هكذا تراجعت الصادرات الفرنسية من البذور إلى الجزائر!

شهدت الصادرات الفرنسية من البذور إلى الجزائر تراجعًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، في ظل سعي الجزائر لتعزيز إنتاجها المحلي وتقليل اعتمادها على الاستيراد.

وأوضح تقرير نشره موقع agromatin الفرنسي أن هذا الانخفاض يأتي بعد توترات جيوسياسية ، وخسائر مماثلة في أسواق القمح والحليب والمنتجات الحيوانية، ما يطرح تساؤلات حول قدرة القطاع الزراعي الجزائري على تطوير إنتاجه المحلي من البذور.

وأشار خبراء فرنسيون إلى أن فقدان السوق الجزائرية له تأثير كبير على الفلاحين الفرنسيين، حيث وصف الكاتب نيكولا بافيريز الوضع في صحيفة “لو فيغارو” بأنه “رحلة لزوال الزراعة الفرنسية”، مع تسجيل انخفاض كبير في الفائض التجاري الفرنسي من 4.5 مليار يورو عام 2024 إلى 350 مليون أورو خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2025.

من جهتها، أوضحت الجمعية الفرنسية للبذور (UFS) أن سوق البذور الفرنسي يواجه تحديات كبيرة بعد غلق أسواق مثل روسيا وأوكرانيا والجزائر، مشيرة إلى أن 59 في المائة من إنتاج البذور الفرنسية يصدر، لكن الإغلاقات المتتالية أسهمت في تراجع حجم الصادرات.

في المقابل ركزت الجهود في الجزائر ، على إنتاج بذور الحبوب محليًا منذ عام 1995، حيث يشرف المكتب الوطني للاستغلال والتسويق (OAIC) على استغلال وتكاثر وتوزيع أصناف محلية معتمدة. واستثمرت الجزائر في شراء معدات حديثة وإنشاء 22 محطة تجهيز بذور، مع خطط لإضافة 20 محطة أخرى بتقنيات متقدمة.

وشهدت بذور البطاطا حسب ما أوضحه موقع tsa صعوبة أكبر في الإنتاج المحلي بسبب التعرض للأمراض والفيروسات والنيماتود، ما جعل الجزائر تعتمد جزئيًا على الاستيراد، مع ارتفاع تكلفة الكيلوغرام من 150 د.ج عام 2017 إلى 350 د.ج نهاية 2024. ومع ذلك، ساهمت محطات مثل Agrodev وVitroplant وSodea في تطوير إنتاج النباتات باستخدام تقنيات التكاثر المختبري (micro-propagation) لتقليل الاعتماد على الاستيراد، حيث تمكنت من خفض حجم الاستيراد من 140 ألف طن إلى 50 ألف طن، وتقليص الفاتورة المالية بشكل ملحوظ.

وأكد خبراء أن تطوير إنتاج البذور المحلية يحتاج إلى التزام صارم بمعايير الجودة، وأن بعض المزارعين لا يزالون يفضلون البذور المستوردة لضمان المحاصيل. كما أشار التقرير إلى أن إنتاج بذور الخضروات والعلف والزيوت لا يزال محدودًا ويحتاج إلى شراكات استراتيجية مع شركات أجنبية لتحقيق اكتفاء محلي.

وفي هذا السياق، دعا ميشيل بيساك، رئيس الغرفة التجارية الجزائرية الفرنسية، في تصريح خص به موقع الإخبارية، إلى تطوير علاقات اقتصادية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المتوازنة ورؤية استراتيجية طويلة الأمد، مؤكدًا أهمية بناء شراكات “رابحة للجميع” في مجال البذور.

@ آلاء عمري