الجزائر تتطلع إلى عضوية المجلس التنفيذي لليونسكو
الجزائرالٱن _ أعلن وزير التربية الوطنية أنّ الجزائر، انطلاقًا من قناعتها بأهمية منظمة اليونسكو كإطار للحوار وتبادل الخبرات، ومن أجل تعزيز مشاركتها القريبة في خدمة مبادئ المنظمة وأهدافها السامية، تتطلع إلى الانضمام إلى المجلس التنفيذي لليونسكو للعهدة 2025-2029.
وتُعدّ هذه الخطوة تأكيدًا للمكانة الفاعلة للجزائر ضمن المنظمات الدولية، وتجسيدًا لرؤية رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في جعل التربية والعلم والثقافة ركيزة لتعزيز السلام والتنمية، وإبراز الدور الريادي للجزائر في الدفاع عن القيم الإنسانية النبيلة وتعزيز الحوار بين الشعوب.
مشاركة جزائرية في مؤتمر اليونسكو بسمرقند
ويمثّل وزير التربية الوطنية، رئيس اللجنة الوطنية للتربية والعلم والثقافة، الدكتور محمد صغير سعداوي، الجزائر في أشغال الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، المنعقدة بمدينة سمرقند بجمهورية أوزبكستان، خلال الفترة الممتدة من 04 إلى 08 نوفمبر 2025. وقد ألقى الوزير، ظهيرة الثلاثاء 04 نوفمبر 2025، كلمة استعرض فيها رؤية الجزائر وجهودها في مجالات التربية والعلوم والثقافة، مؤكدًا التزامها الثابت بمبادئ المنظمة وأهدافها في خدمة السلام والتنمية المستدامة.
دعوة لتعزيز ثقافة السلم والتعايش
وأكد الوزير في كلمته أنّ اجتماع سمرقند يأتي بعد ثمانين عامًا من إنشاء اليونسكو، المنظمة التي أرادها مؤسسوها فضاءً للحوار وبناء السلم عبر التربية والعلم والثقافة، مبرزًا أنّ الاتفاقيات الأمنية وحدها لا تكفي لمنع النزاعات، وأن نشر ثقافة السلم يبدأ من العقول. وأوضح أنّ العالم يشهد اليوم تحديات وانقسامات عميقة، الأمر الذي يستدعي تعزيز دور اليونسكو كمنصة متعددة الأطراف تسعى لترسيخ الحق المشترك في العيش الكريم.
وتوقف الوزير عند الوضع الإنساني في غزة، مشيرًا إلى مأساة المدنيين ودمار التراث الإنساني الذي كان شاهدًا على تعايش حضاريّ رفيع، مؤكّدًا ضرورة استعادة القيم المشتركة التي تحمي كرامة الإنسان.
مسيرة الجزائر في بناء المدرسة الوطنية
وأشار الوزير إلى أنّ انعقاد المؤتمر يتزامن مع الذكرى الواحدة والسبعين لثورة أول نوفمبر، التي مكنت الشعب الجزائري من استرجاع استقلاله وبناء دولته، لافتًا إلى أنّ الجزائر كرّست منذ الاستقلال الحق في التعليم المجاني ودعمت تعميم التمدرس الذي بلغ نسبة تقارب 100%، مع اهتمام خاص بتمدرس الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
رقمنة القطاع وتحديث المناهج
وأوضح أنّ الجزائر تعمل ضمن رؤيتها لتحقيق الهدف الرابع للتنمية المستدامة، على تنفيذ استراتيجية وطنية تشمل تعميم رقمنة التسيير التربوي وتوسيع استعمال التكنولوجيات الحديثة ومراجعة مناهج التعليم بما يتلاءم مع تطورات العصر، مع الحرص على تضمين قيم العيش المشترك في المناهج. وأشار إلى أنّ الجزائر بادرت باقتراح القرار الأممي المتعلق بجعل 16 ماي يوماً دولياً للعيش معًا في سلام.
نهضة علمية في مجال الذكاء الاصطناعي
وفي مجال التعليم العالي والبحث العلمي، تضع الجزائر الذكاء الاصطناعي في صدارة أولويات البحث، من خلال إنشاء مجلس علمي يضم نخبة من كوادرها وإنشاء 78 دارًا للذكاء الاصطناعي، مع التزامها بتجسيد الإطار التقني لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي المعتمد من قبل اليونسكو سنة 2024.
حماية التراث والتنوع الثقافي
كما جدّد الوزير تأكيد الجزائر على حماية التراث الثقافي المادي وغير المادي، لاسيما باعتبارها تحتضن المركز الإقليمي لحماية التراث الثقافي غير المادي في إفريقيا. وتواصل الجزائر كذلك جهودها لتعزيز التعددية الإعلامية والتنوع اللغوي والثقافي في الفضاء الرقمي، وتدعم دور اليونسكو في حماية البيئة وربط الثقافة بالطبيعة، مجددًا التضامن مع الدول المتضررة من إعصار مليسا.
تعزيز الأولوية الإفريقية
وشدد الوزير على أهمية الأولوية العالمية لإفريقيا والدول الجزرية الصغيرة النامية، مؤكدًا ضرورة عدم المساس بهذه الأولويات في أي نقاش متعلق بميزانية المنظمة.
المصدر:
الجزائر الآن
مصدر الصورة