الجزائرالٱن _ تستعد مدينة وهران لاحتضان الدورة الثانية عشرة من الندوة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا يومي 1 و2 ديسمبر 2025، ضمن المسار المعروف بـ”عملية وهران”، الذي أُطلق سنة 2013 بمبادرة جزائرية. وتحولت هذه الندوة، عبر نسخها المتتالية، إلى فضاء محوري للنقاش والتفكير حول قضايا السلم والأمن في القارة، ودعم العمل الإفريقي المشترك.

منذ أول دورة في ديسمبر 2013، شكّلت الندوة مجالًا إفريقيًا خالصًا لتعزيز التنسيق بين الأعضاء الأفارقة في مجلس الأمن الأممي (A3) وأعضاء مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، بهدف توحيد صوت القارة داخل مجلس الأمن وحماية المواقف الإفريقية بشأن مختلف الملفات الأمنية.

ترسيم “عملية وهران” وتثبيت المدينة مقرًا دائمًا

سجّلت الدورة الثامنة للندوة، التي جرت بوهران بين 2 و4 ديسمبر 2021، منعطفًا مهمًا بعد اعتماد قرار الاتحاد الإفريقي الخاص بإضفاء الطابع المؤسسي على الندوة تحت اسم “عملية وهران”، وجعل المدينة مقرًا دائمًا لها.

ومع مرور السنوات، ساهمت هذه المنصة في تقديم رؤية واضحة للدبلوماسية الإفريقية داخل الأمم المتحدة، ومنحت الوفود الإفريقية المعتمدة في المنظمة الدولية خارطة طريق جعلت صوت إفريقيا أكثر حضورًا وتأثيرًا في مسار اتخاذ القرار داخل مجلس الأمن.

أحد عشر لقاء سابقًا وهدف واحد: تعزيز فعالية الموقف الإفريقي

عرفت الندوة تنظيم إحدى عشرة دورة سبقت موعد 2025، كل واحدة منها خلصت إلى توصيات وقرارات جديدة موجّهة لتعزيز دور الأعضاء الأفارقة في مجلس الأمن (A3+). وتنعقد الندوة سنويًا قبل مباشرة الأعضاء الجدد لمهامهم داخل المجلس، ما يسمح بتحضير موقف إفريقي منسّق في صياغة المواقف والدفاع عن المصالح المشتركة داخل الهيئة الأممية.

مشاركة واسعة ودور مزدوج للجزائر في دورة 2025

الدورة الجديدة ستُعقد على مستوى وزاري، بمشاركة:

ـ أعضاء مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي،

ـ الأعضاء الأفارقة الحاليين والجدد والسابقين في مجلس الأمن الأممي ضمن آلية A3،

ـ “أصدقاء الندوة”،

ـ وفود من مفوضية الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة،

ـ شركاء الندوة من مختلف الجهات.

وستتميّز دورة 2025 بحضور مزدوج للجزائر بصفتها:

ـ عضوًا إفريقيًا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (A3)،

ـ عضوًا في مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي،

ـ إضافة إلى مكانتها كدولة مضيفة وصاحبة مبادرة “عملية وهران”.

تقييم الإنجازات ومواجهة التحديات الجديدة

الندوة ستتطرق إلى حصيلة عمل A3+ في تنفيذ التفويض الممنوح لها من الاتحاد الإفريقي، وستبحث التحديات الملحّة التي تواجه الدبلوماسية الإفريقية في الملفات الأمنية. كما سيتم تناول السبل العملية التي من شأنها رفع مستوى التنسيق بين أعضاء مجلس السلم والأمن (CPS) و(A3+) لضمان أداء أكثر فعالية ضمن المنظومة الأممية.

إلى جانب ذلك، ستوفر الندوة فضاءً للحوار حول التحديات الأمنية المتعددة التي تواجه القارة، بما في ذلك النزاعات الداخلية، الإرهاب، الهشاشة الجيوسياسية، والملفات المرتبطة بالتنمية والأمن الإقليمي.

عرض دليل جديد لتعزيز التنسيق الإفريقي داخل الأمم المتحدة

وسيتم خلال أشغال الندوة تقديم “الدليل العملي لتعزيز التنسيق بين مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي والأعضاء الأفارقة في مجلس الأمن الأممي”، الذي اعتمده مجلس السلم والأمن في بيانه رقم 1289 خلال جويلية 2025، ليكون أداة مرجعية جديدة في تحسين الأداء الدبلوماسي الإفريقي داخل مجلس الأمن.