الجزائرالٱن _ استقبل وزير الطاقة والطاقات المتجددة مراد عجال، بمقر الوزارة، وفدًا رفيعًا من مجلس إدارة البنك الدولي، ضم ممثلين عن سبعين دولة عبر العالم، في زيارة خصصت لتعزيز التعاون وتوسيع مجالات الشراكة في قطاع الطاقة، خصوصًا في مجال تطوير الطاقات النظيفة والهيدروجين الأخضر.
الاجتماع، الذي حضره ممثل عن وزارة المالية وعدد من الإطارات المركزية، شكّل فضاءً لتبادل الرؤى حول مستقبل الاستثمار في الطاقات المتجددة، وتحديد مجالات التعاون العملي بين الطرفين خلال المرحلة المقبلة.
الجزائر تراهن على مشروع ضخم لإنتاج الكهرباء النظيفة
في كلمته الافتتاحية، أكد الوزير مراد عجال أن الجزائر تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق انتقال طاقوي فعلي، من خلال الاستثمار في مشاريع عملاقة تستهدف إنتاج 15 ألف ميغاواط من الطاقات المتجددة في أفق 2035.
وأشار إلى أن المرحلة الأولى من هذا البرنامج، المتمثلة في مشروع إنتاج 3200 ميغاواط من الطاقة الشمسية الكهروضوئية، بلغت مراحل متقدمة من التنفيذ، ومن المنتظر أن يبدأ تشغيلها الفعلي سنة 2026، ما يجعل الجزائر من الدول الرائدة في المنطقة في مجال إنتاج الكهرباء النظيفة.
مشاريع استراتيجية لتعزيز الحضور الدولي للجزائر
كشف الوزير عن مجموعة من المشاريع الكبرى التي يجري العمل على تجسيدها، أبرزها مشروع الخط الكهربائي البحري الرابط بين الجزائر وإيطاليا، الذي سيسمح بتصدير الكهرباء إلى أوروبا، فضلًا عن مشروع الربط الطاقوي بين شمال إفريقيا وجنوبها، بما يعزز التعاون مع الدول الإفريقية ويفتح آفاقًا اقتصادية واعدة في القارة.
كما أشار عجال إلى أن الجزائر أصبحت تمتلك قاعدة طاقوية متينة تجعلها “دولة منتجة لطاقة دائمة وآمنة وموثوقة”، مشددًا على أن الهدف المقبل يتمثل في التوجه نحو تصدير الكهرباء والطاقات النظيفة للأسواق الخارجية.
دعوة لمرافقة دولية في مشاريع التحول الطاقوي
وأكد الوزير رغبة الجزائر في توسيع التعاون مع البنك الدولي، عبر إشراكه في دراسة وتمويل المشاريع الطاقوية الكبرى التي تتطلب استثمارات ضخمة، لاسيما تلك المتعلقة بالهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية والربط الكهربائي الإقليمي، معتبرًا أن دعم البنك الدولي سيكون عنصرًا حاسمًا في تسريع تنفيذ البرنامج الوطني للانتقال الطاقوي.
إشادة من البنك الدولي والتزام بدعم التعاون
من جهته، عبّر وفد البنك الدولي عن اهتمامه الكبير بالتجربة الجزائرية في مجال التحول الطاقوي، معتبرًا أنها تشكل نموذجًا واعدًا في المنطقة. وأكد أعضاء الوفد استعداد البنك لتفعيل آليات التعاون مع الجزائر من خلال أدوات تمويل ودعم تقني مبتكرة، تضمن تسريع وتيرة تنفيذ المشاريع وجعلها أكثر فاعلية.
وشدّد ممثلو البنك الدولي على التزامهم بمواكبة الجهود الجزائرية في مجالات الطاقات المتجددة، مشيرين إلى أن المرحلة المقبلة ستعرف تعزيز التنسيق بين الجانبين بما يضمن بلوغ الأهداف المسطرة في أقرب الآجال.
نحو شراكة طاقوية بنظرة مستقبلية
يُبرز هذا اللقاء الطابع الاستراتيجي للتعاون بين الجزائر والبنك الدولي، ويؤكد المكانة المتنامية للجزائر كفاعل إقليمي في مجال الطاقات المتجددة، بفضل رؤيتها الطاقوية الجديدة التي تجمع بين الأمن الطاقوي والتنمية المستدامة، وتفتح الطريق أمام شراكات دولية أوسع لتحقيق تحول اقتصادي نظيف ومستدام.
    
    
        المصدر:
        
             الجزائر الآن
        
    
 
   مصدر الصورة