آخر الأخبار

ميزة جديدة في "إكس" تكشف هوية الذباب الإلكتروني المعادي للجزائر

شارك
بواسطة محمد قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد قادري

● ميزة جديدة في “إكس” تكشف هوية الذباب الإلكتروني المعادي للجزائر

الجزائرالٱن _ أحدثت منصة “إكس” (تويتر سابقًا) زلزالًا في عالم الحرب الإلكترونية بإطلاقها ميزة “حول الملف الشخصي”، التي منحت المستخدمين لأول مرة إمكانية الاطلاع على معلومات دقيقة حول الحسابات: تاريخ الإنشاء، الموقع الجغرافي الأصلي، عدد تغييرات اسم المستخدم، ونمط النشاط الحقيقي مقابل الآلي.

هذه الشفافية الرقمية حوّلت اللعبة بالكامل، وكشفت خلال ساعات معدودة حجم الحملات الممنهجة التي تستهدف الجزائر منذ سنوات، والتي تديرها شبكات منظمة تنشط من دول ومناطق محددة.

● من أين تأتي الهجمات؟

كشفت البيانات الجديدة أن النطاق الجغرافي الأكثر نشاطًا في الخطاب المعادي للجزائر يتمركز في:

ـ المحور الرئيسي: المغرب، الكيان الصهيوني، فرنسا، والإمارات، وهي دول معروفة بتوترها السياسي والإعلامي مع الجزائر..

ـ المفاجأة الكبرى: ظهور نشاط عدائي كثيف من تركيا وقطر، رغم غياب سياق سياسي مباشر يفسر هذا العداء.

كما رُصدت حسابات تحمل جنسيات متعددة (مالية، مغربية، خليجية)، ما يرجّح استخدام شبكات VPN أو توظيف مجموعات مأجورة تعمل

ضمن منظومة دعائية موحدة.

● “بندر التميمي”… السعودي المزيّف!

من أبرز الفضائح التي كشفتها الميزة الجديدة، حساب “بندر التميمي” الذي ظل لسنوات يشتم الجزائريين في كل مناسبة، منتحلًا صفة “سعودي”، قبل أن تفضح الميزة الجديدة حقيقته: إنه مغربي!

هذا النموذج ليس استثناءً، بل يعكس نمطًا واسعًا من الحسابات المزيفة التي تنتحل هويات عربية مختلفة لزرع الفتنة والشقاق بين الشعوب، بينما تُدار فعليًا من مراكز واحدة.

● فرار الجرذان… حسابات تغلق أبوابها بعد الفضيحة

مصدر الصورة

ردة الفعل كانت مدوية: قررت العشرات من الحسابات المشبوهة مغادرة “إكس” فور تفعيل الميزة، بعدما سقطت الأقنعة وانكشفت حقيقة إدارتها من مواقع جغرافية بعيدة تمامًا عن الجمهور الذي تدعي تمثيله.

هذا الفرار الجماعي يؤكد أن هذه الحسابات لم تكن مجرد آراء فردية، بل جزء من منظومة منظمة تخشى الفضح والمساءلة.

● تكتيكات مكشوفة لذباب المخزن

أظهرت التحليلات الرقمية أن غالبية الحسابات المعادية تتبع أنماطًا متطابقة:

ـ هويات افتراضية متشابهة ومنسقة

ـ خطابات سياسية موحدة كأنها صادرة من مصدر واحد

ـ نشر مكثف في توقيتات محددة بدقة

ـ استهداف منظم لصورة الجزائر ومؤسساتها

هذه الأساليب تتطابق تمامًا مع تكتيكات “ذباب المخزن” المعروفة، والتي توظفها أجهزة استخباراتية لتنفيذ حملات تضليل وتشويه ممنهجة.

● البعد الصهيوني: أجندة تفتيت الأمة

لم يقتصر الكشف على الحسابات المغربية والخليجية، بل امتد ليشمل شبكات واسعة مرتبطة بجهات داعمة للكيان الصهيوني، تعمل على بث الفتن بين الشعوب العربية، وضرب الوحدة الوطنية، وإضعاف المقاومة الفلسطينية من خلال نشر الانقسام والشك.

الكلمات والصور والتغريدات التحريضية باتت أسلحة حقيقية في معركة افتراضية تُدار بأجندات صهيونية وغربية واضحة.

● تحول نوعي في مواجهة الحرب الإلكترونية

يمثل هذا التحديث الذي أعلن عنه رئيس قسم المنتجات في “إكس” يوم 22 نوفمبر الجاري، نقطة تحول استراتيجية في مواجهة حملات التضليل الرقمي. فقد نُزع غطاء التخفي الذي كان يحمي الذباب الإلكتروني لسنوات، وأصبح المستخدمون قادرين على التمييز بين التفاعل الحقيقي والمصطنع.

اليقظة الرقمية ضرورة وطنية

أكد خبراء سياسيون وإعلاميون أن فضح هذه الشبكات يفرض على الجزائر والدول المستهدفة:

ـ تعزيز الوعي المجتمعي بأساليب الحرب الإلكترونية

ـ رفع مستوى التحصين الرقمي للمواطنين

ـ اعتبار حماية الفضاء المعلوماتي جزءًا من الأمن القومي

ـ تفعيل التعاون العربي لمواجهة حملات التشويه المنظمة

نحو عصر جديد من الشفافية الرقمية

تُرجّح التوقعات أن تتبنى منصات أخرى أدوات مشابهة لرصد الحسابات المزيفة، ما سيقلص بشكل كبير قدرة الجهات المعادية على التأثير عبر حملات التضليل.

بالنسبة للجزائر، ساهمت هذه الميزة في تعرية جزء كبير من الحملات العدائية، ومنحت الدولة والمواطنين أدوات حقيقية لمراقبة مصادر الاستهداف الرقمي في وقت باتت فيه المعركة الإلكترونية لا تقل خطورة عن المواجهات التقليدية.

الحقيقة أصبحت عارية، والأقنعة سقطت، وما كان مخفيًا بات مفضوحًا… وهذه بداية النهاية لعصر الذباب الإلكتروني المأجور.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا