الجزائرالٱن _ في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها سوق الطاقة الأوروبي، نجحت الجزائر في تعزيز مكانتها كشريك طاقوي رئيسي لإسبانيا، محافظة على صدارتها كأكبر مورد للغاز الطبيعي رغم المنافسة الأمريكية المتنامية.

قفزة ملحوظة في أكتوبر

كشفت بيانات نشرها موقع “أوروبا براس” المتخصص في شؤون الطاقة، عن ارتفاع لافت في صادرات الجزائر من الغاز الطبيعي إلى إسبانيا خلال شهر أكتوبر الماضي، حيث سجلت زيادة بنسبة 27% مقارنة بشهر سبتمبر.

هذا الارتفاع مكّن الجزائر من الاستحواذ على 39.5% من إجمالي واردات إسبانيا الغازية في أكتوبر، متقدمة بفارق ضئيل على الولايات المتحدة التي بلغت حصتها 39.2%، فيما جاءت نيجيريا في المرتبة الثالثة بعيداً بنسبة 5.9% فقط.

استقرار الصدارة على المدى السنوي

على الصعيد السنوي، لم يكن أداء أكتوبر استثناءً، بل جاء تأكيداً لاستمرارية الشراكة الطاقوية بين الجزائر وإسبانيا. فخلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2025، حافظت الجزائر على ريادتها بحصة إجمالية بلغت 34.1%، متفوقة على الولايات المتحدة التي سجلت 31.6%، بينما جاءت روسيا ثالثة بنسبة 10.5%.

عوامل النجاح الجزائري

يعود تفوق الجزائر في السوق الإسبانية إلى عدة عوامل، أبرزها القرب الجغرافي الذي يوفر ميزة تنافسية من حيث تكلفة النقل وسرعة التوريد، فضلاً عن البنية التحتية المتطورة التي تربط البلدين عبر خطوط أنابيب مباشرة، إضافة إلى العلاقات الثنائية الراسخة التي تمتد لعقود.

كما أن الأزمة الطاقوية التي شهدتها أوروبا منذ عام 2022 عقب الحرب في أوكرانيا، دفعت الدول الأوروبية، ومنها إسبانيا، إلى تنويع مصادر إمداداتها الطاقوية، ما عزز موقع الجزائر كبديل موثوق وقريب.

منافسة أمريكية متصاعدة

رغم تصدر الجزائر، إلا أن الأرقام تكشف عن منافسة شرسة مع الولايات المتحدة التي تحاول توسيع حصتها في السوق الأوروبية عبر تصدير الغاز الطبيعي المُسال. الفارق الضئيل بين البلدين في أكتوبر (0.3% فقط) يشير إلى أن المعركة على سوق الطاقة الإسبانية لا تزال مفتوحة.

آفاق مستقبلية

تشير المعطيات الحالية إلى أن الجزائر ماضية في ترسيخ دورها كمورد طاقوي استراتيجي لأوروبا، خاصة مع التزامها بزيادة طاقتها الإنتاجية وتطوير بنيتها التحتية. لكن الحفاظ على هذه المكانة يتطلب مواصلة الاستثمار ومواكبة التحولات السريعة في سوق الطاقة العالمية.