آخر الأخبار

وزير الفلاحة: سنعيد للأرض مكانتها وللمواطن سيادته الغذائية

شارك

انطلقت، الاثنين، بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال” بالعاصمة، أشغال المؤتمر الوطني حول عصرنة الفلاحة، الرامي إلى وضع توجهات استراتيجية وإجراءات عملية من شأنها أن تجعل من القطاع محركا للنمو الاقتصادي، تحت إشراف وزير الفلاحة.

المؤتمر الذي تنظمه وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، يومي 27 و28 أكتوبر تحت إشراف وزير القطاع، ياسين المهدي وليد، بحضور أعضاء من الحكومة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، محمد بوخاري، والمدير العام للجمارك، عبد الحفيظ بخوش، عرف حضور مسؤولي هيئات ومؤسسات اقتصادية ومالية، وممثلي منظمات دولية، وكذا خبراء وطنيين وأجانب مختصين في المجال الفلاحي.

وفي كلمة له بالمناسبة، أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، ياسين مهدي وليد، أن القطاع يراهن خلال السنوات الخمس المقبلة، على بلوغ إنتاج القمح بمعدل 40 قنطارا في الهكتار من خلال تعميم البذور المحسّنة، مضيفا “إن طموحنا تحقيق الأمن الغذائي لجزائر 65 مليون نسمة ونريد أن نصبح مصدرين للمنتجات الفلاحية”، مشيرا إلى أنه “سيتم وضع اللبنة الأولى للتحول النوعي لقطاعنا ونعيد للأرض مكانتها والفلاح كرامته وللمواطن سيادته الغذائية”.

وأشرف الوزير رفقة وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، على تنصيب المجلس العلمي الوطني للأمن الغذائي، الذي كلف بمرافقة مسار عصرنة قطاع الفلاحة بالاعتماد على البحوث العلمية والتكنولوجيا الحديثة، ويترأس المجلس عمار عزيون، مدير مركز البحث في البيوتكنولوجيا المتواجد بقسنطينة، فيما يتشكل هذا المجلس من 34 باحثا وأساتذة مختصين في المجال الفلاحي، وممثلين عن عدد من القطاعات الوزارية.

وفي كلمة له بالمناسبة، أكد عزيون، أن المجال سيبقى مفتوحا لضم المزيد من الكفاءات الوطنية، وذلك لمرافقة قطاع الفلاحة بطرق مدروسة، تعتمد على العلم والمعرفة والابتكار من خلال خطة عمل تركز على الأولويات التي تحددها الوزارة.

وأبرز المتحدث أن الجامعات والمعاهد ستكون سندا علميا لمرافقة قطاع الفلاحة، بالنظر إلى التغيرات المناخية “القاسية” التي لا يمكن التعامل معها بالطرق التقليدية وإنما من خلال مرافقة قطاع الفلاحة بكل ما تنتجه الجامعات الجزائرية من ابتكار.

من جهته، أكد مدير المدرسة الوطنية العليا للعلوم الفلاحية، حرطاني طارق، أن قطاع الفلاحة يمثل إحدى أهم ركائز الاقتصاد الوطني، وهو خزان للطاقة الشبابية والمواهب الميدانية التي تعمل بإصرار على تحقيق السيادة الوطنية والأمن الغذائي للبلاد، مضيفا أن المؤتمر يمثل لحظة تقييم واستشراف، كما أشار إلى أن التحول الرقمي في قطاع الفلاحة العصرية يعتبر مسارا تدريجيا يبدأ من المعلومة وينتهي عند المردودية.

وتابع المسؤول ذاته بالقول: “العصرنة ليست مجرد تكنولوجيا بل هي طريقة تفكير وتعلم من واقع الفلاح على الأرض. واستيعاب أحدث ما توصل إليه العالم في مجالات الزراعة الذكية والبيئية، والتسيير من أجل رفع المردودية وتحقيق إنتاج مستدام”، وأضاف: “إدارة الموارد المائية باتت من التحديات الكبرى التي تواجه الفلاحة في الجزائر،خاصة في ظل الجفاف وتذبذب تساقط الأمطار في منطقتي شمال إفريقيا والشرق الأوسط خلال الخمسين سنة الماضية”.

وشدد حرطاني على أهمية الاستراتيجية الوطنية الفلاحية الجديدة، والتي يجب أن ترتكز على تحديد نقاط القوة في الشُعب الفلاحية، مثل إنتاج التمور وبعض أنواع الخضراوات ذات الآفاق الواعدة في التصدير، ودعا إلى دعم الشُعب التي ما تزال بحاجة إلى التطوير لتقليص حجم التبعية للخارج مع التأكيد على أن الجزائر بلد قارة ومتعدد المناخات.

كما قال حرطاني إن البحث العلمي، مفتاح الحل لكل التحديات الفلاحية، من خلال القدرة على التنبؤ بمواسم الإنتاج قبل الحصاد وتحسين استخدام الآلات والمكننة في المناطق الواسعة، قبل أن يتطرق إلى أهمية المكننة بوصفها قاعدة أساسية للعصرنة، مشيرا إلى أن الدول الصناعية المتقدمة طورت فلاحة مبنية على الإلكترونيات والروبوتيك.

وأضاف بالقول:” الجزائر بدأت جهودا حقيقية لتوطين المكننة وتكييفها مع خصوصيات المناطق. ويتعين الاستماع للفلاح وإشراكه في اتخاذ القرار”، كما لفت حرطاني إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل الخطوة الأولى نحو عصرنة حقيقية. تبدأ برقمنة البيانات الخاصة بالقطاع الفلاحي.

هذا ويتخلل المؤتمر تنظيم عدة ورشات تتناول مواضيع متعلقة بتكثيف وتحسين الإنتاج في الشُعب الاستراتيجية، الإدارة المستدامة للموارد المائية الفلاحية، وكذا التحديث عبر المكننة والزراعة الذكية، إضافة إلى التمويل والتأمين الفلاحي والتغطية الاجتماعية.

وسيتم التطرق إلى تنمية الشُعب الفلاحية وتنظيم الأسواق لتحقيق التوازن بين العرض والطلب، التحول الرقمي وإرساء نظام معلوماتي فلاحي شامل، توضيح وتنظيم الوضعية العقارية للمستثمرات الفلاحية، الإصلاح المؤسساتي وتحديث حوكمة القطاع.

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا