لا يفقد الإنسان طاقته فقط مع التقدم في العمر، بل يتراجع أيضًا إحساسه بالعطش، وهو ما يجعل خطر الجفاف صامتًا لكنه حقيقيًا. فبعد سن الستين، تنخفض نسبة الماء في الجسم بنسبة قد تصل إلى 15 في المائة مقارنة بالبالغين الأصغر سنًا، حسب ما يؤكده الطبيب فيليب بولو، المسؤول عن قسم الجودة و الصحة في مركز المعلومات حول الماء، لموقع Notretemps.com .
ويشير الدكتور بولو إلى أن “السؤال الاهم ليس كم نشعر بالعطش، بل كم نشرب فعلًا”. ومع تقدم العمر، تقل كفاءة الكليتين وتنخفض قدرة الجسم على الاحتفاظ بالماء، ما يجعل الحاجة إلى الترطيب المنتظم ضرورية للحفاظ على التوازن الصحي.
ويضيف: “الإحساس بالعطش عند الكبار يأتي متأخرًا، وأحيانًا بعد بدء الجفاف فعليًا، خصوصًا بعد سن الخامسة والسبعين”.
تتجدر الإشارة إلى أن بعض الأمراض المزمنة والأدوية مثل المدرات البولية تفاقم من هذا الخلل في توازن الماء. وفي هذا الشأن يقول الدكتور بولو: “كلما تقدم العمر زادت الأمراض والعلاجات، وكثير منها يتداخل مع عملية تنظيم الماء في الجسم، مما يزيد هشاشة التوازن المائي”.
كما تبدأ علامات الجفاف بشكل خفي، حيث يجف الفم، اللسان، التعب، صعوبة التركيز، أو حتى حمى غير مفسرة. ويحذر الطبيب من تجاهل هذه الإشارات، لأن الجفاف قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الإمساك، التهابات المسالك البولية، الارتباك الذهني، بل وحتى السقوط أو الدخول إلى المستشفى. ويقول بوضوح: “العطش ليس إشارة للوقاية، بل إنذار متأخر”.
ولتجنب هذه المخاطر، يوصي الدكتور بولو بجعل الشرب عادة يومية لا تعتمد على الإحساس بالعطش. ويقترح تقسيم كمية المياه إلى ستة أكواب سعة 200 ملليلتر على مدار اليوم، أي نحو 1.5 إلى 1.7 لتر من السوائل يوميًا، بحسب النشاط البدني.
كما يفضل أن تكون المياه بدرجة حرارة معتدلة، لأن الماء البارد جدًا يدفع الجسم إلى رفع حرارته مما قد يزيد الجفاف بدلًا من منعه.
ولا تقتصر مصادر الترطيب على الماء فقط، فكل السوائل تحتسب مثل، الشوربة، العصائر، الحليب، وحتى الفواكه والخضروات الغنية بالماء مثل البطيخ، الشمام، والخيار.
ويختم الدكتور بولو نصيحته قائلًا: “اشربوا بانتظام، قليلًا لكن كثيرًا، ولا تنتظروا الشعور بالعطش. المهم هو الحفاظ على توازن الجسم، بأي شكل من أشكال السوائل”.
المصدر:
الإخبارية