الجزائر الآن _ أكد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطّاف، في حوار مع قناة “الجزائر الدولية”، أن الموقف الأمريكي الأخير يعكس تحوّلًا ملحوظًا في مقاربة واشنطن لقضية الصحراء الغربية، بعدما أقرّ مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مسعد بولس، بأنّ “الحكم الذاتي” لم يعد الخيار الوحيد المطروح لحلّ النزاع. مؤكدا في ذات السباق أن واشنطن أصبحت تفرق بين موقفها الوطني و موقفها كوسيط
● نحو مقاربة أمريكية أكثر توازنًا
وأوضح عطّاف أن مستشار ترامب شدّد في حديثه على أن الحلّ يجب أن ينبع من اتفاق مباشر بين طرفي النزاع، أي بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، وهو ما اعتبره الوزير “تطورًا إيجابيًا ينسجم مع الموقف الجزائري الداعي إلى مفاوضات مباشرة تضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”.
وأضاف الوزير أن كلّ اللقاءات التي جمعته بمسؤولين أمريكيين، وعلى رأسهم المستشار مسعد بولس، كانت فرصة لتجديد التأكيد على أن الطريق الوحيد نحو تسوية عادلة ومستدامة يمرّ عبر حوار مباشر بين الطرفين المعنيين، بعيدًا عن أي حلول مفروضة من الخارج.
● واشنطن بين الموقف الوطني ودور الوسيط
وأشار عطّاف إلى أن الولايات المتحدة، رغم تبنّيها لموقف وطني واضح في مرحلة سابقة، تسعى اليوم إلى التحوّل إلى وسيط نزيه قادر على تقريب وجهات النظر بين الطرفين.
واعتبر أن هذا التحوّل بدا جليًا في تصريحات بولس، التي أظهرت استعداد واشنطن للعمل تحت مظلة الأمم المتحدة ووفق المرجعيات الدولية ذات الصلة بإنهاء الاستعمار.
● واقعية جديدة في القرار الأممي
وفي قراءته لقرار مجلس الأمن الأخير، أشار عطّاف إلى أن النصّ الأممي تضمّن “واقعية جديدة”، تميّزت بعودة التأكيد على المرجعية الأممية لحق تقرير المصير.
وقال إن ما يبعث على الارتياح هو أنّ واشنطن أصبحت تُفرّق بين موقفها الوطني وموقفها كعضو دائم في مجلس الأمن مطالب بالحياد.
●حقّ تقرير المصير في صلب المداولات
وأكد وزير الخارجية أنّ الأمم المتحدة ما تزال تُدرج ضمن جدول أعمالها سبعة عشر إقليمًا غير متمتع بالسيادة، يُعترف لها جميعًا بحق تقرير المصير، متسائلًا: “كيف يمكن أن تُستثنى الصحراء الغربية وحدها من هذا الحق؟”
وأضاف أن عدداً من الدول الأعضاء في مجلس الأمن، بلغ ثمانية، قدّمت تعديلات على مشروع القرار الأممي الأخير، جميعها تمحورت حول تأكيد حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وهو ما اعتبره عطّاف دليلًا على رسوخ هذا المبدأ في قناعة المجتمع الدولي.
● العودة إلى الشرعية الدولية
وفي ختام حديثه، عبّر عطّاف عن أمله في أن تشهد المرحلة المقبلة عودة فعلية إلى المراجع الأممية والقانون الدولي في معالجة قضية الصحراء الغربية، مؤكداً أن “الشرعية الدولية وحدها هي الكفيلة بإعادة الحق إلى أصحابه، وتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره وفق ميثاق الأمم المتحدة“.
المصدر:
الجزائر الآن
مصدر الصورة