آخر الأخبار

سفير الجزائر لدى القاهرة: "العلاقات الجزائرية المصرية صفحة ناصعة في سجل الثورة وروح نوفمبر تجمعنا دائمًا"

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

سفير الجزائر لدى القاهرة: “العلاقات الجزائرية المصرية صفحة ناصعة في سجل الثورة وروح نوفمبر تجمعنا دائمًا”

أكد السفير محمد سفيان براح، سفير الجزائر بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن العلاقات الجزائرية المصرية ليست مجرد تعاون سياسي أو تبادل دبلوماسي، بل هي جزء من تاريخ مشترك نسجته التضحيات منذ أيام الثورة التحريرية، حين كانت مصر السند الأقرب للجزائريين في معركتهم من أجل الحرية.

وفي كلمته خلال الاحتفال بالذكرى الواحدة والسبعين لاندلاع ثورة أول نوفمبر، استعاد السفير براح صفحات مضيئة من تلك المرحلة، مشيرًا إلى أن مصر كانت الحاضنة الأولى لرجال الثورة، والداعم السياسي والعسكري والإعلامي لقضيتهم العادلة، دون انتظار أي مقابل.

وأوضح أن القاهرة آمنت منذ البداية بأن استقلال الجزائر هو انتصار للأمة العربية بأكملها، مشددًا على أن هذا الدعم سيظل محفورًا في الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري الذي ردّ الجميل في مختلف المحطات التاريخية، من بينها مشاركته الفاعلة في دعم مصر خلال حربي 1967 و1973.

تلاحم مستمر ودور مشترك في القضايا العربية

وأضاف السفير براح أن ما جمع الجزائر ومصر لم يكن ظرفًا عابرًا، بل تحوّل إلى رصيد ثابت من الثقة والتفاهم والتكامل. وأوضح أن البلدين يواصلان اليوم أداء دورهما المحوري في محيطهما العربي والإفريقي، بصفتهما ركيزتين للأمن القومي العربي وصوتين منسجمين في الدفاع عن القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تبقى رمزًا لوحدة الموقف والمصير.

تعاون استراتيجي ورؤية اقتصادية طموحة

وأشار السفير إلى أن العلاقات الثنائية تعرف ديناميكية متجددة تعكس الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين في توطيد التعاون وفتح آفاق جديدة للشراكة.

ولفت إلى أن زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى القاهرة في أكتوبر 2024 شكّلت محطة مهمة في هذا المسار، حيث رسخت نهج التشاور بين القيادتين، وتم الاتفاق على رفع حجم المبادلات التجارية إلى خمسة مليارات دولار سنويًا، في خطوة تؤكد الطموح المشترك لبناء تعاون اقتصادي متين ومتوازن.

اللجنة العليا المشتركة.. دفعة جديدة للتكامل

وكشف السفير أن العاصمة المصرية ستحتضن خلال النصف الثاني من نوفمبر الجاري الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة الجزائرية المصرية، وهي محطة ينتظر أن تُتوج بتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم جديدة، إلى جانب تنظيم منتدى لرجال الأعمال من الجانبين، بهدف تعزيز الاستثمارات وتوسيع التعاون في القطاعات الصناعية والخدماتية والطاقة.

الجزائر تبنى على روح نوفمبر

وفي سياق حديثه عن رمزية ثورة التحرير، أكد السفير براح أن الجزائر تستمد من روح نوفمبر عزيمتها في معركة البناء والتحديث، بعد أن كرست استقلالها بسيادتها الاقتصادية وقرارها الوطني المستقل. وأشار إلى أن الاقتصاد الجزائري حقق نموًا يقارب 4% سنة 2024، مع توقعات بمواصلة الصعود خلال 2025، بفضل سياسة تنويع الاقتصاد ودعم الصناعات التحويلية وتشجيع التصدير خارج قطاع المحروقات.

كما تطرق إلى الإنجازات المحققة في التعليم والبحث العلمي والصحة والبنية التحتية، معتبرًا أن مشاريع مثل الطريق العابر للصحراء الذي يربط الجزائر بنيجيريا تمثل نموذجًا لرؤية الجزائر في تعزيز التكامل العربي الإفريقي.

نوفمبر.. ذاكرة أمة ومشعل للمستقبل

وختم السفير الجزائري كلمته بالتأكيد على أن روح نوفمبر ستبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة، تدفعها للعمل والتفاني في خدمة الوطن، مشيرًا إلى أن معركة البناء لا تقل قداسة عن معركة التحرير.

وأضاف أن العلاقات الجزائرية المصرية ستظل نموذجًا للتعاون القائم على الاحترام والمصير المشترك، ومثالًا حيًا على أن الأخوة النضالية قادرة على أن تتحول إلى قوة بنّاءة لصون الأمن والاستقرار وبناء مستقبل عربي أكثر عدلًا وتوازنًا.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا