ترسانة قانونية لحماية 17 مليون طفل في الجزائر
الجزائرالٱن _ قدّمت رئيسة الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، مريم شرفي، نظرة شاملة حول مسار الجزائر في مجال رعاية الأطفال، مؤكدة أنّ ما تم تحقيقه على الأرض يعكس تقدماً واضحاً يجعل الجزائريين أكثر ثقة في المنظومة الوطنية الخاصة بحقوق الطفل، لاسيما بعد التطوير المتسارع للإطار القانوني المرتبط بهذه الفئة.
وخلال مشاركتها في برنامج إذاعي هذا الأربعاء، أشارت شرفي إلى أنّ الجزائر كانت من الدول السباقة إلى المصادقة على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، معتبرة أنّ دستور 2020 يعدّ من أبرز الدساتير التي منحت حيّزاً واسعاً لحماية الطفولة، وهو ما يوفّر قاعدة قانونية صلبة لتعزيز كل الجهود الميدانية ذات الصلة.
ومع اقتراب الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الطفل، أوضحت المتحدثة أنّ حماية القاصرين مسؤولية تتقاسمها الدولة والمجتمع والأسرة، كاشفة عن سلسلة نشاطات توعوية ستُنظم هذا الخميس بالشراكة مع وزارتي الداخلية والنقل، من بينها حملات داخل محطات الميترو وإطلاق “قطار للأطفال” لنشر ثقافة الوقاية والتوعية بحقوق الطفل.
وبيّنت شرفي أنّ الجزائر تضم أزيد من 17 مليون طفل، من بينهم 12 مليون متمدرس، ما يجعل قضايا الطفولة أحد المحاور الأساسية في برامج رئيس الجمهورية وفي السياسات الاجتماعية للدولة.
الرقم الأخضر صمام أمان لحماية القصر
وتطرقت شرفي إلى أهمية الرقم الأخضر 11–11 باعتباره وسيلة تواصل فورية تسمح للمواطنين بالتبليغ عن أي حالة يُشتبه في أنها تهدد الطفل، مؤكدة أنّ هوية المبلّغ تبقى محفوظة، وأن الإخطار يمكن أن يتم عبر مكالمة أو تسجيل صوتي أو فيديو.
كما ذكّرت بأنّ الجزائر اعتمدت منذ الاستقلال سلسلة إجراءات اجتماعية موجّهة للأطفال، من بينها مكافحة الأمية، وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية، وضمان التكفل بالأطفال اليتامى وذوي الهمم، إلى جانب منع تشغيل القاصرين في مهن مهينة كانت مرتبطة بفترة الاستعمار ولا تنسجم مع الكرامة الإنسانية أو قيم المجتمع الجزائري.
التعامل مع تحديات الفضاء الرقمي
وفي سياق التحولات التكنولوجية المتسارعة، شددت شرفي على أنّ حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت باتت ضمن الأولويات، مؤكدة أنّ الفضاء الرقمي أصبح تحدياً مباشراً يؤثر على السلوك والنمو النفسي والاجتماعي للقاصرين.
وكشفت عن التحضير لإطلاق خلية يقظة وطنية تضم ضباط الشرطة القضائية وخبراء مختصين، مشيرة إلى أنّ هذه الخلية ستعزز آليات الوقاية والحماية ضد مختلف أشكال العنف والاستغلال.
قوافل صحية ورعاية متخصصة
وأبرزت المتحدثة حرص الهيئة على ضمان المساواة بين جميع الأطفال، لا سيما ذوي الهمم، معلنة عن تنظيم قوافل صحية ستجوب عدداً من الولايات بمشاركة أطباء مختصين للتكفل بالأطفال المصابين بالتوحد والشلل الدماغي وغيرهم ممن يحتاجون رعاية متخصصة.
وفي ختام حديثها، أوضحت شرفي أنّ الهيئة تعمل حالياً على وضع الصيغة النهائية للمخطط الوطني للطفولة 2025–2030، بمشاركة قطاعات وزارية وأجهزة أمنية وقضائية وهيئات من المجتمع المدني، مبرزة أنّ المخطط سيشمل جوانب صحية وتربوية واجتماعية، إلى جانب إجراءات لحماية الأطفال من مخاطر التكنولوجيا الحديثة.
المصدر:
الجزائر الآن
مصدر الصورة