تشهد المدارس الجزائرية بمختلف مستوياتها التعليمية بداية مرحلة حاسمة مع انطلاق عمليات التقييم والفروض المتعلقة بالفصل الدراسي الأول، والمقرر انطلاقها في الأسبوع الثاني من الشهر الحالي، وذلك ضمن الاستعدادات المكثفة للامتحانات الرسمية المبرمجة في الفترة الممتدة من السابع حتى الثامن عشر من شهر ديسمبر القادم.
في سياق التطويرات التربوية التي تشهدها المنظومة الوطنية، أدخلت الوزارة الوصية تعديلات جوهرية على آليات التقييم في المدارس الابتدائية، بينما حافظت على الأساليب المتبعة سابقا في المرحلتين المتوسطة والثانوية.
يرتكز النظام الجديد للتقييم في الطور الابتدائي على ثلاثة محاور رئيسة، أولها التقييم الدائم والمتواصل الذي يستهدف رصد التطور الأكاديمي للتلاميذ بشكل دقيق، ويركز بالأساس على مادتي اللغات والحساب.
في مجال اللغات، تشمل عملية التقييم المستمر مهارات متعددة كالتعبير الشفهي والنطق السليم، إضافة إلى القدرات القرائية وحفظ النصوص، بجانب مهارات الكتابة الصحيحة. أما في الرياضيات، فيغطي التقييم مجالات الأرقام والعمليات الحسابية، والقياسات، وتنظيم البيانات، فضلا عن الهندسة والفراغ.
تمنح الدرجات الرقمية بناء على معايير واضحة تتضمن مستوى المشاركة الصفية للتلميذ، ونوعية استجاباته للأسئلة، ومدى التزامه بالتوجيهات، وقدرته على إنجاز المهام سواء بمفرده أو ضمن مجموعات عمل. كما تخصص درجات للأعمال الكتابية المسجلة في الكراسات والدفاتر، بالإضافة إلى المشاريع المنجزة.
يخضع كل تلميذ في المرحلة الابتدائية لامتحان فصلي واحد في كل مادة دراسية. وفي خطوة تربوية مدروسة، يعتمد تقييم تلاميذ السنة الأولى في الفصل الأول على ملاحظات وصفية تحليلية بدلا من الدرجات الرقمية، بما يتيح فهما أعمق لمستوى استيعاب المهارات الأساسية والتحديات التي قد تواجههم.
كذلك يطبق النهج الوصفي على تقييم اللغتين الفرنسية والإنجليزية للسنة الثالثة ابتدائي خلال الفصل الأول، مع ضمان الانتقال التلقائي لتلاميذ السنة الأولى الذين واظبوا على الحضور بانتظام.
بخصوص المرحلتين المتوسطة والثانوية، أكدت الوزارة مواصلة العمل بالمعايير التقييمية ذاتها المعتمدة في السنوات السابقة، والمحددة في المنشور الرسمي الصادر في أكتوبر 2023، دون إجراء أي تعديلات.
تلزم التوجيهات الرسمية مديري المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة بالالتزام الصارم بالتقويم الدراسي والجدول الزمني المحدد للامتحانات. كما يتوجب عليهم ضمان تصحيح جميع الاختبارات والأنشطة التقييمية بحضور التلاميذ، وتمكينهم من الاطلاع على أوراق إجاباتهم لتحديد نقاط القوة التي ينبغي تعزيزها والجوانب المحتاجة للتطوير.
    
    
        المصدر:
        
             الإخبارية