آخر الأخبار

تقرير أمريكي: القوات الجوية الجزائرية الأقوى عربيا وإفريقيا وإسلاميا

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

تقرير أمريكي: القوات الجوية الجزائرية الأقوى عربيا وإفريقيا وإسلاميا

الجزائرالٱن _ أكدت مجلة Military Watch الأمريكية المتخصصة في الشؤون العسكرية أن الجزائر حققت إنجازاً استراتيجياً بدخولها نادي الدول المشغّلة لمقاتلات الجيل الخامس، لتصبح بذلك أول دولة عربية وإفريقية تمتلك هذه القدرة العملياتية المتقدمة.

وأشار التقرير إلى أن تسليم روسيا لأول مقاتلتين من طراز سو-57 إلى الجزائر يمثل المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها تصدير مقاتلة من الجيل الخامس غير الطائرة الأمريكية F-35.

مما يمنح هذه الصفقة بُعداً عالمياً يتجاوز الإطار الإقليمي.

مصدر الصورة

تأكيدات رسمية روسية نقلتها المجلة الأمريكية

نقلت Military Watch عن فاديم بادخا، الرئيس التنفيذي لشركة United Aircraft Corporation الحكومية الروسية، قوله إن الطائرتين دخلتا الخدمة الفعلية وبدأتا المناوبة القتالية، مؤكداً: “تظهران أفضل خصائصهما، وزبوننا راضٍ”.

وأوضحت الشركة الروسية، حسب ما نقله التقرير، أن “الإنتاج المتسلسل المستقر للسو-57 يسمح بعمل أكثر نشاطاً لترويج الطائرة في السوق الدولية”.

مصدر الصورة

مضيفة أن “وجود مقاتلة جيل خامس في روسيا، خاصة تلك التي أثبتت نفسها في ظروف قتالية حقيقية، هو علامة على السيادة التكنولوجية والمستوى العالي للتكنولوجيا التي تمتلكها بلادنا”.

مؤشرات الصفقة ظهرت سنة 2020

رصدت المجلة الأمريكية أن الجزائر كانت تُعتبر منذ فترة طويلة الزبون المحتمل الأبرز للسو-57، مع ظهور مؤشرات واضحة منذ عام 2020 على أن وزارة الدفاع الجزائرية كانت تخطط لاقتناء هذه المقاتلة المتطورة.

مصدر الصورة

وأشار التقرير إلى أن مسؤولين عسكريين جزائريين شوهدوا عام 2020 على التلفزيون الحكومي وهم يحملون نماذج مصغرة للسو-57 أثناء محادثات مع مسؤولين روس.

كما تم تثبيت لوحة كبيرة للطائرة في مقر وزارة الدفاع قبل ذلك بأسابيع قليلة، مما أشار إلى اتخاذ قرار استراتيجي بالمضي في هذا الاتجاه.

وذكرت المجلة أن بياناً من وسائل الإعلام الحكومية الجزائرية بتاريخ 12 فيفري 2025 أكد وصول أولى طائرات السو-57 قبل جانفي من العام التالي.

وهو ما أعادت الهيئة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري-التقني تأكيده لاحقاً.

Military Watch : القوات الجوية الجزائرية الأقوى في المنطقة

في تقييم لافت، أكدت مجلة Military Watch الأمريكية أن القوات الجوية الجزائرية “تُعتبر صاحبة أكبر قدرة قتالية بين أساطيل الدول الإفريقية والعربية وذات الأغلبية المسلمة”.

مصدر الصورة

وأرجع التقرير هذا التطور إلى أن “الهجوم الذي شنه حلف الناتو على جارتها ليبيا عام 2011 كان عاملاً رئيسياً في تحفيز استثمار أكبر في قدرات الحرب الجوية المتقدمة”.

صفقة شاملة: سو-57 وسو-35 وسو-34

كشفت المجلة الأمريكية أن الصفقة لا تقتصر على السو-57 فقط، بل تشمل منظومة متكاملة من المقاتلات المتطورة:

ـ طائرات سو-35 للتفوق الجوي

أشارت Military Watch إلى أن الجزائر تسلمت عدداً من مقاتلات سو-35S للتفوق الجوي في بداية العام.

