أثار المؤتمر الدولي Good COP 2.0 جدلًا واسعًا حول أفضل الطرق لمكافحة التدخين، حيث دعا عدد من خبراء الصحة إلى تبني نهج عملي يركز على تقليل المخاطر بدل الاعتماد على الحظر الكامل فقط. وأكدوا أن السياسات الصارمة أحيانًا تؤدي إلى نتائج عكسية وتزيد من انتشار السوق السوداء للمنتجات التبغية.
من جهتها، شددت مارينا مورفي، خبيرة الصحة العامة، على ضرورة تدريب الأطباء على الفوائد المحتملة للبدائل الأقل ضررًا مثل السجائر الإلكترونية والتبغ المسخن، موضحة أن “الأطباء يعرفون مخاطر التبغ، لكن القليل منهم مدرب على إدارة استراتيجيات تقليل الضرر”.
وأشار ديفيد ويليامز إلى أن السماح بالبدائل الأقل خطرًا يمكن أن يحسن الصحة العامة ويقلل من تكاليف الرعاية الصحية على المدى الطويل.
وأكد أن بعض الدول مثل اليابان نجحت في تقليل معدلات التدخين عبر اعتماد التبغ المسخن، بينما أدت سياسات الحظر الصارم في دول أخرى إلى سوق سوداء تعرض الشباب لمنتجات غير منظمة.
وانتقد مارتن كوليب ما وصفه بـ”الأيديولوجية المحظورة” التي تتجاهل الأدلة العلمية حول المنتجات الأقل ضررًا، مؤكدًا أن فرض الحظر الكامل دون توفير بدائل عملية يؤدي إلى فقدان الثقة في المؤسسات الصحية.
ولاحظ الخبراء أن الجزائر تواجه تحديات كبيرة في هذا المجال، حيث تتمتع البلاد بأحد أعلى معدلات التدخين في المنطقة، مع تكاليف صحية متزايدة.
وأشاروا إلى أن السياسات الصارمة قد تحرم المدخنين من خيارات أقل ضررًا، ما يضاعف أعباء النظام الصحي ويزيد من الوفيات المرتبطة بأمراض التدخين.
وخلص المؤتمر إلى أن اعتماد نهج تقليل المخاطر يشمل التوعية، توفير بدائل أقل ضررًا، وتشجيع الوقاية، يمكن أن ينقذ آلاف الأرواح ويخفف الضغط على النظام الصحي، مقارنة بالاعتماد الكامل على الحظر الذي غالبًا ما يكون غير فعال على أرض الواقع.
ودعا الخبراء جميع الدول، بما فيها الجزائر، إلى مراجعة سياساتها الحالية واعتماد استراتيجيات متوازنة تركز على الصحة العامة وتحترم الأدلة العلمية الحديثة، لضمان نتائج أفضل لمكافحة التدخين والحد من مخاطره على المجتمع.
المصدر:
الإخبارية