الجزائر الآن _ على هامش مشاركته في قمة مجموعة العشرين بجنوب إفريقيا، قدّم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قراءة صريحة لمسار العلاقات الجزائرية–الفرنسية، محذّرًا من “أطراف” — في إشارة واضحة إلى اليمين المتطرف في باريس — تُصرّ على تعطيل قنوات الحوار وجرّ العلاقة الثنائية إلى ساحة التجاذبات الداخلية.

● اليمين المتطرف يحوّل الجزائر إلى ورقة داخلية… والعواقب واضحة

أوضح ماكرون أن جزءًا من الطبقة السياسية في فرنسا يريد تحويل ملف الجزائر إلى ورقة انتخابية داخلية، فيما توجد داخل الجزائر أيضًا أطراف تتعامل مع فرنسا بمنطق الملف الداخلي.

وقال بلهجة مباشرة: “إذا سمحنا لهؤلاء، من الجانبين، بأن يحددوا جدول الأعمال، فلن نُحرز أي تقدّم.”

● ماكرون: الاحترام المتبادل أساس التقدّم بين الجزائر وفرنسا

وأضاف الرئيس الفرنسي أن السنوات الماضية أثبتت إمكانية تحقيق خطوات عملية وملموسة بين البلدين، شرط الالتزام بمبدأين أساسيين: الاحترام المتبادل والمطالبة بالاحترام.

وشدّد على أن التقدّم مع أي طرف لا يمكن أن يُبنى على الإهانة أو المناكفات، معتبرًا أن التجربة أثبتت عكس ذلك تمامًا.

● مسار جديد للعلاقات الجزائرية–الفرنسية وإشارات أولى للتهدئة

واعترف ماكرون بأن العلاقات لا تزال “غير مرضية” في ملفات حسّاسة مثل الأمن والهجرة والاقتصاد، لكنه أكد أن حجم التحديات المشتركة يفرض استئناف العمل المشترك بدل الإبقاء على حالة الجمود.

وفي هذا السياق، أشار إلى إطلاق مسار جديد قبل أسابيع يجمع الوزراء والخدمات التقنية المعنية في البلدين بهدف إعادة تنظيم الملفات وتهيئة الظروف لعودة الاتصالات الدبلوماسية المنتظمة.

مصدر الصورة

وكشف ماكرون عن أولى “النتائج الملموسة” لهذا المسار، في إشارة إلى إطلاق سراح الكاتب بوعلام صنصال، معتبرًا أن هذه الخطوة “إشارة إيجابية يجب الترحيب بها”، لكنها ليست سوى بداية لمسار أطول يتطلب – بحسبه – الثبات، والتواضع، والاحترام المتبادل.

● ماكرون يعلن رغبة واضحة في علاقة هادئة ومستقبلية مع الجزائر

واختتم الرئيس الفرنسي تصريحاته بنبرة تؤكد رغبة سياسية واضحة في طيّ صفحة التوترات: “أريد بناء علاقة مستقبلية هادئة مع الجزائر. هناك الكثير مما يجب إصلاحه، وعلينا أن نعمل على ذلك بوضوح وبعقلانية.”