آخر الأخبار

تسجيل "قسمًا" في فرنسا القضية تجارية وليست سياسية

شارك

عاد الجدل مرة أخرى حول تسجيل النشيد الوطني الجزائري (قسمًا) في فرنسا، ولربما يكون قد أخذ هذا الجدل أكثر مما يستحق، ففي كل مرة تثار هذه القضية والتي هي قضية تجارية بحتة، ولكن للأسف أن النقاش كثيرا ما يخرج عن الموضوع ويتحول إلى نقاش سياسي عقيم بل وعقيم جدا، لأننا في الجزائر وفي كل مرة نعمد إلى تسييس أي نقاش حتى ولو لم يكن هذا النقاس بالنقاش السياسي!.

وقد يكون من الطبيعي أن يتحول النقاش إلى نقاش سياسي بل وإلى نقاش سياسوي مادام الأمر يتعلق بمادة من المواد الدستورية أو بثابت من الثوابت الوطنية أو برمز من الرموز الوطنية، وأعني بذلك النشيد الوطني (قسمًا) الذي يكرسه الدستور ويحميه القانون.

إن النشيد الوطني الجزائري (قسمًا) من كلمات الشاعر مفدي زكرياء ومن ألحان الموسيقار المصري محمد فوزي، ومن الناحية التجارية والقانونية، فإن هذا النشيد أو الأغنية الوطنية لا يختلف عن بقية الأغاني الأخرى التي يسارع فيها أصحابها من الشعراء والملحنين أو المطربين إلى تسجيلها من أجل الحماية الفكرية حتى لا يتم السطو عليها وتضيع حقوقهم المادية والمعنوية.

إن مصر نفسها لم يكن لها من القوانين والهيئات التي تحمي حقوق المؤلفين، وبشكل محتشم إلا في منتصف الخمسين من القرن العشرين، ولقد كان المؤلفون وخاصة الموسيقيين منهم يسجلون إنتاجهم الفني والأدبي في فرنسا، وبصفة خاصة في مؤسسة (sacem) والتي تعرف بشركة المؤلفين والملحنين والناشرين الموسيقيين، وهذا ما جعل الموسيقار الملحن محمد فوزي يسجل تلحينه للنشيد الوطني الجزائري (قسمًا) في هذه الشركة الفرنسية، وكذلك فعل مثله الشاعر مفدي زكرياء فراح يسجل كلمات النشيد الوطني في هذه الشركة الفرنسية، ذلك أن الجزائر كانت تحت الاحتلال الفرنسي، وحتى غداة الاستقلال لم تكن بالجزائر هيئة تعنى بحقوق التأليف وحقوق المؤلف!!!…

إن الزعم بأن الجزائر قد كانت تدفع إلى فرنسا وبالعملة الصعبة أو بالفرنك الفرنسي مقابل عزف النشيد (قسما)، كلام لا يستند إلى أساس، وهو كلام عار من الصحة والحقيقة، ذلك أن الشركة الفرنسية للمؤلفين والملحنين والناشرين الموسيقيين لم تطلب من الجزائر مقابل عزف النشيد القومي وذلك بالنظر إلى رمزية السلام الوطني، ويمكن التأكد من هذا بالرجوع إلى الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة الذي تأسس عام 1973م، حيث بعد هذا التاريخ قامت الجزائر باسترجاع حقوق جميع المصنفات الفنية من هذه الشركة الفرنسية.

خلاصة القول، أن النشيد الوطني الجزائري (قسمًا) قد أصبحت ملكيته للدولة الجزائرية، وليس للشاعر مفدي زكرياء ولا للموسيقار محمد فوزي، ولا لورثة صاحب الكلمات ولا لورثة صاحب الألحان، فالجزائر أكرمت الملحن محمد فوزي أيما تكريم بعد وفاته، حيث أطلقت اسمه على المعهد الوطني العالي للموسيقى فتنازل ورثته عن حقوقهم المادية والمعنوية للدولة الجزائرية، وكذلك تنازل ورثة مفدي زكرياء، سليمان الشيخ وأخواته.

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا