آخر الأخبار

"استقبلتموني كالملوك".. رسالة مؤثرة من قلب غزة إلى الجزائر

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

“استقبلتموني كالملوك”.. رسالة مؤثرة من قلب غزة إلى الجزائر

الشيخ محمود الحسنات يشكر الجزائر بمناسبة عيد الثورة: “أحبكم في الله”

في رسالة محملة بالمشاعر والامتنان، وجّه الشيخ الفلسطيني محمود الحسنات، المقيم في قطاع غزة المحاصر، تحية خاصة إلى الجزائر بمناسبة الذكرى الحادية والسبعين لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة.

استقبال بمستوى الرؤساء والملوك

عبر صفحته الرسمية على موقع “فايسبوك”، كتب الشيخ الحسنات كلمات قليلة لكنها عميقة المعنى: “الدولة الوحيدة التي استقبلتني في المطار في القاعة التي يُستقبل بها الرؤساء والملوك.. أحبكم في الله”.

هذه الكلمات البسيطة تحمل في طياتها تقديراً عميقاً لموقف الجزائر الثابت من القضية الفلسطينية، وتعكس الاحترام الذي توليه الجزائر لعلماء ومشايخ فلسطين، الذين يمثلون رمزاً للصمود في وجه الاحتلال.

تفاعل جماهيري واسع

لم تكن رسالة الشيخ الغزي مجرد منشور عابر على وسائل التواصل الاجتماعي، بل تحولت إلى ظاهرة تفاعلية، حيث نالت عشرات الآلاف من الاعجابات والتفاعلات والمشاركات، في دلالة واضحة على عمق الارتباط بين الشعبين الفلسطيني والجزائري.

الجزائر وفلسطين: علاقة تاريخية متجذرة

تأتي هذه الرسالة لتؤكد مجدداً العلاقة الاستثنائية التي تربط الجزائر بالقضية الفلسطينية منذ عقود. فالجزائر، التي خاضت حرب تحرير دامية ضد الاستعمار الفرنسي، كانت ولا تزال من أكثر الدول العربية والإسلامية دعماً لنضال الشعب الفلسطيني، سواء على المستوى الدبلوماسي أو الشعبي أو الإنساني.

بروتوكول استثنائي لضيوف استثنائيين

استقبال الشيخ الحسنات في القاعة المخصصة لكبار الشخصيات والرؤساء والملوك ليس مجرد إجراء بروتوكولي، بل هو رسالة سياسية ورمزية واضحة مفادها أن الجزائر تضع القضية الفلسطينية ورموزها في أعلى سلم أولوياتها.

هذا الاستقبال يعكس أيضاً احترام الجزائر العميق لعلماء الدين الفلسطينيين الذين يقفون في الخطوط الأمامية للدفاع عن هوية فلسطين وثوابتها، ويواصلون تعليم الأجيال رغم الحصار والقصف والتدمير.

“أحبكم في الله”: علاقة إيمانية قبل أن تكون سياسية

عبارة “أحبكم في الله” التي اختتم بها الشيخ الحسنات رسالته تحمل بعداً إيمانياً عميقاً، يتجاوز العلاقات السياسية أو الدبلوماسية العادية. إنها تعبير عن رابطة أخوية إيمانية تجمع بين شعبين عانيا من ويلات الاستعمار، وناضلا من أجل الحرية والكرامة.

توقيت الرسالة: في ذكرى ثورة نوفمبر المجيدة

اختيار الشيخ الحسنات للذكرى الـ71 لاندلاع الثورة التحريرية الجزائرية لتوجيه رسالته ليس عشوائياً. فهو يربط بين نضال الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي ونضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، في تأكيد على وحدة القضايا العادلة ووحدة النضال ضد الظلم والاستعمار.

صوت من قلب الجحيم

ما يجعل رسالة الشيخ الحسنات أكثر تأثيراً هو أنها تأتي من قلب غزة المحاصرة، القطاع الذي يعيش أسوأ كارثة إنسانية في تاريخه الحديث، حيث يتعرض لحرب إبادة ممنهجة منذ أكثر من عام.

رغم كل المعاناة والدمار والموت الذي يحيط بأهل غزة، فإن الشيخ الحسنات لم ينس أن يوجه رسالة شكر وتقدير للجزائر، في دلالة على أن القيم والوفاء يبقيان حاضرين حتى في أحلك الظروف.

دلالات سياسية ورمزية

رسالة الشيخ الحسنات تحمل عدة دلالات:

أولاً: تأكيد على أن الجزائر تبقى الوجهة المفضلة والأكثر احتراماً لرموز المقاومة الفلسطينية، في وقت تطبّع فيه دول عربية عديدة مع الكيان الصهيوني.

ثانياً: رسالة إلى الدول العربية الأخرى بأن الموقف الجزائري الثابت والمبدئي من القضية الفلسطينية محل تقدير واحترام من الفلسطينيين أنفسهم.

ثالثاً: تعبير عن الامتنان لسياسة الجزائر التي لا تكتفي بالمواقف السياسية، بل تترجمها إلى أفعال ملموسة واحترام فعلي لرموز القضية الفلسطينية.

عندما يتحدث الوفاء

في زمن تتراجع فيه القيم وتتبدل فيه المواقف بسرعة البرق، تأتي رسالة الشيخ محمود الحسنات لتذكرنا بأن الوفاء والاعتراف بالجميل قيم لا تموت.

الجزائر التي وقفت مع فلسطين في كل المحافل الدولية، والتي رفضت التطبيع مع الكيان الصهيوني رغم كل الضغوط، والتي احتضنت قادة ورموز المقاومة الفلسطينية على مر العقود، تستحق أكثر من مجرد كلمات شكر.

لكن هذه الكلمات، القادمة من قلب غزة المحاصرة، من شيخ يعيش وسط الدمار والموت، تحمل من المعاني والدلالات ما يفوق آلاف الخطب والبيانات السياسية.

“أحبكم في الله”.. ثلاث كلمات تختصر علاقة سبعة عقود من التضامن والوفاء والأخوة.

شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا