طعام يتناوله اليابانيون كل يوم للعيش عمرًا طويلًا!

يبحث العالم منذ سنوات عن سر طول عمر اليابانيين وصحتهم المذهلة، لكن الإجابة قد تكون أبسط مما نتصور. فحسب موقع Sciencepost، يكمن السر في طعام أو مكون غذائي واحد يتناوله اليابانيون يوميًا، ليس دواء ولا وصفة معقدة، بل الميسو، تلك العجينة البنية المالحة المصنوعة من فول الصويا والمخمرة بطريقة تقليدية منذ قرون.

يحتل الميسو مكانة أساسية في المطبخ الياباني منذ مئات السنين، إذ يرافق الوجبات من الإفطار إلى العشاء. يدخل في تحضير الشوربات والصلصات والمخللات وحتى المرقات، ما يجعله عنصرًا غذائيًا حاضرًا بشكل يومي. ويؤكد خبراء التغذية أن هذه العادة ليست صدفة، بل جزء من فلسفة غذائية متوازنة جعلت من اليابان رمزًا لطول العمر والصحة الجيدة.

ويكشف التقرير أن سر الميسو يبدأ من عملية التخمير الطبيعية التي تجمع بين فول الصويا والملح وأحيانًا الأرز أو الشعير، ليعمل عليها مزيج من البكتيريا والخمائر والفطريات المفيدة. والنتيجة عجينة غنية بالنكهات والمركبات الحيوية التي تعزز صحة الجسم.

ويبرز الميسو بفضل احتوائه على البروبيوتيك، وهي بكتيريا نافعة تقوي الجهاز الهضمي وتحسن توازن الأمعاء، مما يرفع كفاءة المناعة ويقلل من مشاكل الهضم. كما أنه مصدر قوي للمضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من الشيخوخة المبكرة وتحد من الأمراض المزمنة الناتجة عن التوتر التأكسدي.

وتؤكد الدراسات اليابانية والدولية التي أوردها الموقع أن استهلاك الميسو بانتظام يرتبط بتحسن صحة القلب وتنظيم ضغط الدم وخفض مؤشرات الالتهاب، وهي عوامل أساسية في الوقاية من أمراض العصر. وتشير الأبحاث أيضًا إلى أن إدخاله في النظام الغذائي قد يكون أحد أسباب ارتفاع متوسط العمر في اليابان.

ويمكن اعتماد الميسو بسهولة في المطبخ العربي أو الغربي عبر إضافته إلى الشوربات أو الصلصات أو المارينات. كما ينصح الخبراء باستخدام ملعقة طعام واحدة يوميًا وتجنب غليه للحفاظ على فوائده الحيوية.

في النهاية، يخلص التقرير إلى أن الميسو ليس مجرد طعام تقليدي بل أسلوب حياة يجمع بين البساطة والتوازن، ويعكس فلسفة يابانية عميقة ترى في الغذاء وسيلة للوقاية قبل أن يكون مجرد متعة. قد تكون هذه العجينة الصغيرة سر كبير في رحلة الإنسان نحو حياة أطول وأكثر صحة.

@ آلاء عمري