سر إفطار سكان يابانيين يتجاوزون المائة عام!

يعرف سكان جزيرة أوكيناوا اليابانية بطول أعمار سكانها ، وتقول تقارير إن أحد أسرارها الأبرز، هو إفطار بسيط، ملون، ومتوازن يمنح سكانها طاقة هادئة وعمرًا مديدًا.

ولا يقتصر هذا الطقس الصباحي، الممتد عبر أجيال، على الطعام فحسب، بل يجمع بين الغذاء والعادات الاجتماعية وروح الحياة اليومية.

بدء صباح أوكيناوا بإيقاع هادئ

يبدأ سكان أوكيناوا يومهم حسب journal des seniors بتخفيف الإيقاع، حيث يتجنبون السرعة والضجيج، ويمنحون أجسادهم وقتًا كافيًا للاستيقاظ تدريجيًا.

يعيشون لحظة الصباح كطقس يجمع بين الطبيعة والهدوء، حيث تتحول مائدة الإفطار إلى مساحة تواصل عائلي، يتبادل فيها الجميع التحية والضحكات قبل أول لقمة.

هذا الجانب الاجتماعي يعزز شعور الانتماء والدعم، وهو عنصر ثابت في ثقافة هذه الجزيرة طويلة الأعمار.

اعتماد البطاطا الحلوة البنفسجية كمكون رئيسي

تتربع البطاطا الحلوة البنفسجية على مائدة الإفطار، وتعد أحد أعمدة النظام الغذائي في أوكيناوا. يستهلكها السكان مطهوة على البخار أو مشوية، وغالبًا ما تضاف إلى الحساء أو تقدم مع خضروات طازجة. تتميز هذه البطاطا بكونها غنية بالألياف والفيتامينات ومضادات الأكسدة، ما يجعلها سلاحًا فعليًا ضد الشيخوخة ويمنح طاقة مستقرة خلال اليوم.

إرفاق الوجبة بكوب من الشاي الأخضر

يعتبر الشاي الأخضر جزءًا أساسيًا من الطقس الصباحي. يشربونه ببطء، خاصة نوع سانبين تشا، وهو شاي أخضر بنكهة الياسمين. هذا المشروب يمد الجسم بكمية كبيرة من مضادات الأكسدة، ويمنح العقل صفاء ينشط دون توتر. ويمثل في الشتاء، أيضًا دفئًا لطيفًا يساعد على بدء اليوم بنشاط دون إجهاد.

إضافة كنوز البحر من الطحالب

تعزز طحالب البحر المختلفة، مثل الواكامي والكونبو والميزة الشهيرة أومي بودو، القيمة الغذائية للإفطار، حيث تحتوي هذه الطحالب على معادن مهمة مثل اليود والكالسيوم والمغنيسيوم، كما توفر إحساسًا بالشبع رغم انخفاض سعراتها الحرارية. وتدخل في الحساء والسلطات، وتمنح نكهة بحرية خفيفة تضيف تميزًا للوجبة.

تنويع المائدة بمزيج غني من العناصر المفيدة

لا تقف وجبة الإفطار في أوكيناوا عند مكونات محددة، بل تقوم على تنوع محسوب. يضيف السكان قطعًا صغيرة من التوفو، أو مكعبات من الأسماك المحلية مثل الماكريل أو التونة، إلى جانب خضروات مخللة تمنح نكهة قوية دون زيادة في الدهون أو السكريات. هذا التوازن يساعد على ضبط السكر في الدم وتفادي الإفراط الغذائي الشائع في الإفطارات الغربية.

استخلاص دروس طويلة العمر من طقس بسيط

يعلمنا نموذج أوكيناوا أن طول العمر ليس نتيجة طعام واحد، بل مزيج من بساطة الأكل، دفء العلاقات الاجتماعية، والتحرك اليومي الخفيف مثل المشي والبستنة. ومع ذلك، يبقى الإفطار نقطة انطلاق أساسية، حيث يقدم للجسم ألوانًا ونكهات ومغذيات تجعل اليوم أكثر ثباتًا وحيوية.

@ آلاء عمري