آخر الأخبار

صالون الجزائر الدولي للكتاب يتجاوز معرض القاهرة في عدد الزوار ويتصدر عربيًا وإفريقيًا

شارك
بواسطة محمد بلقور
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد بلقور

● صالون الجزائر الدولي للكتاب يتجاوز معرض القاهرة في عدد الزوار ويتصدر عربيًا وإفريقيًا

● سيلا 28: يتفوق على المعارض الدولية للكتاب بالقاهرة والرياض وبغداد وعواصم عربية أخرى

الجزائر الآن ” شهدت الجزائر خلال الفترة من 20 أكتوبر إلى 8 نوفمبر 2025 النسخة الثامنة والعشرين للصالون الدولي للكتاب “سيلا 28”، في حدث يمثل أكثر من مجرد معرض للكتاب، بل منصة استراتيجية لتعزيز الهوية الوطنية ومكانة الجزائر الثقافية على المستويين العربي والأفريقي.

مع تجاوز عدد زواره خمسة ملايين وستمئة ألف زائر، والمتوقع أن يصل إلى ستة ملايين، يؤكد الصالون قدرة الجزائر على الجمع بين الجماهيرية الكبيرة والتنظيم الراقي الذي يضاهي كبريات الصالونات العالمية.

● حجم المشاركة والتنوع الثقافي

تتميز سيلا 28 بريادتها من حيث عدد العارضين والضيوف المشاركين. فقد استقطب المعرض 1258 عارضًا من 49 دولة، موزعين على مساحة 23 ألف متر مربع، مقدمين أكثر من 140 ألف عنوان متنوع، يشمل الأدب والفكر والفنون والعلوم، إضافة إلى الكتب المصورة وكتب الأطفال والطبخ. كما شارك 270 ضيفًا من مختلف القارات في أكثر من 530 نشاطًا، من ندوات وورشات توقيع وحوارات فكرية، ما يعكس تنوع المحتوى وشموليته، ويفسح المجال أمام تلاقح الأفكار بين الثقافة الوطنية والتجارب العالمية.

● مقارنة مع الصالونات العربية

إذا قارنا سيلا 28 بالصالات العربية الكبرى، يظهر التفوق النوعي والكمّي للصالون الجزائري.

فمعرض بغداد الدولي للكتاب هذا العام 2025، استقطب مليون زائر، ومعرض الرياض الدولي للكتاب بلغ عدد زواره 1.3 مليون، بينما معرض القاهرة الدولي للكتاب سجل 5.55 مليون زائر.

أما المعرض الدولي للكتاب ال 28 للجزائر، فقد تجاوز كل هذه الأرقام، ليس فقط بعدد الزوار، بل بتنوع المشاركات الدولية وبرنامجه الثقافي المكثف، ما يجعل الجزائر مركزًا ثقافيًا إقليميًا بامتياز.

● دلالات ريادة الصالون عربيا وإفريقيا

مصدر الصورة

الريادة الجزائرية “سيلا 28” لا تقف عند الأرقام والإحصاءات، بل تتجاوزها لتصل إلى دلالات سياسية وثقافية استراتيجية:

1. الهوية الوطنية: يؤكد الصالون على دور الثقافة في ترسيخ الهوية الجزائرية، من خلال دعم الناشرين المحليين، وتشجيع القراءة، وتحفيز إنتاج المعرفة.

2. الدبلوماسية الثقافية: مشاركة موريتانيا كضيف شرف، وعلاقات التعاون الثقافي مع فلسطين، تعكس الدور الإقليمي للجزائر في ترسيخ الحوار بين الشعوب، وتوظيف الثقافة كجسر للتقارب السياسي والدبلوماسي.

3. التحول الرقمي والحداثة الثقافية: اهتمام الحكومة بالمكتبة الرقمية ورفع عدد الكتب الإلكترونية إلى 200 ألف كتاب بحلول نهاية 2025 يظهر قدرة الجزائر على مواكبة التحولات العالمية في صناعة المعرفة، وتوسيع دائرة الوصول إلى الثقافة.

4. بناء مجتمع قارئ ومسؤول: يؤكد الصالون، وفقًا لكلمات وزيرة الثقافة مليكة بن دودة، على القراءة كرافد أساسي للتنمية الاجتماعية، وصناعة مجتمع واعٍ ومبتكر، قادر على مواجهة تحديات العصر.

● السيلا كمنصة إقليمية وقارية

بفضل هذا المزيج بين الحجم العالمي، الجودة التنظيمية، والتنوع الفكري، تؤكد الجزائر أن صالونها الدولي للكتاب سيلا 28 تجاوزت حدود المعرض الدولي لتصبح منصة استراتيجية في المشهد الثقافي العربي والأفريقي.

فالصالون يجمع بين القيم الإنسانية، التراث الوطني، والانفتاح على الفكر العالمي، ما يمنح الجزائر موقعًا قياديًا في صناعة الثقافة والكتاب على المستويين العربي والإفريقي.

يمكن القول إن سيلا 28 ليس مجرد معرض للكتاب، بل تجسيد لرؤية استراتيجية للجزائر في ترسيخ الثقافة والفكر كركائز للهوية الوطنية، وللدبلوماسية الثقافية كأداة تواصلية وإقليمية.

ريادة الصالون الجزائري في العالم العربي وإفريقيا تؤكد أن الجزائر أصبحت منصة لا يمكن تجاهلها، وأن كتابها ليس مجرد سلعة ثقافية، بل جسر للمعرفة، ورافد للتأثير الإقليمي والدولي، ومصدر إشعاع للثقافة العربية والإفريقية على حد سواء.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا