الجزائر ضمن كبار منتجي اللوز عالميًا
الجزائرالٱن _ تكشف بيانات دولية حديثة أن الجزائر أصبحت من الدول البارزة في إنتاج اللوز، بعدما سجلت حجمًا يناهز 62.988 طنًا، ما وضعها في المرتبة الحادية عشرة عالميًا.
ويأتي هذا التصنيف في سوق تقوده قوى إنتاجية محدودة تتصدرها الولايات المتحدة، ثم أستراليا وإسبانيا وتركيا، قبل أن تلتحق الصين وإيران وإيطاليا وتونس وأفغانستان، لتتموضع الجزائر مباشرة بعدها.
هذه الأرقام تعكس أن اللوز لم يعد محصولًا ثانويًا داخل البنية الفلاحية، بل عنصرًا يمكن أن تستند إليه السياسات الزراعية والغذائية مستقبلًا.
قوة مغاربية في صدارة الإنتاج العربي
في السياق العربي، يظهر تكتل واضح لدول المغرب العربي في صدارة المنتجين. فالمغرب يهيمن على القائمة بإنتاج يفوق 175 ألف طن، تليه تونس بحوالي 70 ألف طن، ثم الجزائر التي تأتي في المركز الثالث عربيًا بـ 62.988 طنًا.
أما بقية الدول العربية فتسجّل أحجامًا تقل كثيرًا عن الثلاثي المغاربي، بما يؤكد أن المنطقة تمثل النواة الأساسية لإنتاج اللوز عربيًا.
الجزائر ثالثة إفريقيًا
تتكرر الصورة نفسها على المستوى الإفريقي، حيث تتصدر المغرب القارة، تليها تونس، ثم الجزائر التي تحتل المرتبة الثالثة بإنتاج يرسّخ موقع شمال إفريقيا كمركز ثقل إفريقي في هذا المحصول، مقابل مساهمات محدودة جدًا لبقية دول القارة جنوب الصحراء.
فوارق إنتاج بين الجزائر وجيرانها
تكشف المقارنات الثنائية مع دول الجوار أن الفارق بين الجزائر وتونس يبقى محدودًا في حدود بضعة آلاف الأطنان، ما يجعل إمكانية تضييق الهوة مسألة واقعية متى تحسنت مردودية المساحات الحالية.
في المقابل، يظهر الفارق مع المغرب كبيرًا، إذ ينتج ما يفوق ثلاثة أضعاف الحجم الجزائري، وهو ما يعكس تراكمات أقدم في زراعة اللوز وتنظيم السوق المرتبط به.
من الإنتاج إلى القيمة الاقتصادية
لا تقف أهمية هذه الأرقام عند حدود التصنيف، بل تمتد إلى سؤال القيمة الاقتصادية الحقيقية.
فحجم الإنتاج الحالي يفتح الطريق لتطوير صناعات تحويلية تعتمد على اللوز، سواء في المنتجات الغذائية أو الحلويات أو المشتقات ذات القيمة المضافة العالية مثل الزيوت والمواد الغذائية الخاصة.
الرهان هنا لا يقتصر على زيادة الكميات، بل يشمل تحسين مراحل التخزين والنقل والتسويق، وربط الإنتاج الفلاحي بصناعات قادرة على رفع القيمة النهائية.
قاعدة انطلاق لتطوير القطاع
تموقع الجزائر في المراتب 11 عالميًا و3 عربيًا وإفريقيًا يقدّم معطيات واضحة حول إمكانات التوسع. فوجود كتلة مغاربية قوية في هذا المجال يمنح فرصًا للتنسيق الإقليمي في مجالات البحث الزراعي وتبادل الخبرات والتفاوض مع أسواق التصدير.
وتبرز أرقام 2022 كإطار يمكن أن تعتمد عليه السياسات القطاعية لبناء رؤية أوضح لإنتاج اللوز، بما يحول هذا النشاط من رقم في جدول إحصائي إلى رافد حقيقي من روافد الأمن الغذائي والصادرات الفلاحية.
المصدر:
الجزائر الآن
مصدر الصورة