخية بين البلدين.
واعتبرت عبد اللطيف خلال كلمتها في افتتاح المنتدى الاقتصادي الجزائري البيلاروسي، أن اللقاء يأتي في إطار حرص البلدين على ترسيخ رؤية استراتيجية لتعميق الشراكة الاقتصادية، بما ينسجم مع الديناميكية السياسية المتنامية التي تعرفها العلاقات الثنائية.
وأشارت عبد اللطيف إلى أن العلاقات بين الجزائر و بيلاروسيا شهدت ديناميكية متسارعة خلال السنوات الأخيرة، من خلال تبادل الزيارات رفيعة المستوى وتفعيل آليات التشاور السياسي، لافتة إلى انعقاد الدورة الأولى للجنة المختلطة الجزائرية البيلاروسية في مينسك في أبريل 2025، إضافة إلى إنشاء مجموعات الصداقة البرلمانية وتوسيع قنوات العمل القطاعي.
وكشفت الوزيرة عن التوقيع على ثلاث اتفاقيات تعاون، إضافة إلى عشرة مشاريع اتفاقيات جاهزة وتسعة مشاريع أخرى قيد التفاوض سيتم استكمالها خلال الدورة الثانية للجنة المشتركة المرتقبة سنة 2026، مؤكدة أن هذه الديناميكية تعكس إرادة مشتركة لتأطير التعاون وفق رؤية مؤسساتية واضحة وطموحة.
وأبرزت الإصلاحات الاقتصادية العميقة التي باشرتها الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، من خلال إطلاق قانون الاستثمار الجديد وتحسين مناخ الأعمال عبر تبسيط الإجراءات وتعزيز شفافية المعاملات وضمان استقرار الإطار التشريعي والقانوني، موضحة أن هذه الجهود أثمرت عن ارتفاع عدد المشاريع الاستثمارية المنجزة عبر مختلف القطاعات خلال الفترة الممتدة من نوفمبر 2022 إلى جوان 2025.
وأشارت الوزيرة إلى أن الجزائر تعد اليوم من أكثر الوجهات جذبا للاستثمار في المنطقة، بفضل توفرها على يد عاملة مؤهلة وشابة ذات كفاءة عالية، إضافة إلى وفرة المؤهلات الطبيعية والموارد الأولية وكلفة إنتاج أقل مقارنة بالعديد من الأسواق الإقليمية، ما يمنح المستثمرين ميزة تنافسية حقيقية سواء في السوق الوطنية أو في أسواق التصدير نحو إفريقيا وأوروبا.
وشددت على أن الجزائر تواصل تنفيذ سياسة خارجية نشطة تقوم على تنويع الشراكات الاقتصادية وتثمين الإمكانات المتاحة في إطار تعاون متوازن ومربح للطرفين، بما يفتح آفاقا واعدة للتعاون الجزائري البيلاروسي في قطاعات عدة.
ولفتت عبد اللطيف إلى أن الجزائر تشكل اليوم قطبا محوريا في الربط الاقتصادي الإقليمي، بما يجعلها بوابة طبيعية نحو أكثر من مليار ونصف مستهلك داخل القارة الإفريقية، مستعرضة المشاريع البنيوية الكبرى التي تحوزها الجزائر والتي جعلت منها منصة لوجستية واعدة.
وأشارت الوزيرة إلى أن المنتدى يمثل فرصة لإعادة تقييم مستوى المبادلات التجارية التي بلغت 34.54 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى لسنة 2025، مؤكدة أن هذه الأرقام لا تعكس عمق العلاقات السياسية والتاريخية الممتازة بين الجزائر وبيلاروسيا ولا الإمكانيات الاقتصادية الكبيرة والمتاحة لكلا البلدين.
وأكدت أن المنتدى يمثل فرصة لبحث مسارات عملية لتطوير الشراكة واستكشاف الفرص الاستثمارية وتبادل الخبرات في إطار التعاون الثنائي، وتعزيز المشاريع المشتركة في القطاعات الحيوية، بما يسهم في دعم التنمية الاقتصادية ورفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين.
وأوضحت أن المنتدى سيشهد جلسات ثنائية مباشرة بين المتعاملين الاقتصاديين من الجزائر وبيلاروسيا، مشيرة إلى أن الحكومة الجزائرية تؤكد استعدادها الكامل لمرافقة كل المبادرات الاستثمارية من خلال التحفيزات الجمركية والجبائية وتبسيط الإجراءات وتوفير العقار الصناعي، بما يضمن نجاح وتسريع تنفيذ المشاريع المشتركة.
من جهته، أكد وزير مكافحة الاحتكار وتنظيم التجارة البيلاروسي، أرتر كاربوفييش، أن المنتدى يعقد في إطار حدث تاريخي هو الزيارة الرسمية الأولى لرئيس جمهورية بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو إلى الجمهورية الجزائرية، معتبرا أن هذه الزيارة تفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات وتوفر آفاقا واسعة للتعاون المثمر بين البلدين.
وأشار الوزير إلى أن المنتدى يعقد في العام الذي يحتفل فيه بالذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بيلاروسيا والجزائر، معتبرا أن الهدف الرئيس لهذا الحدث هو الإسهام في إنشاء منصة قوية لتطوير التفاعل الثنائي وتعزيز العلاقات التجارية، وأكد أن التعاون النشط بين رجال الأعمال هو السبيل لزيادة حجم التجارة الثنائية، داعيا إلى استخدام الأدوات التي توفرها اللجنة المشتركة البيلاروسية الجزائرية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني، مشيرا إلى تطلعه لعقد الاجتماع الثاني في العام 2026 بالجزائر.
ودعا الوزير البيلاروسي إلى تعزيز التعاون بين غرف التجارة والصناعة في البلدين وتنفيذ الأنشطة العملية لخارطة الطريق لتطوير التعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني بين بيلاروسيا والجزائر للفترة 2026-2027، كما دعا رجال الأعمال الجزائريين إلى المشاركة بنشاط في المعارض المقامة في بيلاروسيا.
المصدر:
الإخبارية