قطاع الكهرباء في الجزائر يحقق أرقاماً قياسية خلال 2025
القدرة الإجمالية للإنتاج تبلغ 27 ألف ميغاواط ونسبة تغطية تقارب 100%
كشفت الأرقام الرسمية لقطاع الطاقة في الجزائر عن تحقيق إنجازات نوعية خلال عام 2025، حيث بلغت القدرة الإجمالية للإنتاج الكهربائي 27 ألف ميغاواط، مع تسجيل نسبة تغطية وطنية تصل إلى 99 بالمائة تقريباً، في إطار استراتيجية شاملة لتعزيز الأمن الطاقوي وتحديث البنية التحتية.
12.5 مليون زبون وتغطية شبه كاملة
وفق البيانات المتاحة، يبلغ عدد مشتركي الكهرباء في الجزائر 12.5 مليون زبون، مما يعكس التوسع الكبير في شبكة التوزيع والوصول إلى مختلف المناطق الحضرية والريفية. وتؤكد نسبة التغطية التي تقارب 99 بالمائة على نجاح الجهود الوطنية في تعميم الخدمة الكهربائية وضمان حق المواطنين في الحصول على طاقة نظيفة ومستدامة.
تصدير 500 ميغاواط إلى تونس
وفي خطوة تعكس فائض الطاقة المتاحة، تواصل الجزائر تصدير الكهرباء إلى الدول الشقيقة، حيث يتم حالياً تصدير 500 ميغاواط إلى تونس، بما يعادل جزءاً هاماً من احتياجاتها، وهو ما يعزز التعاون الطاقوي المغاربي ويبرز الدور المحوري للجزائر كمصدر إقليمي للطاقة.
استراتيجية طموحة حتى 2035
وفي إطار الرؤية الاستشرافية لقطاع الطاقة، تستهدف الجزائر إنجاز 15 ألف ميغاواط إضافية من الطاقات المتجددة بحلول أفق 2035، ضمن خطة انتقال طاقوي شاملة تهدف إلى تقليص الاعتماد على الطاقات الأحفورية والمساهمة في الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي.
وتشمل هذه الاستراتيجية تطوير مشاريع الطاقة الشمسية والرياح، بالإضافة إلى الاستثمار في تقنيات الهيدروجين الأخضر، بما يتماشى مع التزامات الجزائر الدولية ويفتح آفاقاً جديدة للتصدير والشراكات الاستراتيجية.
سونلغاز تعزز البنية التحتية للغاز
وفي سياق متصل، تواصل شركة سونلغاز تنفيذ خطتها الوطنية الشاملة لتأمين البنية التحتية لشبكة نقل الغاز ذات الضغط العالي وتحسين أدائها وفقاً للمعايير الدولية للسلامة والبيئة.
وأوضح مجمع سونلغاز، في بيان له، أنه في إطار عمليات الصيانة الوقائية التي تقوم بها الشركة الجزائرية للكهرباء والغاز – نقل الغاز، وحرصاً على ضمان النقل الأمثل للغاز الطبيعي عبر منظومة آمنة وفعالة، أنهت الشركة عملية ربط أنبوب نقل الغاز ذي الضغط العالي “28” بوصة الرابط بين حمادي والحامة، بقناة نقل الغاز 16 بوصة القاطعة لواد الحراش.
عملية تقنية بالغة التعقيد
واستغرقت العملية 21 ساعة متواصلة من العمل المتواصل، مع ضمان استمرارية تموين الزبائن بالغاز الطبيعي دون أي انقطاع، وهو ما يعكس الاحترافية العالية للطواقم الفنية والقدرة على إدارة العمليات الحساسة.
وتعد هذه العملية جزءاً من أشغال الصيانة الدورية التي تبرمجها شركة سونلغاز – نقل الغاز، بهدف ضمان النقل الفعال والآمن للغاز الطبيعي، بما يتماشى مع أعلى المعايير الدولية المتعلقة بالسلامة وحماية البيئة.
شريان حيوي للعاصمة
ويكتسي خط أنبوب الغاز الرابط بين حمادي والحامة أهمية قصوى كونه الشريان الممون للناحية الشرقية للعاصمة، فضلاً عن كونه يغذي عدداً من المنشآت الحيوية والقطاعات الاقتصادية الكبرى.
وجاءت هذه العملية تكملة لعملية الفحص باستخدام أداة ذكية (MFL) والتي تعد واحدة من أحدث التكنولوجيات في مجال صيانة أنابيب نقل الغاز، مما يضمن الكشف المبكر عن أي عيوب محتملة ويعزز من سلامة الشبكة.
تنسيق محكم وتجنيد استثنائي
وبهدف إنجاح هذه العملية المهمة والبالغة الحساسية، قامت ناحية نقل الغاز الجزائر وبالتنسيق مع السلطات المحلية وسونلغاز-التوزيع بعقد اجتماعات دورية وأخرى خاصة باللجنة الأمنية لضمان الحصول على التراخيص اللازمة وكذا بهدف التوعية والتحسيس بأهمية وحساسية هذه العملية ومنه تأكيد التعاون مع جميع الأطراف.
كما ساهمت في إنجاح هذه العملية كل من ناحيتي نقل الغاز البليدة وقسنطينة بالإضافة إلى توفير اللوجستيك والآليات اللازمة لإنجاح هذه الأشغال التي تطلبت تجنيد العديد من الوحدات فضلاً عن تسخير حوالي 94 عوناً مؤهلاً من مهندسين وإطارات إضافة إلى 27 آلية أشغال متخصصة.
الجهود المشتركة تضمن النجاح
وكان للجهود المشتركة دور كبير في تعزيز التنسيق والتعاون بين مختلف الوحدات مما ساعد على تسريع وتيرة العمل وكذا ضمان سلامة وجودة العمليات ومنه الالتزام بالمواعيد المحددة دون أي انقطاع في إمدادات الغاز الطبيعي للمواطنين.
ويندرج هذا المشروع في إطار خطة وطنية شاملة لتأمين البنية التحتية لشبكة نقل الغاز ذات الضغط العالي وتحسين أدائها وفقاً للمعايير الدولية للسلامة والبيئة، بما يضمن الأمن الطاقوي للجزائر ويعزز من قدرتها على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في مختلف القطاعات.
الانتقال الطاقوي رهان استراتيجي
وتأتي هذه الإنجازات في قطاعي الكهرباء والغاز في سياق استراتيجية وطنية شاملة للانتقال الطاقوي، حيث تسعى الجزائر إلى تنويع مصادر الطاقة وتعزيز حصة الطاقات المتجددة في المزيج الطاقوي الوطني.
ومع استهداف إنتاج 15 ألف ميغاواط من الطاقات النظيفة بحلول 2035، تضع الجزائر نفسها في مصاف الدول الرائدة إقليمياً في مجال الطاقات المتجددة، مما يفتح آفاقاً واعدة للاستثمار وخلق فرص العمل في القطاعات الخضراء.
وتعكس الأرقام القياسية المسجلة في قطاع الكهرباء والغاز خلال 2025 نجاح السياسات الطاقوية المعتمدة، وتؤكد على التزام الدولة بضمان الأمن الطاقوي وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، مع التطلع نحو مستقبل طاقوي أكثر استدامة ونظافة.
المصدر:
الجزائر الآن
مصدر الصورة