ـ قاذفات سو-34 التكتيكية

أوضح التقرير أن ظهور طائرات سو-34 للضربات الجوية بألوان القوات الجوية الجزائرية في روسيا يشير إلى أن عقداً لبيع هذه الطائرات ربما تم توقيعه.

جدول تسعير مسرّب من Rostec

كشفت المجلة عن جدول تسعير مسرّب في أكتوبر من تكتل Rostec الحكومي الروسي للتسليح، يفيد بأن الجزائر مقرر لها استلام مقاتلتين من سو-57، وسرب كامل من سو-34، وسرب آخر من سو-35.

لماذا اختارت الجزائر السو-57؟

أكدت المجلة الأمريكية أن “المبيعات للجزائر من المتوقع أن تضيف زخماً أكبر للجهود الروسية لتصدير السو-57″، مشيرة إلى أن “الدولة الإفريقية معروفة بأن لديها من بين أعلى المعايير بين الزبائن الرئيسيين للطائرات القتالية غير الغربية، بما في ذلك تاريخ من رفض الطائرات المقاتلة التي تعتبر ذات جودة غير مرضية”.

الأكثر اختباراً قتالياً في جيلها

أبرز التقرير أن الصفقة “ستبني على المكانة التي اكتسبتها السو-57 باعتبارها المقاتلة الأكثر اختباراً في القتال الفعلي من بين مقاتلات جيلها”، حيث استُخدمت في مهمات تشمل:

ـ قمع الدفاعات الجوية المعادية

ـ القتال الجوي

ـ العمليات في الأجواء المحمية بكثافة من قبل العدو

تفوق تقني على F-35 في مجالات محددة

في مقارنة لافتة، أشارت Military Watch إلى أن “السو-57 تنشر مجموعة أوسع من أنواع الذخائر الجوية-الأرضية خارج مدى الرؤية مقارنة بأي مقاتلة أخرى من جيلها”.

وأوضح التقرير أن السو-57 تعتمد على صاروخ كروز Kh-59MK2 كسلاح رئيسي، وشوهدت في أوائل نوفمبر وهي تحمل صواريخ Kh-58UShKE المضادة للإشعاع في حجرات أسلحتها.

في المقابل، أكدت المجلة أن “الطائرة المنافسة F-35 لم تدمج بعد أي نوع من صواريخ جو-أرض خارج مدى الرؤية، ناهيك عن اختبارها في القتال”، معتبرة أن هذا “من بين العوامل التي يمكن أن تمنح السو-57 ميزة في جاذبيتها”.

لماذا طائرتا سو-57 فقط مفيدتان عملياتياً؟

نشرت Military Watch تقريراً تحليلياً ثانياً بعنوان “لماذا طائرتا سو-57 الشبحيتان الجزائريتان تشكلان بالفعل قوة مفيدة عملياتياً”، أجابت فيه على التساؤلات حول جدوى عدد محدود من المقاتلات.

قدرات مضاعِفة قوة للأسطول الجزائري

أكد التقرير أن “القدرات الفريدة للسو-57 توفر للطائرة، حتى عند نشرها بأعداد صغيرة جداً، قدرات مضاعفة للقوة يمكن أن تعزز بشكل كبير القدرات الهجومية للأسطول الجزائري الأوسع”.

وأشار إلى أن العمود الفقري الحالي للقوات الجوية الجزائرية يتكون من أكثر من 70 مقاتلة ثقيلة من طراز سو-30MKA من “الجيل الرابع بلس”، والتي طُلبت لأول مرة عام 2006 وتمثل منذ فترة طويلة قوة مهيمنة في إفريقيا والعالم العربي.

التكامل مع المقاتلات الموجودة

وفق التقرير، فإن “أجهزة الاستشعار والتسليح المتفوقة للسو-57 وقدراتها المتقدمة في الاستخبارات الإلكترونية والتخفي لديها القدرة على تعزيز فعالية طائرات سو-30 الجزائرية ومقاتلات أخرى مثل مقاتلات التفوق الجوي سو-35 الجديدة ومقاتلات الضربة سو-24M”.

الحرب على إيران مثال على الفعالية

استشهدت المجلة بسابقة مهمة لاستخدام أعداد صغيرة من مقاتلات الجيل الخامس كمضاعِف قوة، وهي استخدام سلاح الجو الاسرائيلي للـF-35I خلال الهجوم الجوي على إيران في جوان الماضي.

نقل التقرير عن ضابط في سلاح الجو الاسرائيلي (تحت اسم مستعار) قوله: “معظم مهمات F-35 كانت استخباراتية وأعطتنا الكثير من المعلومات التي لا تمتلكها طائرات أخرى مثل F-16I.

لديها الكثير من المعدات التي تساعدها على تحديد الصواريخ المتجهة نحونا، ويمكنها فعلياً أن تخبر F-16I: كن على دراية بأنك ستواجه هذا النوع من الصواريخ أو نوع آخر”.

تفوق تقني للسو-57 في جمع المعلومات

أشار التقرير إلى أن “غياب أنظمة الإنذار المبكر والسيطرة المحمولة جواً (AEW&C) يجعل قدرة السو-57 على جمع ومشاركة كميات كبيرة من البيانات ذات قيمة خاصة” للجزائر.

خمسة رادارات AESA متقدمة

في مقارنة تقنية دقيقة، أوضحت المجلة أنه “رغم أن المقاتلة تفتقر إلى نظام الفتحة الموزعة ومصفوفة الاستشعار السلبي الخاصة بـF-35.

إلا أنها تدمج خمسة رادارات منفصلة ذات مصفوفة مسح إلكتروني نشط (AESA) بدلاً من واحد، موزعة عبر جسمها مما يسمح بتتبع ما يصل إلى 60 هدفاً بواسطة كل مقاتلة في وقت واحد”.

وأضافت: “هذه الرادارات أكثر تطوراً بكثير من رادارات المقاتلات الجزائرية الأخرى، في حين أن قدرة الطائرة على العمل في الأجواء المتنازع عليها بفضل قدراتها المتفوقة في التخفي والحرب الإلكترونية توفر ميزة إضافية”.

الاستخدام الاستراتيجي ضد التهديدات المحتملة

أكدت Military Watch أن “دول حلف الناتو عبر البحر المتوسط لا تزال تُعتبر التهديد المحتمل الرئيسي للأمن الجزائري، خاصة بعد هجومهم على ليبيا المجاورة عام 2011 الذي تسبب في دمار هائل وزعزع استقرار البلاد بشكل دائم”.

كما أشار التقرير إلى أن “أسطول سو-57 الصغير له أيضاً فائدة كبيرة ضد التحدي الأمني الثانوي للجزائر، وهو جارتها المغرب الموالي للغرب”.

وأوضح أن “أسطول سو-57 صغير يمكن أن يكون ذا قيمة خاصة كمضاعِف قوة لقمع أو تدمير الدفاعات الجوية المغربية، حيث استثمرت المملكة بشكل كبير في نشر أنظمة أرضية للتعويض عن عدم قدرتها على نشر أسطول مقاتلات بقدرة مماثلة”.

دور “كسر الباب” في قمع الدفاعات الجوية

ختم التقرير بالقول: “مع اختبار السو-57 بالفعل قتالياً في أدوار قمع الدفاعات الجوية، يمكن للنظام أن يثبت فعالية عالية سواء في توفير بيانات الاستهداف، أو في استخدام قدراته الخفية لشن ضربات ‘لكسر الباب’ أمام الأسطول الأوسع للدخول إلى الأجواء المغربية”.

خلاصة التقييم الأمريكي

تضع تقارير مجلة Military Watch الأمريكية الجزائر في موقع الريادة الإقليمية من خلال:

ـ السبق التاريخي: أول دولة عربية وإفريقية تشغّل مقاتلات الجيل الخامس فعلياً

ـ التفوق النوعي: امتلاك أقوى قوات جوية في العالم العربي وإفريقيا

ـ المعايير العالية: سمعة في اختيار الأنظمة المتطورة ورفض ما دون المستوى

ـ الصفقة الشاملة: حزمة متكاملة من مقاتلات سو-57 وسو-35 وسو-34

ـ القدرة العملياتية: فعالية مباشرة حتى بأعداد محدودة كمضاعِف قوة

ـ التفوق التقني: أنظمة استشعار متقدمة وذخائر بعيدة المدى تتفوق في جوانب محددة على F-35

وبذلك، يؤكد التقييم الأمريكي أن الجزائر لا تكتفي بمجرد اقتناء تكنولوجيا متقدمة، بل تمضي في بناء قوة جوية استراتيجية متكاملة قادرة على مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية والدولية.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا