● هذا ما قالها بن جامع بمجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء الغربية
● الجزائر في مجلس الأمن: تقرير المصير ليس شعاراً بل مبدأ أممي لا يُساوَم عليه
الجزائر الآن _ في جلسة مجلس الأمن المخصصة لمناقشة قضية الصحراء الغربية، شدّد المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، على أن بلاده اختارت، بكل مسؤولية، أن تنأى بنفسها عن نصّ القرار الأخير، لأنه لا يعكس جوهر المبادئ الأممية المتعلقة بتصفية الاستعمار.
● بن جامع: الجزائر نأت بنفسها عن نص لا يعكس مبادئ تصفية الاستعمار
قال بن جامع في مستهل كلمته: “لقد ابتعدنا عن نص لا يعبّر عن المبادئ الأساسية للأمم المتحدة ولا عن فلسفة إنهاء الاستعمار”. ثم تساءل بنبرة واضحة: “هل ما زلنا بحاجة إلى التذكير بهذه الحقائق البديهية؟”.
واستشهد في هذا السياق بمقولة الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون: “لا يمكننا أن نسلّم شعباً من سيادة إلى أخرى”.
وأكد أن حق تقرير المصير ليس مجرد عبارة متداولة، بل هو مبدأ أساسي للتحرك الأممي، يستوجب احترامه والتمسك به كضمانة لأي تسوية عادلة.
● واشنطن حاولت تحسين الصيغة… لكن النصّ بقي دون مستوى التطلعات
وأوضح المندوب الجزائري أن الجزائر شاركت بـ”نية صادقة” في المفاوضات المتعلقة بالنص الأمريكي، موجهاً شكره لواشنطن على جهودها لتحسين محتوى الوثيقة. ومع ذلك، قال بن جامع بصراحة إن الصيغة النهائية ما زالت دون مستوى التطلعات، لأنها لم تعكس الواقع القائم ولا مبدأ التوازن بين الطرفين المتنازعين.
● النص يميل نحو الرؤية المغربية ويتجاهل تطلعات الشعب الصحراوي
وأشار بن جامع إلى أن النص الأخير يميل بوضوح نحو الرؤية المغربية، في حين يغفل تطلعات الشعب الصحراوي الذي يناضل منذ أكثر من خمسين عاماً من أجل حريته واستقلاله. وأضاف أن الوثيقة لا تأخذ بعين الاعتبار جبهة البوليساريو، وهو ما يثير تساؤلات قانونية خطيرة حول الأسس التي بُني عليها إطار التفاوض المقترح.
● مخاوف قانونية من اختلال التوازن وغياب جبهة البوليساريو عن النص
وأكد أن النص يعاني من خلل في التوازن، إذ يمنح الأسبقية لطموح طرف واحد على حساب الطرف الآخر، ويغفل الركيزة القانونية التي تمثلها جبهة البوليساريو باعتبارها الطرف المعني مباشرة بالنزاع. وشدد على أن هذا الإغفال يثير إشكالات قانونية وشرعية وجدية حول مصداقية المسار التفاوضي المقترح.
● بن جامع: الحل العادل والدائم يمرّ عبر الحق الثابت في تقرير المصير
وأضاف بن جامع أن الوصول إلى صيغة منصفة كان يتطلب “جهداً إضافياً”، معبّراً عن أسفه لأن الدولة “حاملة القلم”، رغم نواياها الحسنة، لم تتمكن من تجاوز اعتراضات بعض الأطراف لطرح تعديلات قانونية ضرورية.
وتوقف عند ما سماه “مبادرة ترامب”، التي “أثارت في حينها اهتماماً وأملاً”، لكنها لم تنجح – على حدّ تعبيره – في إطلاق مسار سياسي متوازن. وأكد أن أي حل عادل ودائم لا يمكن أن يقوم إلا على الحق غير القابل للتصرف لشعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره، وهو المبدأ الذي وصفه بأنه “الضمانة الوحيدة” للاستقرار والعدالة.
● الجزائر تجدد تمسكها بالحل السلمي والإنصاف والعدالة كأساس لأي مفاوضات
وفي ختام كلمته، جدّد المندوب الجزائري تمسّك بلاده بمبدأ الحل السلمي للنزاعات وفق ميثاق الأمم المتحدة، مؤكداً أن الجزائر ستظل مستعدة للانخراط في أي مفاوضات تحترم مبادئ الإنصاف، الحياد والعدالة.
وشدد بن جامع على أن الجزائر تؤمن بأن التسوية النهائية لقضية الصحراء الغربية لن تكون ممكنة إلا من خلال احترام إرادة الشعب الصحراوي وحقه المشروع في تقرير المصير، داعياً مجلس الأمن إلى تحمّل مسؤولياته التاريخية في هذا الملف الذي طال أمده.
المصدر:
الجزائر الآن
مصدر الصورة