إكليل الجبل نبتة أسطورية تجمع التاريخ والعلاج والغذاء!

تكشف تقارير عن الوجه الخفي لنبتة الروزماري أو إكليل الجبل، التي تعد واحدة من أشهر النباتات الموجودة في العالم وأكثرها استخدامًا في الطب التقليدي.

وينطلق الحديث عن الروزماري بحسب خبراء لموقع Radio France باعتباره أكثر من مجرد نبتة عطرية، إذ تكشف المستشارة في العلاج بالنباتات في أفينيون، لوز أمسيل، عن جذوره الأسطورية الممتدة منذ العصور القديمة.

وتروي أن اسم هذه النبتة مشتق من عبارة “ندى البحر” في اللاتينية، وأن الأساطير ربطتها بالسيدة مريم العذراء التي يزعمون أنها وضعت ردائها على شجيرة الروزماري فتحول لون أزهارها إلى الأزرق.

وتستعرض أمسيل قصة أخرى خلدت الروزماري في التاريخ الأوروبي؛ فقد استخدمته ملكة هنغاريا سنة 1378 لمعالجة مرض النقرس عبر ماء عطري يعتمد على أغصانه.

وتشير الحكاية إلى أنها استعادت شبابها وحيويتها لدرجة أن أمير بولندا تقدم لخطبتها. كما تؤكد أن شارلمان كان أول من أمر بزراعة الروزماري في حدائق القصور الملكية بسبب فائدته الهضمية.

ويوضح التقرير، أن الروزماري (إكليل الجبل) لعب دورًا طبيًا مهمًا عبر القرون، إذ كان الطلاب في روما القديمة يضعون أكاليل منه على رؤوسهم لتحسين الذاكرة.

وتشرح أمسيل أن النبتة ما تزال تستخدم اليوم كمنشط طبيعي بديل للقهوة، لأنها تدعم وظائف الكبد وتحفز إفراز الصفراء وتساعد على إزالة السموم.

وتضيف أن الروزماري يعزز الدورة الدموية ويقوي بصيلات الشعر، حيث تكفي فركات خفيفة للرأس بزيت الروزماري أو بنقيعه البارد لزيادة كثافة الشعر.

ويسلط المقال الضوء أيضًا على دوره الكبير في الوقاية من أمراض الشتاء. فالروزماري حسب الخبيرة مضاد فعال للزكام والتهاب الشعب والجيوب الأنفية، ويمكن استخدامه في استنشاق البخار أو على شكل تسريب عشبي.

كما يؤدي خلطه مع الزعتر واللسان الحمل إلى تكوين وصفة تساعد على تهدئة التهاب الحلق والاحتقان، خاصة عند إضافة قليل من عسل الروزماري.

ويكشف التقرير أن الأبحاث الحديثة أثبتت قوة الروزماري كمضاد أكسدة من بين الأقوى في أوروبا، مما يجعله مساعدًا في مقاومة التعب المزمن وحالات الإجهاد الخفيف وداعمًا مهمًا لصحة الكبد والكلى.

ويختتم المقال بالإشارة إلى فعالية الروزماري أيضًا في المطبخ، إذ يمنح نكهة مميزة للحوم والخضروات والصلصات، ليجمع بين الفائدة العلاجية والمتعة الغذائية في آن واحد.

@ آلاء عمري