الجزائرالٱن _ أعلن الاتحاد العام للعمال الجزائريين عن البيان الختامي لأشغال ندوة الإعلاميين النقابيين حول دور النقابات في الدفاع عن عمال المنصات، التي اختتمت فعالياتها يوم 19 أكتوبر 2025 بالجزائر، بمشاركة ممثلين عن منظمات نقابية عربية وإعلاميين مختصين في قضايا العمل.
توسع الاقتصاد الرقمي
وأكد البيان أن الندوة، المنعقدة في سياق التحولات العميقة التي يشهدها عالم العمل نتيجة توسع الاقتصاد الرقمي، جاءت انطلاقًا من قناعة راسخة لدى الحركة النقابية بضرورة ضمان حقوق جميع فئات العمال دون استثناء، بما في ذلك عمال المنصات الرقمية الذين يشكلون اليوم أحد المكونات الجديدة في سوق العمل.
جملة من التوصيات العملية
وشدد المشاركون على أن النقابات مطالبة بالاضطلاع بدور محوري في حماية هذه الفئة وتمكينها من التمتع بحقوقها الأساسية، مؤكدين أن النقاشات التي ميزت الندوة أفضت إلى جملة من التوصيات العملية تم توزيعها على خمسة محاور رئيسية.
الاعتراف الكامل بعمال المنصات
فعلى المستوى النقابي، دعت التوصيات إلى الاعتراف الكامل بعمال المنصات باعتبارهم عمالًا حقيقيين يتمتعون بكافة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والنقابية، مع إدماجهم ضمن الهياكل النقابية القائمة واستحداث آليات تنظيم جديدة تتناسب مع طبيعة عملهم الرقمية.
ضمان حقوق العمال
كما أوصت الندوة بضرورة ضمان حقوق العمال في الحماية الاجتماعية وسلامة العمل وتوفير ظروف تشغيل منصفة، مع الدفع نحو إصلاح الإطار التشريعي الوطني لتوفير حماية قانونية واضحة لهذه الفئة، وتشجيع إنشاء شبكات نقابية وطنية وإقليمية تُعنى بحقوق عمال المنصات وتعزز التضامن بينهم.
تعزيز دور الإعلام النقابي
أما على المستوى الإعلامي والنقابي، فقد شدد البيان على تعزيز دور الإعلام النقابي في فضح الانتهاكات التي يتعرض لها عمال المنصات ورفع مستوى الوعي المجتمعي بقضاياهم، مع بناء خطاب إعلامي موحد يربط بين العدالة الاجتماعية والتحول الرقمي ويبرز البعد الإنساني للعمل المنصاتي.
إطلاق حملات توعوية
كما أوصى بتطوير قدرات الإعلاميين النقابيين في استخدام المنصات الرقمية للتواصل مع هذه الفئة وتنظيمها، وإطلاق حملات توعوية رقمية لتعريف عمال المنصات بحقوقهم النقابية والاجتماعية، إلى جانب تعزيز التعاون مع وسائل الإعلام المستقلة لكسر الصورة النمطية التي تعتبرهم عاملين مستقلين خارج أي حماية.
بناء تحالفات عربية وإقليمية ودولية
وعلى الصعيد الدولي والإقليمي، أكدت الندوة على ضرورة الاستفادة من الجهود والمبادرات الدولية التي تقودها منظمة العمل الدولية والاتحاد الدولي للنقابات في مجال حماية عمال المنصات، والدفع نحو بناء تحالفات عربية وإقليمية ودولية لتوحيد المواقف والضغط المشترك من أجل ضمان حقوقهم.
إدراج قضايا عمال المنصات في أجندات الحوار الاجتماعي الثلاثي
كما دعت إلى إدراج قضايا عمال المنصات في أجندات الحوار الاجتماعي الثلاثي، والمشاركة في الحملات الدولية الهادفة إلى الاعتراف بالحقوق النقابية في الاقتصاد الرقمي، مع تعزيز التعاون مع مراكز البحث والجامعات لإنتاج دراسات ومعارف تدعم المرافعة الإعلامية والنقابية.
وأوصت أيضًا بتوجيه مراسلات رسمية إلى الحكومات العربية للمطالبة بالمصادقة على المعيار الدولي الخاص بعمال المنصات بما يضمن الاعتراف القانوني الكامل بهم كعمال وحماية حقوقهم الأساسية.
وفيما يخص المستوى العملي، تضمنت التوصيات إعداد أدلة وأدوات نقابية وإعلامية مبسطة موجهة لعمال المنصات لتعريفهم بحقوقهم وسبل الحماية، ووضع استراتيجية تواصل رقمية فعالة تضمن حضور النقابات في فضاءات عملهم، إلى جانب تنظيم منتديات حوار دورية تجمع بين النقابيين والإعلاميين وعمال المنصات وصناع القرار، وإنشاء آليات رصد وتوثيق للانتهاكات التي تطال هذه الفئة.
فضلا عن برامج تكوين وتثقيف مستمرة للإعلاميين النقابيين لتعزيز قدراتهم في الدفاع عن حقوق العمال الرقميين.
وفي ختام الندوة، جدد المشاركون تضامنهم الكامل مع عمال فلسطين الذين يواجهون ظروفا استثنائية تحت الاحتلال والعدوان، داعين المجتمع الدولي والمنظمات النقابية الإقليمية والدولية إلى توفير الحماية الدولية لحقوقهم النقابية والعمالية، ودعم صمودهم من أجل تمكينهم من ممارسة حقهم في العمل والتنظيم النقابي بحرية وأمان.