نيويورك – أوضحت روسيا الاتحادية الأسباب التي دفعتها إلى الامتناع عن التصويت على مشروع قرار مجلس الأمن بشأن تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، مؤكدة رفضها لما وصفته بـ”النهج غير المتوازن والمسيّس” الذي طبع مسار إعداد القرار.

وقال المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في تصريح رسمي، مساء الخميس، إنّ بلاده “لم يكن بإمكانها تأييد نصٍّ غير متوازن إلى هذا الحد”، مضيفًا أن بعض الأطراف “تصرفت وكأن مجلس الأمن أداة لخدمة أجنداتها الوطنية”، في إشارة إلى ما سمّاهم “الرعاة غير الرسميين” للملف.

● انتقاد للطريقة الأمريكية في إدارة الملف

وأشار نيبينزيا إلى أن الطريقة التي جرى بها تمرير القرار “تتعارض تمامًا مع الممارسة الراسخة في مجلس الأمن”، التي تقوم على التوافق وأخذ مواقف جميع الأعضاء بعين الاعتبار.
وأعرب عن استغرابه لكون “الولايات المتحدة، وللسنة الثانية على التوالي، تتجنب مناقشة النصوص المتعلقة بالصحراء الغربية ضمن الإطار الكامل للمجلس”.

وأضاف الدبلوماسي الروسي أن غياب الحوار الشامل دفع أحد الوفود إلى المطالبة بعرض المشروع أمام التشكيلة الكاملة لمجلس الأمن، ما اعتبره “دليلًا على ضعف في إدارة الملف وتحوله إلى عمل مرتجل ومسيّس”.

● تراجع عن الأساس الأممي لتسوية النزاع

وأكد نيبينزيا أن القرار الجديد يمثّل، من وجهة نظر موسكو، “تراجعًا عن الأساس الذي اعتمدته الأمم المتحدة منذ البداية في تسوية قضية الصحراء الغربية”، مشددًا على أن هذا الأساس “لا يزال قائمًا ولا يجوز إخضاعه لأي مراجعة أو تعديل”.

ورغم تحفظاتها، أوضحت روسيا أنها لم تعرقل تمرير القرار، حرصًا على “منح العملية السياسية فرصة جديدة”، لكنها حذّرت في المقابل من أن “الاندفاع الكاوبوي” الذي تنتهجه بعض الدول قد يؤدي إلى نتائج عكسية ويعيد تأجيج نزاعٍ ظلّ مجمّدًا لعقود.

● دعوة لدعم جهود دي ميستورا

وأعرب المندوب الروسي عن أمل بلاده في أن ينجح المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، في “تهيئة الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات والتوصل إلى حلّ متوافق عليه يضمن للشعب الصحراوي حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير بحرية”.

● روسيا تتمسك بالشرعية الدولية

وختم نيبينزيا تصريحه بالتأكيد على أن أي تسوية للنزاع “يجب أن تكون منسجمة مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن السابقة”، مضيفًا: “لا يمكن أن يكون هناك مسار آخر خارج هذا الإطار”.